أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 نيسان 2016
سلاح البحرية يغرق قاربا بين مصر وغزة
كتب موقع "واللا" ان سلاح البحرية احبط ، صباح امس السبت، عملية تهريب من مصر الى قطاع غزة، بعد قيامه بفتح النيران على قارب اجتاز الحدود البحرية، وكان يحمل اكياسا مشبوهة، فتم اغراقه امام ساحل رفح. وكانت القوة البحرية قد استخدمت في البداية نظام اعتقال مشبوه، بما في ذلك اطلاق النيران بهدف التحذير، ولكن بعد مواصلة القارب التحرك بسرعة باتجاه شاطئ القطاع، اطلق الجنود النار على جوانبه.
وعندما لاحظ الجنود ان ركاب القارب قفزوا الى المياه ومعهم الأكياس، قاموا بإطلاق النار على القارب واغراقه. وقال الناطق العسكري ان سلاح البحرية احبط عملية تهريب، مضيفا ان مصير ركاب القارب ليس معروفا. الا ان وسائل اعلام فلسطينية ذكرت بأنهم تمكنوا من الوصول الى الشاطئ.
واشنطن تشكك بالتزام اسرائيل بحل الدولتين
كتب موقع "واللا" ان الولايات المتحدة انتقدت ، امس السبت، سياسة هدم منازل الفلسطينيين في الضفة من قبل اسرائيل، واعلنت ان هذه السياسة تثير الشك حول التزام اسرائيل بحل الدولتين. وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الامريكية، اليزابيث طرودو، ان واشنطن تشعر بالقلق ازاء هدم المنازل، الذي يقوض بالتالي امكانية حل الدولتين، ويطرح تساؤلات حول التزام الحكومة الاسرائيلية بهذا الحل". وحسب أقوالها فان "هذه الاعمال تدل على توجه يلحق الضرر، ويشمل الهدم والاقتلاع ومصادرة الأراضي".
وحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء، فقد هدمت اسرائيل منذ بداية السنة، حوالي 400 منزل ومبنى في انحاء الضفة الغربية، وهو عدد يفوق كل ما تم هدمه في عام 2015. وحسب تقرير لمركز "بتسيلم"، فقد هدمت اسرائيل في مطلع آذار مدرسة بنيت برعاية الاتحاد الأوروبي، في قرية خربة طانا البدوية في السامرة، وكانت تخدم 23 طالبا. كما هدمت اسرائيل 17 منزلا و21 حظيرة للمواشي والدواجن في القرية.
النيابة العسكرية تملك ادلة تمكنها من محاكمة الجندي القاتل في الخليل
تكتب صحيفة "هآرتس" ان تعتقد العسكرية النيابة بأن الأدلة التي تم جمعها حتى الان في قضية الجندي الذي اطلق النار على المخرب الفلسطيني الجريح حين كان ممددا على الأرض في الخليل، تتيح اعداد لائحة اتهام. ومن المقرر ان يجري اليوم (الأحد) تشريح جثة المخرب في معهد الطب الشرعي في ابو كبير، وبعد تلقي نتائج التشريح ستتمكن النيابة العسكرية من مناقشة بنود لائحة الاتهام ضد الجندي. واذا اتضح بأن المخرب الفلسطيني كان على قيد الحياة حين كان ممددا على الأرض، كما تشير افادات الجنود، بما فيها افادة الجندي الذي اطلق النار، فانه من المتوقع ان يتم اتهام الجندي بقتله.
وكانت محكمة الاستئناف العسكرية قد ناقشت يوم الجمعة استئناف النيابة العسكرية على قرار اطلاق سراح الجندي من السجن وفرض الاعتقال المفتوح عليه في قاعدته العسكرية "نحشونيم". وقررت المحكمة منعه من حمل السلاح والتحدث مع شهود العيان حتى انتهاء القضية. وادعت النيابة العسكرية خلال النقاش في المحكمة ان الأدلة تعرض صورة واضحة لما حدث وانه لا يمكن تقبل ادعاء الجندي بأنه اطلق النار بفعل التخوف من الخطر على حياته. كما ادعت النيابة ان سقف الأدلة التي تم جمعها حتى الآن، تتيح صياغة شبهات تتجاوز "الاشتباه المعقول" بل تشكل "أدلة واضحة" تتيح اثبات تهمة الجندي.
وقالت المدعية العسكرية، العقيد شارون بنحاس زجاجي، ان النيابة تعتقد خلافا لموقف المحكمة العسكرية في يافا، وقرار المقدم رونين شور، ان الأدلة ليست "الى هنا او هناك"، وانما تحدد صورة بالغة الوضوح لما حدث اثناء الحادث". وتتطرق المدعية بذلك الى الأفلام التي توثق لحادث اطلاق النار، والتي اعتبرتها "مثل الف شاهد"، والى قول الجندي لرفاقه، كما افادوا، بأن المخرب يجب ان يموت، لأنه طعن رفاقه. كما تدعي النيابة ان اطلاق النار كان متعمدا، وبدون أي حاجة عسكرية.
من جهتهم يدعي محامو الجندي انه اطلق النار حسب الأوامر، "ولم يقصد القتل وانما انقاذ رفاقه".
