إلى مسافرة:
حان الفراقُ
..وأنتِ عِنْدَ الطائرة
وأراكِ معْ سرب الطيورِ
مهاجرةْ
وأرى' عيونَكِ تزدهي
في فِتنةٍ
وبِعُمْقِها ألقى'..
دموعاً غائِرةْ
وأراكِ من خَلْفِ السِّتارِ
تُلَوِّحِي
فالوقتُ يمضي..
..والأيادي حائرةْ
وبعُدْتِ عنِّي..
والحنينُ يشُدُّني
وخواطرٌ تمضي..
..وتبقى خاطِرةْ
أأظلُّ وحْدي
أحتسي من غُرْبَتي
أأعودُ أحيا..
..في حياةٍ فاترةْ ؟
منْ بعدِ ما عِشتُ
السعادةَ هانِئاً
من بعدِ ما ذُقْتُ
الثواني النادرةْ
صارت لنا في كلِّ دربٍ
قصةٌ
والذكرياتُ على المدى'
..متناثرةْ
ماذا أقولُ لقاسيونَ
إذا حكا:
أين الحبيبةُ عندَ سفحي
ساهرةْ
أينَ الّتي حَبَتِ الليالي
بهْجةً
إذْ تلتقيها بالمفاتنِ
عامرةْ؟
ماذا أقولُ
لغوطةِ الشّامِ الَّتي
تأبى الربيعَ
إذا بَقَيْتِ
مهاجرةْ؟
أأقولُ صارتْ فِكرةً في مهجتي؟
وتعيشُ نَبْضاً
في حنايا الذاكرةْ
لا تقْلقي يا حلوتي..
..لا تحزني
تبقى الظروفُ على كِلَيْنا
جائِرةْ
لكنَّ طيفُكِ في ضميري
ساكِنٌ
ويظلُّ امواجا
بفكري..هادرةْ
فأراكِ قنديلاً بدربٍ عاتمٍ
وأراكِ ربحاً
في حياةٍ خاسرةْ
وأراكِ عصفوراً..
..بدمْعي يرتوي
وأراكِ رمحاً..
..يختبي في الخاصرةْ
أوصيكِ أن تتنَبَّهي
في غربةٍ
فالناسُ قد صاروا..
طيوراً كاسرةْ
ولتحذري غَدْرَ العيونَ فإنني
أخشى' عليكِ..
..من العيونِ الغادرةْ
لاتبعدي عنّي كثيراً..حلوتي
فالعُمرُ يمضي..
و السّعادةُ عابرةْ
مهما بَعُدْتِ..
..فإنّ حبّي خالدٌ
إذْ أنتِ في عُمْقِ الفؤادِ
مسافرةْ
____________
د.صفوح المعراوي
[19:45, 23/5/2016] +963 944 465 116: الف شكر سلفا
[19:46, 23/5/2016] صفوح المعراوي: قهوة أمّي
على' قِنْديْلِها الأصْفَرْ
و دَلّتِهــا الـنّحاسِـيّةْ
تُمارسُ عِشْقَ قَهْوَتِها
كَناسِكةٍ...كَصوفيّهْ
فتَمْلؤهُا بماءِ الحبِّ
من أعماقِ فِسْقِيّهْ
تُمَسِّكُها..تُعَطِرُهــا
بِحَبِّ الهالِ مَحْظيّةْ
لتَغْدو من مَـحَبَّتِهـا
بِنارِ الشَّوْقِ مَغْلِيّهْ
و تسْكُبُها فناجيناً
تطوفُ بها..كَحوريّهْ
وَ تَجْلسُ كي تُسامِرُنا
بفُسْحَتِنا السّماويّهْ
بهَمْساتٍ و بَسْماتٍ
وَ ضِحْكاتٍ صباحِيّهْ
و تُعْطِينا ربيعَ الحُبِّ
والأنسَامُ جوريّهْ
*******************
و مرَّ الدَهْرُ يا أمّي
سنونُ العُمْرِ مَقْضِيّهْ
رَحَلْتِ إلى' حِمى' الرحمنِ
راضِيَةً..و مَرْضيّهْ
تَرَكْتينا لِوِحْدَتِنا
وفي دنيا ضَبابيهْ
تَعَذّبنا..تَشَرّدْنا
تَذَوَّقْنا العبوديهْ
لِنَبحثَ في بِقاعِ الأرْضِ
عن وطنٍ و جِنْسِيّهْ
"بلادُ العُرْبِ أوطاني"
شِعاراتٌ خُرافيّه
و يؤْسِفُنا بأنْ نَلْقَى'
روؤسَ العُرْبِ مَحْنيّهْ
لِصُهيونٍ و زُمْرَتِهِ
و تَبقى' الشَّامُ مَنْسِيّهْ
و رمزُ العُرْبِ مُخْتَصرٌ
بِجِلْبابٍ و كوفيّهْ
لِحَىً بِالعِطرِ مُشْبَعَةٌ
و زُنّارٌ و شِبْرِيّهْ
**************
أيا أمّي...أيا أمّي
بلادُ الشّامِ مَسْبِيّهْ
أتاها مِنْ بِقاعِ الأرْضِ
شَرْقيّهْ..وَ غَرْبيّهْ
لصوصٌ دَمّروا بَلَدي
بإصرارٍ و وحشيّهْ
و كلُّ الكونِ يا أمّي
مواقِفُهُ رَماديّهْ
فأينَ نَروحُ يا أمّي
دروبُ الحقِّ وَهْميّهْ
أيا أمّي نُريدُ الحضْنَ
يَجْمَعُنا ...بِحنيّهْ
نكادُ نضيعُ يا أمّي
تكادُ تضيعُ سوريّهْ
_____________________
د.صفوح المعراوي
عيد الأم 2014
[19:50, 23/5/2016] صفوح المعراوي: عصفور الألقْ:
أنا يا حــــــلوةَ العينيْنِ...عصــــــــــفورٌ من الألقِ
أعيشُ بظلِّ سوسنةٍ...وأنهلُ مـــــن ندى الحَبَقِ
وأنهلُ من ضِفافِ الثغْرِ...حبـــاتٍ مـــــــن الوَدَقِ
أُحلِّقُ في فضاءِ الســـــحْرِ...بين الرِّمْش والحَدَقِ
أَحْطُّ بمرْمرٍ عَبِقٍ ...بصـــــــدرٍ ضَــــــجَّ بالعَبــــــَقِ
وأعشقُ خصلةً ثارتْ...على الخدّيْنِ فــــــي نَزَقِ
وأعشقُ شامةً سمراءَ...بيـــن الخــــــــدِّ والحَلَقِ
وأعشقُ كحلةً باتتْ...على عينْكِ فــــــــي الأُفُقِ
.........................................
