ــــــــــ
وقولها للفتاة إذ أفد الــــــبين : أغاد أم رائح عمر
عجلان يقض بعدُ حاجته *** ألا تأنى يوما فينتظر
الله جار له إذا نزحت *** دار به أو بدا له سفر
رأيتها مرة ونسوتها *** كأنها من شعاعها القمر
يمشين في الخز والمراحل أن *** يَعرف آثارهن مقتفر {ص 143}. انظر ص 116
ـــــ
قالت لترب لها منعمة *** كالريم يقرو"يتتبع" نواعم الشجر
هل من رسول يَكْمِي حوائجنا *** بحاجة تشتهى إلى عمر {يكمي : يستر ويخفي ولا يبوح}
فجاءني ناصح أخو لطف *** فقال في خفية وفي سَتر
تقول : إن لم نزرك من حذر الــــــكاشح والحاسدين لم تزر {ص 146}.
ـــــــــ
بينما أنظرها في مجلس *** إذ رماني الليل منها بسكر {سكر : الحية والدهشة}
لم يرعني بعد أخذي هجعة *** غير ريح المسك منها والقُطر {القطر : بضم القاف والطاء وقد تسكن طاؤه : العودة}
قلت : من هذا؟ فقالت هكذا : *** أنا من جشمتَه طولَ السهر
ما أنا والحب قد أبلغني *** كان هذا بقضاء وقدر
ليت أني لم أكن علقتكم *** كل يوم أنا منكم في عِبر
كلما توعدُني تُخلفني *** ثم تأتي حين تأتي بعذر (..)
فاتركي عنك ملامي،واعذري *** واتركي قول أخي الإفك الأشر
فأذاقتني لذيذا خلته *** ذوب نحل شيب بالماء الخصر (..)
فتقضت ليلتي في نعمة *** مرة ألثمها غير حصِر
وأفري مرطها عن مُخطف *** ضامر الأحشاء فعم المؤتزر (..)
قم صفي النفس لا تفضحني *** قد بدا الصبح وذا برد السحر
فتولت في ثلاثٍ خردٍ *** كدمى الرهبان أو عِين البقر
لست أنسى قولها ما هدهدتْ *** ذات طوق فوق غصن من عُشر
حين صممتُ على ما كَرِهَتْ *** هكذا يفعل من كان غدر {ص 148 – 149}.
ــــــــــــــ
فإذا ما راح فاستلمي *** إن دنا في طوافه الحجرا
وأشفي البرد عنك له *** كي تشوقيه إذا نظرا
فأرتاني مسفرا حسنا *** خلته إذ أسفرت قمرا (..)
ثم قالت للتي معها: *** لا تديمي نحوه النظرا
ـــــــــ
ولست بناس مقال الفتاة *** غداة المحصب إذ أجمروا :
ألست ملما بنا يا فتى *** إذا نام عنا الأولى نحذر؟
فقلت بلى،أقعدي ناصحا *** ينفض عنا الذي ينظر
فأقبلت والناس قد هجعوا (سقط العجز من كل النسخ)
إذا كاعبان ورخص البنان *** أسيل مقلده أحور
فسلمت خفيا فحيينني *** وقلبي من خشية أوحر "بالحاء المهملة : كثير الهواجس والوساوس" {ص 172 - 173}.
ــــــــــــ
ولست بناس طوال الحيا *** ة ليلتنا بكثيب الغُدر
ولا قولها لي إذ أيقنت *** بما قد أريد بها : استقر {ص 177}.