المانيا تجسست على مكتب نتيناهو
تنقل صحيفة "هآرتس" ما نشرته صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، امس السبت، حول قيام جهاز التجسس الألماني BND، بالتجسس في السنوات الأخيرة، على ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية. وحسب التقرير فان الأهداف التي تعقبها جهاز الاستخبارات شملت دولا صديقة لألمانيا وتنظيمات دولية. وتضم القائمة وزارتي الداخلية في فيينا وبروكسل، ووزارة الدفاع في لندن، مؤسسات الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي واوباك، وناسا، وسلاح الجو الأمريكي وغيرها. ولم يفصل التقرير ما الذي شملته عمليات التجسس، وما اذا نجحت او فشلت، وما هي اهدافها العينية ومتى تم ذلك.
ويشار الى انه تم خلال السنوات الأخيرة كشف الكثير من التقارير حول قضايا التجسس التي قامت بها العديد من الدول ضد بعضها البعض، بما في ذلك الدول الصديقة. وفي العام الماضي، تم التبليغ بأن المانيا تجسست على جهاز "اف. بي. آي" وشركات الأسلحة الامريكية وتنظيمات دولية اخرى، مثل منظمة الصحة العالمية. وعلى الشكل ذاته، تم في 2013 الكشف بأن المانيا كانت هدفا مركزيا للتجسس من قبل الولايات المتحدة طوال عشرات السنوات، وشمل ذلك هاتف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. وردت ميركل في حينه قائلة: "التجسس هو ليس شيئا يتم بين الأصدقاء".
وكشفت دير شبيغل في العام الماضي ان الولايات المتحدة والمانيا تعاونتا في التجسس على طرف ثالث، حيث قام جهاز BND بالتجسس على شركات وتنظيمات اوروبية بطلب من وكالة الأمن القومي الامريكية NSA.
يشار الى ان مجلة Intercept كشفت في شهر كانون الثاني الماضي بأن اجهزة الاستخبارات البريطانية تجسست طوال سنوات على البث المصور للطائرات الاسرائيلية غير المأهولة، وطائرات سلاح الجو الاسرائيلي. وجاء في التقرير ان عمليات التعقب التي بدأت كما يبدو في 1998، كانت تتم من قاعدة على جبال ترودوس في قبرص.
القسام تؤكد احتجازها لأربعة اسرائيليين وانه لا توجد مفاوضات بشأنهم
تكتب صحيفة "هآرتس" ان الناطق بلسان كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، قال مساء امس الاول الجمعة، انه لا تجري مفاوضات لإعادة المواطنين الاسرائيليين الأسرى في قطاع غزة. وادعى بأن حماس تحتجز المواطنين ابرا منغيستو، وشاب بدوي، يمنع كشف اسمه، وكذلك الجنديين اورون شاؤول وهدار غولدين، الذين حددت اسرائيل مقتلهما (خلال الحرب).
وقال الناطق "ان نتنياهو يكذب على ابناء شعبه وينثر الرماد في عيون عائلات الجنود. نحن نوضح انه لا توجد مفاوضات بشأن الأسرى الأربعة، ولا تجري أي اتصالات لأن على اسرائيل دفع ثمن لقاء كل معلومة قبل المفاوضات وبعدها".
وعرضت وراء الناطق صور الأربعة الذين يدعي التنظيم انهم في أسر حماس. ويشار الى ان اورون شاؤول وهدار غولدين دخلا الى غزة خلال عملية "الجرف الصامد" في صيف 2014، وتم تحديد موتهما من قبل الجيش.
وفي تموز الماضي سمح بنشر نبأ اجتياز ابرا منغيستو، من سكان اشكلون، للحدود مع غزة في ايلول 2014، كما اجتاز الشاب البدوي الذي يقول الجهاز الأمني انه مختل عقليا، الحدود الى غزة في نيسان 2015.
اليوم يتقرر ما اذا سيتم تبكير موعد اطلاق سراح كتساف
تكتب "يسرائيل هيوم" و"يديعوت احرونوت" انه من المتوقع ان تنشر لجنة اطلاق السراح التابعة لسلطة السجون الاسرائيلية، اليوم، قرارها بشأن طلب الرئيس الاسرائيلي الأسبق، موشيه كتساف، تقصير ثلث مدة محكوميته. وكان من المفروض ان تصدر اللجنة قرارها يوم الاحد الماضي، لكنه تقرر بعد 12 ساعة من النقاش تأجيل صدور القرار الى اليوم.
وكانت النيابة العامة قد اعربت عن معارضتها الشديدة لإطلاق سراح كتساف، لأسباب من بينها انه ادين بارتكاب مخالفات خطيرة ولم يعرب عن أسفه عليها حتى الآن، ورفض اجتياز دورة تأهيل يفترض بمرتكبي المخالفات الجنسية اجتيازها قبل اطلاق سراحهم.
في المقابل قالت سلطة السجون في وجهة نظرها ان سلوكيات كتساف في السجن كانت ايجابية. كما تحدد وجهة نظر مركز الصحة النفسية في وزارة الصحة بأن كتساف لا يشكل أي خطر، سيما انه يخرج في العامين الأخيرين في اجازات منتظمة.
يشار الى ان كتساف يمضي عقوبة بالسجن لمدة سبع سنوات، بعد ادانته بارتكاب مخالفات التحرش الجنسي بحق موظفات عملن معه خلال شغله لمناصب رسمية. ويرفض كتساف الاعتراف بالتهم التي ادين بها ويدعي براءته.