جلستُ أَخطُّ عن شوقي...ففاضَ الدمعُ من وَرَقي
فكيفَ أَبوحُ عن حبِّي...وسيفُ الغدْرِ فــــي عُنُقي
أعيشُ اليومَ محترقاً...بما يجري مـــــــــن الحُرَقِ
طيورُ الشَّرِ من حولي...وأعداءٌ مــــــــــــن العَلَقِ
أ أسكتُ عن أسى وطنٍ...يســيرُ بِظُلْمَة النَفَقِ؟
فأينَ يروحُ إحساسي...وهل ننجوا مـــن الغَرَقِ؟
أعـــــودُ إليكِ فاتنتي...بتاريــــــخٍ مـــــــن القَلَقِ
فضميني وضميني...أنيري عتْمةَ الغَـــــــــسَقِ
فؤادي قدْ غدا مِزَقاً...فلُمِّي بالــــــهوى مِــزَقي
28/03/2012 د.صفوح المعراوي
[21:29, 23/5/2016] صفوح المعراوي: ماذا سأفعل؟
ماذا سأفعلُ في هواكَ وقدْ غَزا
عمـقَ الــفؤادِ وغـلّقَ الأبـــــوابا
لــمْ يُبقِ فـي قلبي حبيباً غيرهُ
فنسيتُ حتــى الأهلَ والأصحابا
جعــلَ الأمـــانَ بساعديكَ رهينةً
مَلَكَ الشـــبابَ و أقـــلَقَ الأهدابا
**********
مـــاذا أقــولُ لياسَمينَـــكَ عندما
مـــدَّ الغصونَ معرشاً بينَ الضلوعْ
واحــتلَّ كـــلَّ جوانحي وجوارحي
ليظــــلَّ فيها صامداً يأبى الرجوعْ
حتّى إذا حاولتُ أُخفــــــي عِطرهُ
يأبى ويمضي عبر أنفاسي يضوعْ
*********
مــاذا أقـــولُ لــماردٍ فــــي لحظةٍ
سَـــرَقَ النجومَ و صادرَ الأقمـارا
أكَلَ الــدروبَ وكــــلَّ ذكرى قَبْلَهُ
حَــرَقَ المرافئ أشـــعلَ الأقدارا
ليطيرَ نشـــواناً وأركــبُ جُنْـــحَهُ
عَبْرَ السّــماءَ ليُنشـــدَ الأشعارا
*********
مــاذا ســــأفعلُ فيكَ يا لِــصاً دنا
من مخدعي واختالَ يفعلُ ما يشا
سلبَ الشفاهَ وكلَّ..كلَّ مفاتنـي
لأظلَّ وحدي أرتجي طيفاً مشى'
لمْ يبقَ عصفــوراً و تبقَ غـــمامةً
إلاّ تـحدّثَ عــن هـــوانا أو وشـــا
**********
طوفانُ حُبِّكَ والعواصفُ في دمي
وأكادُ أغـــرقُ والمنى' فُلْكٌ يلوحْ
حتّى' إذا جاءَ الســفينُ لنجدتي
ألقى' عيونَكَ تزدهي كسفينِ نوحْ
البــحرُ أنـتَ و أنتَ كــلُّ مـراكبـــي
أنتَ الطبيبُ وأنتَ أسبابُ الجروحْ
**********
ماذا سأفعلُ إن أتى' عندَ المســا
يرجو الوصالَ و مِنْ عـيوني قدْ دنا
ليبوحَ همســاً فـــي حنــانٍ أنــــهُ
تَــرَكَ الــجّمــيعَ و لــمْ يُــردْ إلاّ أنــا
ســأقــولُ أهلاً يا مليكَ مشــاعري
أنتَ الحبيبُ وأنتَ لي كـــلُّ المنى'
___________________________
د.صفوح المعراوي