على قمة قاسيون:








كانونُ الثاني حاصَرنا




والبردُ لطيفٌ




لا يردعْ








فصعدنا للجبلِ الأعلى'




و الشّامُ على حُبٍّ




تَهْجــــــعْ








فرأيتُ بعيْنِيْها ومضاً




حبــــــاتِ جُمانٍ




لو تُجْمَــــــعْ








أضواءُ دمشقُ بعيْنيها




ضوءٌ يسري




ضوءٌ يلمـــــعْ








وأنا في المقعدِ مسحورٌ...




بجمـــالٍ فتــّانٍ




شَعْشــــــعْ








كم ليلُ دمشــقَ يُمتِّعني...




وبصُحْبتِها




يمســــــــي أمتـعْ








فأراها قُرْبي




جالسةً




تحكي..




واللثغةُ..لا أروعْ








ولفافةُ تَبْغٍ




في يدها




طوراً تخبو




طوراً تسطعْ








والكأسُ براحتِها




طفلٌ




مِنْ مبْسَمِها




شهداً يرضعْ








و بأذنيها..يحلو قِرْطٌ




والخاتَمُ يلمعُ




في إصبعْ








ونسائمُ برْدٍ تلفحُنا




و بمِعْطَفها




دفءٌ يرتعْ








و الشَّعْرُ تطيرُ




غدائِرُهُ




كم يحلو الشَّعْرُ




إذا أقلعْ








كم يحلو الحُسْنُ




إذا يزهو




كم يحلو الثّغْرُ




إذا أينَعْ








و رأيتُ بعينيها سِحراً




قدْ أودعَ ربّي




ما أودعْ








قد أبدع ربي




في خلقٍ




و تظلُّ بعينيَّ الأبْدعْ








وتعودُ وتحكي في ذوقٍ




بحديثٍ جَذّابٍ..ألمعْ








قالتْ:




هل تسألُ عن حزني؟




تاريخي مُرٌّ لو يُسمَعْ








قد ذقتُ الغَدْرَ




بأنواعٍ




غدرُ الأحبابِ




هو الأوجَعْ








فلماذا أحصدُ أشواكاً




ما دمتُ لريحانٍ أزرعْ؟








قاطعتُ الحلوةَ:لا تشكي




أبداً فالماضي




لنْ يَرْجَعْ








والحاضرُ




يبقى' في يدِنا




ما شئنا في غَدِنا




نَصْنعْ








و نظرتُ لعيْنيها فإذا




في مقْلَتِها




دمعٌ أمرعْ








و مسحتُ الدّمعَ




بمنديلي




"عيناكِ حرامٌ أن تدمعْ








أنتِ الأحلى' في أيّامي




أنتِ الأغلى' أنتِ الأبْرَعْ








و سفينةُ عمري تائهةٌ




وأراكِ المرسى' والمنبعْ








إن ضاقت في وجهي الدنيا




في عينيكِ الدنيا أوسعْ"




..........






وتنامُ دمشـــقُ




كلؤلؤةٍ..بمحارتِها




تغفو..تخشــــــــــعْ








والحلوةُ تغفو في صدري




..وبأضلاعي




يحلو المَضْجَعْ


________________________________


د.صفوح المعراوي