اسرائيل لا تنوي تعيين سفير بديل لديان في البرازيل
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل لا تنوي في المرحلة الحالية، تعيين سفير جديد لها في البرازيل، بدلا من داني ديان، الذي رفضت البرازيل المصادقة على تعيينه، بسبب كونه احد قادة المستوطنين. وعلمت "يديعوت احرونوت" ان وزارة الخارجية لا تسارع الى تعيين بديل لديان كي لا يسود الانطباع بأن اسرائيل تراجعت، وان التعنت البرازيلي كان مفيدا.
وينص التوجيه الذي وصل من القيادة السياسية الى وزارة الخارجية على الامتناع، حاليا، عن نشر مناقصة جديدة لتعيين سفير في البرازيل. وحسب التقديرات فان نشر مناقصة لهذا المنصب سيتأجل لعدة اسابيع على الأقل. ويسود التقدير بأن اسرائيل تطمح الى رؤية سفير جديد في البرازيل قبل افتتاح الالعاب الأولمبية في ريو في آب القادم.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد اعلن عن تعيين ديان سفيرا في البرازيل في آب الماضي، لكن البرازيل رفضت التصديق على التعيين بسبب كون ديان احد قادة المستوطنين ويقيم في مستوطنة في الضفة الغربية. وآمنت اسرائيل بأن الاتصالات الهادئة ستقنع البرازيليين بتقبل ديان، لكنه يتضح كلما مر الوقت ان البرازيل لا تتراجع عن موقفها. وفي الأسبوع الماضي استسلمت اسرائيل واعلن نتنياهو عن تعيين ديان قنصلا عاما لإسرائيل في نيويورك.
تخوف في "شاس" من تفكك الحزب في حال استقالة درعي
كتبت "يسرائيل هيوم" انه ليس من المعروف كيف ستتطور قضية وزير الداخلية ارييه درعي، لكن السؤال هو كيف سيؤثر ذلك على حزب شاس؟ ويتخوف الكثير من الاعضاء من انهيار الحزب في حال قرر درعي الاستقالة اذا ما تم فتح تحقيق ضده في قضية عقارات عائلته.
وتتجه الكثير من الأنظار في الأيام الأخيرة نحو الزعيم الذي تمت اقالته، ايلي يشاي. وانتشرت على شبكة فيسبوك ومجموعات الواتس أب، تهكمات بحق يشاي تدعي انه توجه الى حائط المبكى للصلاة بعد تورط خصمه درعي. ومن المحتمل، في حال اضطرار درعي الى الاستقالة ان يحظى يشاي بقنال سياسي آخر، من شأنه ان يعيده الى الحزب، علما ان يواصل العمل الآن في الاتجاه الذي بدأه قبل عدة أشهر، وهو الانضمام الى حزب "كلنا" بقيادة موشيه كحلون.
وعلى الرغم من نفي يشاي وكحلون لهذا النبأ، الا ان الاتصالات تتواصل بكل قوة وراء الكواليس، وفي حال تم الاتفاق، من المرجح ان يتم ترشيح يشاي في المكان الثاني بعد كحلون. وتتواصل هذه الاتصالات رغم المشاكل التي قد تعرقلها، وبشكل خاص بسبب الخط الليبرالي الذي ينتهجه كحلون، كالحفاظ على المحكمة العليا، وتأييد الزواج المثلي، وتسيير مواصلات عامة يوم السبت. وفي المقابل علم ان يشاي لا يستبعد الانضمام الى حزب الاتحاد القومي.
لكن قضية درعي قد تفتح امامه باب العودة الى شاس. فبدون درعي سيبقى حزب شاس بدون قائد، وقد يشكل يشاي حبل الانقاذ الوحيد.
الشرطة تجمع افادات في قضية هرتسوغ
كتبت "يديعوت احرونوت" ان الشرطة بدأت باستدعاء شخصيات من حزب العمل لتقديم افاداتها في قضية رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ. وكان الفحص في هذه القضية قد بدأ على خلفية الادعاء بحصول هرتسوغ على تبرعات غير قانونية خلال الانتخابات الداخلية في الحزب في 2013، والتي انتصر خلالها على شيلي يحيموفيتش. وواصلت الشرطة في نهاية الأسبوع، جمع الوثائق والافادات المرتبطة بهذه الادعاءات، كما قامت بجمع افادات من جهات كانت مقربة من طاقم هرتسوغ الانتخابي.
ومن المتوقع ان يجري خلال الاسبوع الجاري نقاش لدى المستشار القانوني للحكومة، يتم خلاله عرض الأدلة واتخاذ القرار بشأن ما اذا يجب الانتقال من الفحص الى التحقيق الجنائي الرسمي. وعلى الرغم من ادعاء هرتسوغ بأن المقصود فرية، الا ان بعض المقربين منه يفهمون انه لن يكون أي مفر من التحقيق والذي سيشمل التحقيق معه تحت طائلة الانذار.
من جهتها عقبت شيلي يحيموفيتش لأول مرة على الموضوع، في نهاية الأسبوع، وقالت انها لم تعقب على الموضوع من قبل بسبب ارتباطها الشخصي فيه، واضافت: "ولهذا السبب بالذات فان كل ما اقوله دوما سيعتبر اذا ما قلته الآن مسألة شخصية او سياسية، وسيتم تلوينه بألوان غير موضوعية، ولذلك سأوفر في الكلام. انا آمل بكل بساطة بأن تظهر الحقيقة واتمنى لحزبنا بأن لا يدفع ثمنا باهظا".
