الأخ الكريم غالب الغول العروضي الكبير
تحيّة طيبة وبعد
قلت في ختام تعليقك: ( أطلب منكم تفسير ذلك ).
لذلك سأحاول قدر المستطاع تلبية طلبكم الكريم.
مما يسعدني أن يكون هذا الحوار، و ألا يقف الأمر عند كاتب الموضوع، فغنى الموضوع يكمن في هذا الحوار، وإدلاء المتحاورين بما عندهم من معلومة و رأي.
أرجو أن تتقبّل مني هذه الطريقة في الحوار: أنقل بعضا من النص الذي دبّجته، ثم أبيّن رأيي فيه:
أولا: ( قبل البحث عن نقل الموضوع للموضوعات الإسلامية أو للموضوعات القانونية , فأنا أقترح أن يبقى مكانه لأنه لا يحمل كل ما أتى به الإسلام , ولا كل ما كتب في بطون كتب القانون , فهو موضوع إنساني صرف , يبحث عن علاقة عامة في الزواج بين المسلمين خاصة. )
ربما يسعفنا هنا رأي السيدة الفاضلة الأديبة ريمة وترددها في الموضوع بين القانون والشريعة ، وإشارتها إلى المؤتمرات السكانية والرادع الأخلاقي أي ( جانبه الاجتماعي ).
يتحدّث الموضوع عما جاء في قانون الأحوال الشخصيّة، وهذا القانون مستمدّ من الشريعة، وهو في الوقت ذاته قانون صدر عن الدولة، وترجع إليه المحاكم في فصل النزاعات، وتفرض الالتزام به.
أمّا ارتباطه بالمجتمع فلا شكّ فيه لأنّه يمسّ حياة الناس.
والموضوعات التي نكتبها في المنتديات تشير إشارات سريعة إلى المضمون، أما ما في بطون الكتب القانونية أو الشرعية أو الاجتماعيّة.. فأمر عسير أن ينقل.
ثانيا: (وبداية، فإنني وقفت على العنوان وتفسيره كثيراً، ( الزواج بين الإسلام والمسلمين ) فقد كان غامضاً أكثر من غموض النص الذي احتواه المقال.
كيف يكون الزواج بين الإسلام ؟ وهل الإسلام مجموعة بشرية أم هو مجموعة عقائدية وتشريعية وتنظيمية ؟؟؟
إنه دين إسلامي, فيه القيم والمبادئ وفيه العلم والفقه والنظام والتوحيد، وفيه النظافة والأخلاق والمحافظة على أرواح الناس مسلمين ومسيحيين وطوائف أخرى يدافعون كلهم عن الأرض والعرض والوطن..
فلو اكتفيت أخي بكلمة ( الزواج بين المسلمين ) لكان أوضح مقاماً وأعمق تركيزاً. ( لأن التعبير القائل: ( الزواج بين الإسلام والمسلمين، أو بين الإيمان والمؤمنين) أراه تعبيرا ينقصه الوضوح).
أما ( كلمة الإسلام ) فقد تكون بمعنى الإيمان (الصادق) كما تفضّلت،
وقد تكون كما تضمنه قوله – تعالى -: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا غ– قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَظ°كِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ غ– وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا غڑ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌغالحجرات(ظ،ظ¤).
و قد تكون بالمعنى الآخر الذي أشرت إليه( مجموعة من أصول العقيدة والإيمان – والتشريعات والنظم والأخلاق.. ( وهو المعنى الأكثر شيوعا ).
و حين وضعت العنوان و (زاوجت ) فيه بين الإسلام والمسلمين، أردت أن أشير إلى أحكام الإسلام في الزواج ومخالفة المسلمين لهذه الأحكام روحا أو نصا، فالزواج علاقة بين الناس، لكنها مبنيّة على تشريع. قلت في الموضوع: وهذه العلاقة إباحة من الله – تعالى - لعباده.أي أنه أباحها ووضع لها نظمها.
و هذا ما قصدته من العنوان، و ما كنت بدعا في هذه الطريقة، وما أردته:
- ( أن المسلمين ابتعدوا بعض البعد عن تطبيق أحكام الزواج الشرعية الإسلامية).
- أو( أنهم أعلنوا إيمانهم بالإسلام وولاءهم لهذه الشريعة، ثم عملوا بها على نقص).
ثالثا: ( هذا من جهة , ومن جهة أخرى . هل تتحدث أخي الكاتب عن المسلمين كافة في بقاع الأرض؟ ، وقد شمل مسلمي إيران وباكستان والسعودية والعراق واليمن والصين وأمريكا ، أم أنك تتحدث عن مسلمي بلدك فقط ؟)
ذكرتُ في الموضوع تفصيلات تحت عنوانين كبيرين ( في المشرق وفي الغرب )، قد لا يكون هذا التعميم علمياّ دقيقا. ربما اكتفيت في معلوماتي أني عشت في بلدي أربعين سنة و تنقلت في المعيشة ما بقي من العمر بين دول الخليج العربية ومصر و الجزائر و أنا في فرنسة الآن. وأضفت إليه قراءاتي في الكتب و الإعلام ( طبعا مع الحرص لأني لا أثق فيه ثقة كاملة).
فهل وفيّت بعضا من طلبكم الكريم؟
وسلام الله عليك وعلى المثقّفين قراء الفرسان.