أسعد الله صباحكِ بكل خير دكتورة ريمة ما تفضلتِ به صحيح الاحتلالات الغربية وليس (الاستعمار) مع احترامي لكل من يستخدم هذا المصطلح الغربي لوصف الاحتلالات الغربية لأن (الاستعمار) مصطلح قرآني معناه بناء وعمارة الأرض وإنشاء الحضارة الإنسانية على أسس إلهية لتحقيق الغاية من خلق الله الإنسان وهبوطه للأرض ليكون خليفة .. ومصطلح (استعمار) مصطلح غربي ليضلل حقيقة غاياته وجرائمه ضد الشعوب الأخرى ويوهم الآخرين كأنه كان زمن احتلاله لأوطان الآخرين يعمرها ويبني فيها حضارة. وذلك يعيدنا إلى التعليق السابق الي أوضحنا فيه الجذر اللغوي لكلمة حضارة في الغرب، وكل مبررات الغرب لجرائمه ضد الشعوب الأخرى طوال تاريخه منذ زمن الإغريق إلى اليوم وغداً تتغذى من ذلك الجذر Culture، فكما قدمنا أن الإغريق اعتبروا كل من هو ليس غربي بربري، وعندما علت القوة الغربية في بدايات عصر النهضة الأوروبية و وانطلقت خارج حدود القارة الأوروبية برروا احتلالهم لأوطان وشعوب العالم الأخرى (القدر المبين تنصير الشعوب الأخرى وهدايتها من الضلال .. ونشر المدنية الأوروبية وتعليم تلك الشعوب القراءة والكتابة ...)! وبعد انتهاء الصراعات الغربية الدينية والعرقية والقومية وتم انشاء الأنظمة العلمانية والدول القومية في أوروبا وبدأت أوروبا عصرها الحديث بدأت تبرر احتلالها للشعوب الأخرى تحت زعم نشر قيم الحضارة الغربية الحديثة ومساعدتها على النهضة .. وبعد أن خرجت متعلمين يحملون ثقافتها ويتبعون لها وآخرين معارضين لها رافضين لاحتلالها أوطانهم وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى وتشكيل عصبة الأمم من الدول المنتصرة؛ بررت احتلالها لأوطاننا بما أسمته (الانتداب) والهدف المزعوم له: تأهيل تلك الشعوب من قِبل الدولة المنتدبة ومساعدتها وتعليمها كيف تحكم نفسها بنفسها! والقاسم المشترك في مراحل تاريخ تلك الاحتلالات الغربية ومازال، هو نهب ثروات ومقدرات وخيرات شعوب تلك المحتلة، لاومَنْ يقاوم أو يرفض منها تهمته جاهزة وما زالت هي (الإرهاب)، ومواجهة مقاومة تلك الشعوب و(إرهابها) ليس له إلا القتل الجماعي والإبادة الجماعية .. أما ما تفضلتِ به والمثل الذي ضربته: (فما جرى في عصر الاحتلال الفرنسي، تحطيم الواقع والقاعدة التحتية، ولا تجاوز للقانون الدولي ولا... لكن ما نراه اليوم لعب في الديمغرافية، نهب للثروات بكل وقاحة، كما حدث للعراق ضخ نقط مجاني في غفلة عن عيون العالم... وللحديث بقية. نريد القول باختصار: إن استعمار اليوم يبدأ بالإعلام ، بالعبث بالعقول، للنفوذ للعمق العميق والعبث برؤوسها...ووو يطال كل شيء كل شيء...) المقارنة حقة ولكن الفارق هو أنه زمن تلك الاحتلالات لم يكن أتباعها ومعتقدي ثقافتها وعملائها في وطننا كما هم اليوم القائمون على تدمير كل ما ذكرتِه ونشر قافة الغرب وحضارته بالقوة وتحت حماية بساطير العسكر من أبناء الوطن، ونفس التهمة الغربية لمن عارض ذلك (الإرهاب)! كما أن المظلة العالمية لشرعنة ذلك باسم (الشرعية الدولية، الأمم المتحدة) لم تكن قد تأسست ولا بلغت مبلغها بسيطرة دولة واحدة عليها ومساعدة الدول الغربية لها لتمرر مخطط عولمة القيم قيم الحضارة الغربية ونظام أحادية السوق وقيم الرأسمالية الاقتصادي المعبود الجديد باسم تلك الشرعية العالمية المزعومة! وطبعاً مسخرين الثورة العالمية التي حدثت في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق أهدافهم خاصة وهم الذين يسيطرون ويتحكمون بها ولديهم الخبرة والقدرات المالية والإمكانيات التقنية والفنية لتضليل العالم بمساعدة الأنظمة التي صنعوها وأذنابها من أدعياء القافة لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وإعادة رسم الجغرافية والديمغرافية لأنظمة سايكس- بيكو التي أقرتها عصبة الأمم واعترفت بالدمي التي نصبها المحتل الغربي بزعم الاستقلال دول في أعضاء وكاملة العضوية في الأمم المتحدة التي تتحكم في العالم فيها الخمس دول التي تملك حق الاعتراض (الفيتو) .. واختصر بعد الإطالة: وما يحدث من تغيير جغرافي وسكاني لتلك الأقطار بحماية الدول الكبرى وتخطيطها وشرعنة الأمم المتحدة له بزعم محاربة (الإرهاب)، وصمت عالمي على جرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها الأنظمة والميلشيات الداعمة لها في إبادة شعوبها؛ هدفه في النهاية بالدرجة الأولى حماية مَنْ لم نذكرهم والذين طوال تلك المراحل السابقة التي مررنا عليها باختصار يلعبون ويحركون كثير من الأحداث ويستفيدون منها من خلف الستار (اليهود وكيان العدو الصهيوني)، واستمرار الفتنة بيننا وشغلتنا بأنفسنا ما بين حاكم ومعارض، ومعتدل وإرهابي، وأصالة وحداة، و... و.. لتستمر التبعية للغرب ويستمر نهبه لثرواتنا وخيراتنا ومقدرات أوطاننا ... والحديث يطول وكله بسبب الجذر اللغوي لمصطلح الثقافة الغربي ... تحياتي