مقالات
نصف سنة على الانتفاضة الثالثة، ومخاطر التصعيد لا تزال قائمة
تحت هذا العنوان تكتب غيلي كوهين، في "هآرتس" انه بعد نصف سنة من الارهاب المتواصل، يشير الجيش الى حدوث انخفاض في عدد العمليات، وانها تحدث حاليا في اواخر الأسابيع فقط. ويدعي مسؤول في الجهاز الأمني انه على الرغم من عدم الانتهاء من احصاء عدد العمليات التي وقعت في شهر آذار المنصرم، الا انه تم تسجيل انخفاض في عدد العمليات مقارنة بشهر شباط الذي وقعت خلاله 155 عملية، حسب الشاباك.
وخلال شهر تشرين الأول، الشهر الأول للأحداث الحالية، وقعت 620 عملية في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر، وفي محيط قطاع غزة. ويشمل هذا الاحصاء رشق الزجاجات الحارقة. ويطلق الجيش على تسلسل الأحداث اسم "موجة ارهابية" او "هبة شعبية محدودة"، حسب قيادة المنطقة الوسطى. لكن الفلسطينيين يسمونها "هبة" او "هبة القدس".
في الأسابيع الأخيرة ادعى ضباط تنتشر وحداتهم في الضفة، او يخدمون هم بأنفسهم هناك، ان المقصود ليس انتفاضة. ويكمن احد التفسيرات لذلك في حرية الحركة التي يتواصل الحفاظ عليها في الضفة، فالفلسطيني الذي يريد الخروج من جنين الى رام الله يمكنه الوصول اليها دون المرور عبر أي حاجز عسكري. كما أن الطوق الذي تم فرضه بتوجيه من القيادة السياسية، ولم يكن دائما بموافقة الضباط الميدانيين، كان مؤقتا ولم يمنع بشكل مطلق الخروج من القرى والبلدات الفلسطينية. وقال المصدر "هذا ليس طوق انتفاضة، انه فحص، نقطة للتفتيش".
ويعتمد تفسير آخر للفارق بين موجة الارهاب الحالية والانتفاضتين السابقتين على انتشار القوات العسكرية في الضفة. وقد ادعى ضابط في الجيش الاسرائيلي، امس الأول، بأن هناك 26 الى 27 كتيبة منتشرة في الضفة، بينما خلال فترة الانتفاضة وصل عددها الى 80. وأضاف: "في حينه كانت هناك كتائب عملت عسكريا، طوال 11 شهرا في السنة. نحن لم نصل الى ذلك بعد". كما يجري الادعاء بأن المشاركة الشعبية في الموجة الحالية لا تزال هامشية، ولا يوجد اطار قيادي للعمليات.
في الجيش الاسرائيلي يقولون انه على الرغم من استمرار موجة الارهاب منذ ستة أِشهر، الا انه لا توجد عمليات ارهاب ممأسسة، ولا يظهر أي تدخل ملموس من قبل مخيمات اللاجئين في الأحداث. لكنه يستدل من تحليل اماكن سكن حوالي 250 مخربا شاركوا في العمليات، ان 25 منهم يقيمون في مخيمات اللاجئين، من بينهم 10 من شعفاط. وحسب بيانات الشاباك فان اكثر من 50% من منفذي العمليات هم دون جيل 20 عاما، وحوالي 12% من منفذي العمليات هن نساء.
اضف الى ذلك انه تم الحفاظ على التنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهناك من يعتقدون انه افضل بكثير مما كان عليه قبل عقدين. في المقابل يشير الجهاز الأمني، الى ان خطر التصعيد والتدهور في الأوضاع لا يزال قائما. وقال ضابط رفيع: "يمكن للأوضاع أن تكون أسوأ". ومع ذلك يعتبر الجيش المواجهات في الضفة غير مسبوقة في حدتها، في العقد الأخير.
في الأيام الأخيرة، طرحت على جدول النقاش العام مسألة أوامر اطلاق النار في اعقاب قيام جندي بإطلاق النار على مخرب كان ممددا على الأرض في الخليل، يوم الخميس الأسبق. وحسب توجيهات الجيش فانه قبل دخول الجنود للعمل العسكري في المناطق، يجب عليهم اجتياز اختبار خطي حول هذه الأوامر، بل واجراء تدريب يحاكي مواجهتهم لأوضاع معينة.
قبل وقوع الحادث في الخليل، قال قائد لواء المشاة: "اعتقد ان اوامر فتح النيران متوازنة فعلا. اذا واجهنا الخطر، لا توجد معضلة. هذه هي القاعدة.. لا اعتقد ان هناك منطقة رمادية". وأضاف: "انا متأكد من ان موقفي لا يحظى بتأييد الجميع، وهذا على ما يرام. يوجد هنا توتر. نحن مطالبون بقتل من يجب قتله والامتناع عن قتل مئات الاف الابرياء الذين يعيشون بهدوء في هذه المنطقة، او بدون هدوء. اذا كان يمكن القتل بواسطة رصاصة واحدة او رصاصتين وليس بواسطة مشط كامل فهذا مفضل. نحن لا ننكل بجثة المخرب مع مزيد من العيارات، وهذه ليست مسألة اخلاقية فقط، وانما مسألة مهنية".
