ديوان الشاعر والطبيب صفوح المعراوي

[ريمه الخاني]

نجمة الليل:


يا نجمةَ الليلِ الطـــــويلِ تألّقي


ضــوءُ الثريّا يزدهــي عبر الزمانْ


يا بســـمةَ العــمرِ القليلِ ترفَّـــقي


أنتِ الأمانُ وقد مضى عهدُ الأمــانْ


يا فــرحةً فــي خافقــي..خبأتُهــــا


أنتِ المــحبةُ و التفــاؤلُ و الحنـــانْ


أنتِ الــمحاســنُ والمفــاتنُ كلّــها


أنتِ الأنــوثةُ والصّـــبا والعنفـــــوانْ


أنتِ البيــــانُ و فــــي عيونكِ فتنةٌ


في وصفها..قد لا يساعدني بيانْ


دربــي عيونُكِ والربيــعُ لـــهُ مدى'


وبسحرِها عقلي وقلبي يشردانْ


**********


عيناكِ لي قَدَرٌ وعشـــــــقٌ دائمٌ


بينَ الشتاءِ و بين زهرِ الأقحــوانْ


وأنا وجدتُكِ في طريقــــي فرحةً


جعلت حياتي بعد حبّكِ مهرجانْ


ولقد عرفــتُكِ بسمةً لا تنطفـي


وزنابقاً بأريجــها يزهــو الــــمكانْ


********


لكنّها تبقــى' بعمــري غــصـــةً


فــأنا عــرفتُكِ بعد ما فاتَ الأوانْ


______________


د.صفوح المعراوي

[ريمه الخاني]

عشق الشام




نَقشْتُ شِعْري على أزهارِ غوطتها


نَقشتُ شِعري على أوراقِ زنبقِها


نَقشْتُ شِعْري على الأشّجارِ فانتشرتْ


منها البلابلُ تشدو من محبتّها


كتبتُ شِعْري على خدٍ على شفةٍ


مِنْ وردةٍ مَزَجَتْ عِطراً بِحُمْرَتِها


رســـــمتُ شِــــعري عــلى أهدابِ نائمةٍ



شــــاميــة......فــــصَحتْ تسبي بـنظْرَتِها


من قاسيونَ عشقتُ الشّامَ لؤْلؤَةً


حسناء َفي أَلَقٍ تزهو بفتْنتها


بينَ البنفسجِ والكبّادِ لي وطنٌ


طفولتي في عيونِ الشّامِ ملعبُها


في بحرةٍ عُطرتْ بالياسمينَ شذىً


تعمّد َالقلبُ في أعماقٍ لُجَّتِها


تضمّخَ القلبُ من فُلٍ ومنْ حَبقٍ


ومن ترابٍ حباهُ اللهُ خضْرتها


كم من طيورِ الهوى في الجوّ أُطلقُها


عبر السماءِ وفي فيروزِ زرقتها


بين الدوالي درجْنا في خمائِلِها


ونرشفُ الحبّ سراً من مدامتها


حنانُ أجدادِنا ما زالَ يغمرني


حنانُ أمٍ مضتْ تسعى لجنّتها


وفي حنانِ أبي حضنٌ ألوذُ بِهِ


رغمَ الفراقِ..سنونٌ ذقتُ قسوتَها


كلُّ الأحبةِ كلُّ العشقِ في بلدي


وكلُّ تاريخنا من حبها...ولها


هذا الترابُ غدا روضاً لهُ عَبَقٌ


وما أحيلى رقادي تحتَ تربتِها


*****************


أهدى الرسولُ بلادَ الشّام مكْرمةً


وجاء (خالدُ)سيفُ الله طهّرها


وجاء(جبريلُ)بالقرآنِ مؤتلقاً


ربُ السماءِ بحفظِ الدينِ كرَّمها


مرّ الغزاةُ مدى التاريخ في بلدي


لكنّ شعبي بعون الله حررّها


فيها التآلفُ في الأديانِ مفخرةٌ


الشامُ باقةُ زهرٍ في تكاتفها


فيها الأهلةُ والصلبانُ في فرحٍ


الشام رمزٌ جليلٌ في سماحتها


تبقى الشآمُ شآمُ العزّ خالدةً


عبر الزمانِ وتعطي من محبتّها


**************


واليومَ _ ياحسرتي_ هذي الشآم ُبكتْ


من جاء في عَتَمٍ يغتالُ فرحتها


هذي البلادُ بلادي من لها سندٌ


من غيرُنا ياترى يأسو لدمعتها


نهوى الشآم وعشقُ الشام مهنتُنا


والشامُ تبقى لنا والربُّ يحفظها




د.صفوح المعراوي 1/3/2012