بسم الله الرحمن الرحيم .
أمامنا الآن فكرتان واضحتان وضوح الشمس , وهما فكرة الدكتور أحمد الطيب وما وصفه عن الأوربيين بأنهم من أهل ( الفترة ) ((( وما هم بذلك ))) ثم ما ورد عن المترجمات والمؤلفات والمنشورات التي ترجمها عبد المطلب صالح , حول ما كتب عن الإسلام والمسلمين ,
وإني أرى بكل وضوح بأن ما كتبه الدكتور أحمد الطيب , يحتاج إلى دقة , للأسباب الآتية :
أولاً :قال الله عز وجل : ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة , ولا يزالون مختلفين )).
وهذه الآية تدلنا على أن الحكم لله أولاً وآخراً , وقد خلق الله عباده على أشتات متفرقة في العقل والمنطق , ليضع من كفر بالله في نار جهنم , ومن آمن وأحسن واتقى في الجنة . ولو جعل الناس أمة واحدة في الإيمان كما الملائكة , فلا نحتاج إلى مكان يسمى ( جهنم ) وهذا الاختلاف بين الناس من الطبيعة البشرية , لكي يعمل الإنسان بنفسه لنفسه , فإما أن يكفر وإما أن يؤمن . .
ثانياً : لا شك بأن الله علام الغيوب , فهو الذي يعلم حالنا , ويعلم مقدار ثقافتنا , وعددنا على وجه البسيطة , ويعرف خيرنا وشرنا , ولو كانت البشرية تحتاج إلى رسول , لما قال رسولنا الكريم , وهو الذي لا ينطق عن الهوى (( لا نبيّ بعدي ) ) وهذا أكبر دليل على أن الفترة المطروحة هنا لا تشمل سكان الآرض كلها , لأن الفترة البشرية هي أن يبحث المخلوق عن الخالق , كما حصل مع إبراهيم عليه السلام , ونحن الآن في عصر متطور جداً في الاتصالات وثورات الإنترنت , ولا يجهل أحد ما يدور في عالمنا بلحظة من اللحظات , فما من حدث إلا وكل الأخبار تنقله لكافة المعمورة , سواء أكان هذا الخبر دينياً أم اجتماعياً أو سياسياً . فكيف يجهل الإنسان دينه , ؟ وهو إما أن يكون يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً , وكل هذه الأديان وما سواها مشتقة من منبع واحد وجميعها تؤمن بوجود رب خالق لهذا الكون , وعندما يريد الإنسان أن يبحث لنفسه عن الخلاص وعن الأمن والاستقرار بعد الموت , فما الذي يمنعه أن يقرأ كتابه أولاً إن كان يهودياً ليعرف من هو الله الذي خلقه , ؟ ثم يبدأ بمقارنة ما قرأه بكتاب ديني آخر ليعرف الحقيقة بأم عينه ليسلم من عذاب الله .
أن الرد الذي قرأته سابقاً كان مقنعاً ومفيداً لكل إنسان يبحث عن الحقيقة , والحائق كلها بين أيدي القارئ على شبكات التواصل وفي المكتبات والموسوعات الثفافية وما ترجموه للكتب السماوية , ليعرف كل واحد الغث من السمين ,,,, ... , ولكن ,,, ولكن ماذا ؟؟؟
ثالثاً : ولكن , يقول المثل ( الكفر عناد ) لأنهم عرفوا حقيقة الإسلام جيداً ,وعرفوا أنه الحق , فدرسوه دراسة عمقة جداً , ولا تخلو مكتبة جامعية أوربية من ترجمة للقرآن الكريم بكل اللغات العالمية , ثم عرفوا أن الدولة الإسلامية إن ظهرت مرة ثانية, فسوف تأكل الأخضر واليابس , بالرغم من أن الإسلام لا يحث على القتل كما يتصوره الآخرون , بل يحث على الهداية والتعقل والتبصر , وبالقرآن كل ما يريده الإنسان من خلاص لنفسه ليكسب الجنة ويبتعد عن النار ,
والحديث ذو شجون وأشكركم , والله يرعاكم .
أخوكم غالب الغول