وقال الضابط ان الجنود يتأثرون نفسيا بسبب وقوع عمليات الطعن من دون انذار مسبق. "انت لا ترى مخربا يرتدي الزي العسكري. هذا فتى او فتاة، او امرأة، يأتون عادة مع سكين لمسافة الصفر، ويجب، من جهة، اصابتهم بسرعة، ومن جهة اخرى عدم التعرض للإصابة، وعدم قتل رفيق السلاح. كل هذا يتم بعدة عيارات، ومن دون صخب لأننا يجب ان نفعل ذلك بشكل مهني". وأضاف ان "هذا احتكاك يضعك في وضع بالغ الحساسية. بين يوم مشمس عند مفترق الغوش، وبين "انا بعد لحظة سأموت". هذا توتر حساس جدا".
في الجيش الاسرائيلي يحاولون تنظيم لقاءات اكثر بين الجنود وضباط الصحة النفسية، واجراء محادثات في هذا الموضوع مع القادة. وحسب قائد اللواء، فان "كل جندي في الجيش ينهي ثلاث سنوات من الخدمة، يحتاج الى مرافقة نفسية من هذا النوع او ذاك. فكل محارب يرى مشاهد معينة، سواء كان مسنة على الحاجز، طفلة تبكي في المعتقل، دماء، قتلى او صديق قتيل".
الحكومة ضد اسرائيل
تحت هذا العنوان يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه ليس في كل يوم، تحظى عائلة مشبوه بارتكاب جريمة خطيرة، يمكن لمن تتم ادانته بها قضاء عشرين سنة في السجن، بمحادثة هاتفية مؤيدة ومساندة من قبل رئيس الحكومة. لكن نتنياهو يعمل كل يوم، بشكل منهجي ومتعاقب، من اجل تقويض مؤسسات دولة اسرائيل وشرائعها. ظاهرا، الحكومة والدولة هما جسم واحد، لكن في الواقع الاسرائيلي اصبحت الدولة عدوا للحكومة.
تحييد الدولة من قبل نتنياهو يتم بطريقة دراسة التنفيذ/تحليل المنظومات. فهكذا تحاول اسرائيل في المهام الأمنية – ضد سلاح الجو المصري في حزيران 1967، او تخصيب اليورانيوم الايراني، أو الأنفاق في غزة – دراسة السلسلة الانسانية والتنظيمية كلها من اجل العثور على نقاط ضعفها.
كعدو للحكومة، يتم تفعيل هذا المنطق ضد دولة اسرائيل ايضا. القيادة السياسية في السلطة التنفيذية ضد السلطة التشريعية، والسلطة القضائية واجهزة الرقابة والرصد والكبح على المستوى المهني، والتي تهدف الى الحفاظ على التوازن.
الهجوم على المحكمة العليا، في مشروع الغاز، ليس شاذا من جانب من يدعم "بشكل شخصي" طلب زوجته الصفيق بعزل قاضية محكمة العمل القطرية، التي تجرأت على منح صفة قانونية للانطباع العام من سلوكياتها المسرفة ازاء المستخدمين الذين يصارعون من اجل لقمة العيش.
نتنياهو والمتملقين له في كتلة اللحس، التي تضم حرابي (جمع حرباء) طويلة اللسان، تتنافس فيما بينها استعدادا لتركيب قائمة الانتخابات القادمة، وتبث بأن المحكمة هي ليست الجهة التي تملك صلاحية تفسير القانون، وانما هي لاعب آخر على الحلبة السياسية. بالنسبة لهم انها ليست محكمة عليا بل انها تابعة للحكومة، واذا لم تفهم ذلك فسيتم التفسير لها من خلال تغيير التركيبة او نظم تعيين القضاة.
الهجوم على الكنيست ينعكس في قانون الاقصاء، الذي لا يفترض فيه تغيير ميزان القوى الحزبي، لأنه حتى لو تم اقصاء كل نواب القائمة المشتركة الـ13 من الكنيست فسيدخل مكانهم 13 نائبا من القائمة ذاتها، وليس بالضرورة ان يكونوا اقل قتالا. التهديد شخصي ومركز – من يتم اقصاءه يفقد حصانته ويتم اسكاته والا سيتعرض لإجراء جنائي.
وتم تفعيل جهد اساسي ضد مكتب مراقب الدولة، ومكتب المستشار القانوني للحكومة، والنائب العام للدولة، والشرطة. وفي جميعها تم تحقيق الليونة والخنوع. عشية تعيين القائد العام للشرطة، فحص وزير لا يملك احد آخر الصلاحية مثله، مع احد المفوضين الكبار، ما اذا كان يمكن الاتفاق على تمويت ملف منزل نتنياهو. لكن المفوض رفض ذلك وقال للوزير ان الشرطة ستواصل العمل ضد الفساد العام.
مثل هذا الشخص المنغلق تماما لا يصلح لقيادة الشرطة، وتم منح قناع الشرطي مع الرتبة العالية لروني الشيخ من الشاباك، والذي لم يفعل شيئا للشرطة حتى الآن. وينافسه في عدم عمل أي شيء، المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت.
من حظ نتنياهو انه لا توجد معارضة امامه. سواء كان يتسحاق هرتسوغ قد تورط في ملف جنائي ام لا، فانه تعامله الاشكالي مع محاربة الفساد تكشف عشية الانتخابات، عندما عمل على اقصاء مفوض الشرطة المتقاعد موشيه مزراحي، الذي حقق معه في قضية جمعيات ايهود براك. هرتسوغ ليس انقى من نتنياهو بكثير. انه مجرد نسخة داكنة له.
بقيت هناك جزيرة واحدة من الرسمية: الجيش الاسرائيلي. رئيس الأركان غادي ايزنكوت، يشتق كل نشاطاته من فرضية عمل يحتمها الاستعداد للحرب. ولذلك، وضمن امور أخرى، أصر على منع الفراغ في المناصب الرئيسية لقادة الوية العمليات.
يمكن فقط الشعور بالحسد ازاء جارتنا في الشرق، المملكة الأردنية. هناك، حين يمكن للتاج ان يقع على رأس يسود حوله الشك، كما حدث للأمير طلال بعد قتل الملك عبدالله، يجتمع مجلس الأوصياء من اجل الاتفاق على حل لصالح عقلانية الدولة.
داعش في الشمال والجنوب
تحت هذا العنوان يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان داعش انتقل في الأسابيع الأخيرة من الهجوم الى الدفاع في المنطقتين السورية والعراقية. فالجهود التي يبذلها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبمساعدة روسيا وايران، تحقق نجاحا جيدا، انزل بالتنظيم ضربات بالغة اضطرته الى الانسحاب من عدة مواقع. هكذا، على سبيل المثال، تمكنت ميليشيات بشار الأسد، بمساعدة روسية وايرانية، من احتلال مدينة تدمر، التي تعتبر بوابة الصحراء الى مركز سورية، فيما بدأت الميليشيات الشيعية، بمساعدة امريكية، وربما ايرانية ايضا، بالاستعداد لمهاجمة الموصل التي تعتبر اهم مركز لداعش في العراق.
ولكن بالذات في الوقت الذي يواجه فيه التنظيم مأزقا، وظاهرا بدون أي علاقة بالهزائم التي تصيبه في شمال وشرق سوريا، يُصعد رجاله من نشاطهم على جبهة الجولان وجبهة سيناء، وهما جبهتان هامشيتان في الحرب التي يديرها التنظيم في العالم كله، لكنهما تنطويان على اهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل.
في الأسابيع الأخيرة تكثر وسائل الاعلام المتماثلة مع داعش من التبليغ عن نشاطات اسرائيلية – مصرية مشتركة، في محاولة لصد التنظيم في سيناء. ويملك التنظيم مصلحة واضحة في جر اسرائيل الى الصراع الذي يديره ضد الحكومة المصرية، وتحميل اسرائيل جانبا كبيرا من النشاطات المصرية ضده. خاصة وان المقصود عمليات لسلاح الجو المصري، الذي ينشط لأول مرة في سيناء منذ حرب الأيام الستة، وكما يبدو بتصريح من اسرائيل. ولكن في السطر الأخير، رغم الحرب الكاسحة التي تديرها مصر ضد التنظيم فان داعش لا يزال يسيطر على اجزاء من سيناء ويواصل تنفيذ عمليات ارهابية قاسية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، التي لا تنجح حاليا بهزمه.
وفي هضبة الجولان، ايضا، خاصة في القسم الجنوبي، يعزز تنظيم داعش من عمله. النظام السوري اهمل منذ فترة طويلة هضبة الجولان في الجانب السوري من الحدود، لأن لدى الأسد جدول اولويات آخر، ومناطق اكثر اهمية بالنسبة لبقاء النظام في دمشق. كما ان التدخل الروسي – الايراني في الأشهر الأخيرة في سوريا، يتركز في شمال الدولة واواسطها، وعلى الغالب في منطقة دمشق، ويترك، ربما عمدا، الجولان لمجموعات المتمردين، ومن بينهم ممثلي داعش.
والنتيجة هي، كما يستدل من التقارير الواردة من سوريا، ان اذرع داعش في الجولان، كتنظيم "شهداء اليرموك"، تزيد من قوتها في الأسابيع الأخيرة، وتعزز سيطرتها في المنطقة على حساب تنظيمات المتمردين الأخرى، الاكثر اعتدالا، والتي يحظى بعضها بالدعم الطبي من قبل اسرائيل. من المحتمل جدا ان يكون هذا الوضع مريحا للأسد، الذي لا يحرك ساكنة من اجل محاربة المتطرفين، على امل ان يستنتج المجتمع الدولي، وربما اسرائيل ايضا، بأنه في الخيار بين التطرف الاسلامي واعمال الاسد القاتلة، يعتبر بشار الأسد هو المفضل.
وهذا يعني انه في المناطق الحدودية مع اسرائيل، في الجولان وسيناء، يزيد تنظيم داعش من وجوده ومن قوته، بالذات حين يواجه ضائقة، بل وينسحب من المراكز الهامة في سوريا والعراق.
الكثير من المحللين يعتبرون العمليات الارهابية لداعش في اسطنبول وبروكسل، على انها محاولة من قبل التنظيم للانتقام لهزيمته او للإثبات بأنه لا يزال يتمتع بقوته. من المشكوك فيه ان هذا هو سبب اعمال القتل التي نفذها رجاله في تركيا واوروبا، ولكن من هنا يعلو الشك بأن دور اسرائيل ايضا سيصل، سواء من جهة سيناء او من جهة هضبة الجولان.
داعش لا يشكل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، وبالتأكيد ليس في وضعه الحالي. ولكن يمكنه ان ينفذ عمليات ارهابية، كما فعل في الماضي على حدود اسرائيل مع سيناء. ان ادعاءه بأنه يفضل التركيز على محاربة اعدائه في مجموعات المتمردين في سوريا وضد النظامين السوري والمصري، ليس حقيقيا. والدليل على ذلك انه خلافا لكل منطق، فتح حربا علنية ضد تركيا التي فضلت بالذات، الى ما قبل العمليات الأخيرة التي استهدفتها، الامتناع عن العمل ضد التنظيم، كما ان العمليات في اوروبا زادت من المحفزات الدولية لمهاجمته، في الوقت الذي يحتاج فيه التنظيم الى هدنة في سوريا والعراق. عليه فان محاولة داعش تنظيم عمليات ضد اسرائيل هي مجرد مسألة وقت.
السيسي لا ينجح
تحت هذا العنوان تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان باولا ريجيني، والدة الطالب الايطالي الذي عثر على جثته المحترقة، في الشهر الماضي، على جانب الشارع السريع بين القاهرة والاسكندرية، تهدد بنشر صورته بعد موته. وقالت الأم الثاكل خلال ظهورها العاصف امام البرلمان: "يجب التحلي بأعصاب قوية من اجل مشاهدة ما مر به جوليو.. بسبب التعذيب الفظيع تمكنت من التعرف عليه فقط بفضل الشامة على انفه". في اعقاب القتل يهدد رئيس الحكومة والوزراء بإلغاء اتفاقيات تجارية، علما ان ايطاليا تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات التي يحتاجها الاقتصاد المصري كحاجتنا الى الهواء من اجل التنفس. ويطالب مسؤولون كبار الآن، بنشر تحذير من السفر، واذا قام ملايين السياح الايطاليين بإلغاء حجوزاتهم، فسيشكل ذلك ضربة مالية بالغة الألم لمصر.
قضية اختطاف الطائرة التي هبطت الأسبوع الماضي في لارنكا القبرصية، عرضت الناطقين بلسان السلطة المصرية الى مواقف محرجة. فبعد قيامهم بنشر اسم غير صحيح للخاطف، خرجوا لمهاجمة (وبحق) الخاطف الحقيقي. ولكن عندما ادعوا ان لديه 16 ملفا جنائيا، ثار السؤال حول كيفية صعود المختطف سيف الدين مصطفى الى الطائرة. فقد تم مصادرة جواز سفره، واسمه يبرز على قائمة الممنوعين من السفر الى الخارج. المطلعون على الأمور اشاروا الى عادة دفع الرشوة في المطارات المصرية. احدهم يدفع من اجل التقدم في طوابير المنتظرين الكبيرة في المطار، وآخر يدفع لموظفي الجوازات، والثالث يدس الاوراق النقدية في جيوب الحراس كي يتجاوز التفتيش. في يوم الاختطاف بالذات خططوا في موسكو لإغلاق ملف الطائرة الروسية التي تم تفجيرها في شرم الشيخ، والسماح للسياح الروس بالعودة الى سيناء. لكن ظروف الاختطاف جعلت موسكو تعلن مجددا عن مصر "كدولة غير آمنة".
من جهتها وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" صفعة مدوية الى السيسي عندما دعت في افتتاحيتها، الرئيس اوباما الى "التفكير بعمق" في العلاقات مع مصر في اعقاب اعتقال عشرات آلاف النشطاء السياسيين واغلاق منظمتين لحقوق الانسان في القاهرة. في اليوم ذاته، تم اقصاء المسؤول عن محاربة تبييض الأموال، هشام جنينة، من منصبه، وفرض الاعتقال المنزلي عليه. لقد كانت جريمته الوحيدة هي اعلانه بأن حجم السرقات من قبل الجمهور خلال فترتي ولاية السيسي (اخفاء الضرائب ودفع الرشاوى) بلغ 76 مليار دولار. لا يوجد أي نقاش حول ما اذا كان هناك فساد ام لا. لكن حجمه يقرر، واكثر الامور المريحة هي ضرب الساعي.
كما ان كم افواه المثقفين والصحفيين الذين "يزيفون" لا يتوقف. فيوم امس، اعلن قادة رابطة الكتاب العالميين (فين) عن منح جائزة للكاتب المصري احمد ناجي، مؤلف رواية "استخدام الحياة" الشهيرة التي تمت مصادرتها. وكانت الرقابة قد صادقت على رواية ناجي، وتم نشرها في المكتبات، فتلقفها الجمهور بحماسة، لكن شكوى قدمها محامي مصري ضد المؤلف مدعيا وجود "اباحية في الكتاب كادت تسبب لي نوبة قلبية"، ادخلت المؤلف الى السجن، وحكم عليه في محاكمة عاجلة بالسجن لمدة عامين.
ماذا ايضا؟ الجنيه المصري يواصل الهبوط، احتياطات العملة الأجنبية اختفت، لا وجود للمستثمرين الأجانب، ويتوقع موجة من الغلاء. المدخول المالي الذي يحققه عبور السفن في قنال السويس لم يحقق التوقعات، والسيسي يبحث عن حل سحري لإعادة الاستثمارات التي وعد بها ملايين المتبرعين لصندوق "تحيا مصر". كما ان اضافة الشيكل الاسرائيلي الى قائمة العملات المتبادلة في بورصة القاهرة يواصل التسبب بغضب عارم.
السيسي لا ينجح. رغم التصريحات المتفائلة، فان ضوائقه تتزايد واجهزته الأمنية لم تعد قادرة على اخفاء الخلافات الداخلية. في القدس يتعقبون ما يحدث ويصمتون. لا توجد كلمة واحدة حول حقوق الانسان، فهذا لا يهم اسرائيل، او عن العبوات المتفجرة. من وراء الكواليس يعتبر السيسي صديقا للأجهزة لدينا، وهؤلاء بالتأكيد يشعرون بالقلق ازاء ما يحدث لجارتنا الكبيرة في الجنوب.
الجيش غير محصن ايضا
تحت هذا العنوان يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" انه قبل اكثر من 60 سنة وقع احتكاك ناري بين الجيشين الاسرائيلي والأردني على طريق ايلات. وقام ضابط من الجيش الاسرائيلي برتبة ملازم بالتبليغ عن الحادث، وعلم به رئيس الحكومة ووزير الأمن دافيد بن غوريون، فاحدث ضجة كبيرة، وقاد الى حادث دبلوماسي مع الأمم المتحدة.
لقد ادعت الأمم المتحدة ان التقرير كاذب، وبن غوريون من جانبه ادعى ان الأمم المتحدة هي التي لا تقول الحقيقة، في اقل تقدير. وبعد تحقيق قصير اتضح ان ذلك الضابط الاسرائيلي لم يقل الحقيقة، وورط اسرائيل في صراع زائد مع الامم المتحدة. وقرر بن غوريون استغلال الحادث لتثقيف الجيش، وبالفعل تم اقصاء الضابط من الجيش ومعاقبته، وتم تلقين العبرة لكل وحدات الجيش. في الجيش كانوا يعلمون آنذاك بأن الجيش لا يكذب، بل ان الاكاذيب ستكلف اصحابها (والوشاة) ثمنا باهظا.
بعد فترة ليست كبيرة، لاحت الفرصة لبن غوريون كي يثبت اصراره في الموضوع. فقد علم ان سائق ضابط كبير جدا، من اولئك الذين يعتبرهم الجيش من الملائمين لمنصب رئيس الأركان، سرق كيسين من السكر، وعرف قائده بذلك لكنه لم يبلغ أحد. وقام بن غوريون بطرد الضابط الكبير من الجيش، ولم تشفع له كل الادعاءات بأن ذلك يشكل خسارة للجيش. بن غوريون قال انه في الجيش لا يكذبون، ولذلك لا يجب الكذب.
لا حاجة للمبالغة. الجيش الاسرائيلي لم يكن في أي وقت جيشا من الملائكة، رغم انه بالمقارنة مع الجيوش المحيطة بنا، لدينا ما نفاخر به، وفاخرنا. في الجيوش العربية كانت مجموعات من الكذابين، الثرثارين والقاتلين الشائنين، لكنه في الجيش الاسرائيلي، ايضا، لم يكن الجميع من انصار فيزنيتش. لقد ارتكب اعمال قتل وسرقة منذ سنوات الخمسينيات. هكذا، على سبيل المثال، سرت في الجيش حكاية عن كتيبة من المحاربين اخذت كل ما طالته اياديها. في نهاية تلك الحرب وصلت تلك الكتيبة الى قاعدتها ليتم تسريحها من الخدمة الاحتياطية، وقبل لحظة من صعود الجنود الى الباص، امر قائد الكتيبة الجنود بتفريغ جيوبهم ووضع كل ما اخذوه. وكانت الكومة كبيرة جدا بالتأكيد، فقام القائد بإحراقها.
كان هناك من اعتقدوا ببراءة، ان ثقافة الكذب المتبعة في القطاع المدني تتوقف قبل سياج القاعدة العسكرية ووحدات الجيش. كان الجيش يفاخر دائما بالفجوة، بالفارق، بين تقاريره وتقارير دولة اسرائيل، وبين التقارير العربية المحيطة بنا. الأكاذيب كانت من بين الأسباب التي قادت العرب الى كوارثهم. مثلا، المحادثة التي تم تسجيلها مع اندلاع حرب الأيام الستة بين الدكتاتور المصري ناصر والملك الأردني حسين. لقد كذب ناصر على حسين وتحدث عن انتصارات كاذبة لجيشه، وجعل الملك يصدق اكاذيبه ويخرج للحرب. وكانت النتيجة ان الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل يواصلون السيطرة على مناطق الضفة الغربية حتى اليوم.
وكما قلنا، في الجيش الاسرائيلي، وفي الأساس في سلاح الجو، امتازوا بتقديم التقارير الحقيقية، الى حد أن قيل بأن الطيار في سلاح الجو يقوم حتى بالتبليغ عن اخطائه بنفسه، دون ان يكون شهود على ذلك. التحقيقات الصادقة قادت سلاح الجو الاسرائيلي الى المكانة العالية التي يتمتع بها اليوم. لكنه يتضح ان الجيش ليس منقطعا عن الشعب. التغييرات البالغة التي بدأت بمعايير الساسة لدينا والجمهور المدني، تغلغلت عميقا في صفوف الجيش. ويتضح ان ثقافة الكذب تزحف تدريجيا الى الجيش. لقد تغيرت حتى العيون الطامحة الى الترقية والمنصب والمجد، وكذلك تغير الناس الذين هم جزء من الشعب، يأتون منه ويرجعون اليه. وهذا لا يسري عليهم جميعا طبعا، ويجب تأكيد ذلك.
ولذلك من المفضل والمهم والحيوي وجود رئيس للأركان في الجيش اليوم مثل غادي ايزنكوت، الذي يحاول على الأقل اعادة الجيش الى خطوط التبليغ الصادق، حتى عندما يزعجه عدد غير قليل من السياسيين، كما في قضية الجندي الذي اطلق النار في الخليل، مثلا.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي