ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟ نصوص من بعض الكتب (6)
من سيقف مع المرأة بين يدي الله؟!!
في هذه الحلقة نكمل نصوص كتاب :
كتاب ( المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟! : دراسة تحليلية لمحتوى الصحف والمجلات العربية ) / صلاح الدين جوهر / دار آفاق / القاهرة / الطبعة الأولى 1982م.
الحديث عن "حلول"لمشكلة هجر المرأة بيتها :
13 - وحل آخر جاء في مجلة زهرة الخليج الظبيانية " 19 / 1 / 1980" مؤداه أنه ما دام أخطر ما في اشتغال المرأة تأثيره على نفسية الطفل الرضيع وما يتبعه من ضرورة إرسال الصغار لرياض الأطفال ،فإن معالجة غياب الأم يمكن أن يكون بتدريب الصغار على أساليب ذكية واجتماعية أفضل تجعل منهم جيلا أقل حاجة إلى الحنان! هكذا.){ ص 88}.
14 – ( عن قضايا حواء المعاصرة "لقد نشرت السيدة مي شاهين مقالا في صحيفة الأخبار المصرية "25 / 11 / 1979" تحت عنوان"حيرتني حواء". تقول : "هل الزوجة العاملة سعيدة في حياها؟ هل تشعر بالفرح والفخر لأنها تستطيع الجمع بين مهمتها الأولى وهي الإشراف على الزوج والبيت وبين النشاط والإنتاج في ميدان العمل مثلها مثل الرجل؟ (..) لقد وجهت مي شاهين هذه الأسئلة إلى اثنتين من بنات حواء المعاصرات الأولى زوجة عاملة وأم لطفلين والثانية من السيدات المتفرغات لرعاية الأسرة،تقول الأولى ردا على أسئلة مي شاهين :"لقد ارتكبت غلطة حياتي،عندما قررت أن أعمل بعد أن تزوجت وأنجبت،إن السنوات العشر التي قضيتها في العمل تبدو كأنها مائة سنة أو ألف .. تصورت أن العمل هو النشاط والأمل والقوة التي أستمد منها حبي للحياة،ولكن بعد سنوات فترت همتي ،شعرت بالإرهاق نفسي لا أعتقد أنني سأقوى على احتماله طويلا،كنت ولا أزال أجد صعوبة في رعاية الأطفال،أما مشكلة الوصول إلى العمل في الموعد المحدد فلا يحلها إلا عربة تاكسي وهذا بالطبع يلتهم جزءا كبيرا من مرتبي،أما أعمال البيت فإنني لا أعطيها حقها،أين الوقت الذي أطهو فيه وأغسل أو أنظف؟ وإذا استعنت بشغالة فإنها تلتهم بدورها جزءا كبيرا من دخلي والباقي لا يساوي المشقة التي أتحملها ،ثم قالت : "لقد قررت أن أتفرغ للبيت وإن زوجي سيوافق بلا شك."
أما حواء الثانية،وهي تلك المتفرغة للبيت فقالت : "لقد ارتكبت أكبر غلطة في حياتي عندما رفضت العودة إلى المدرسة بعد أن تزوجت وأنجبت،إن السنوات العشر التي قضيتها في البيت تبدو كأنها مائة سنة أو ألف .. ولولا حرجي من العودة إلى المرحلة الإعدادية في سني هذا لتعلمت وتخرجت وعملت .. إنني أرعى أطفالي وأخدم زوجي وأشرف على بيتي وهذا شيء أعتز به،ومع ذلك أشعر بأنني عاطلة أو عالة على المجتمع وإنني أحسد الزوجة العاملة التي تكدح وتعمل كالنحلة،ثم قالت إنني أفكر في العودة إلى الدراسة حتى ولو بدأتها من الحضانة ،وزوجي سيوافق بلا شك.
وتضيف مي شاهدين في نهاية مقالها قائلة : "هل يعني هذا أن المرأة لا تستقر على رأي؟ إنها تتوق دائما إلى التغيير،إذا تعلمت وعملت تمنت البقاء في البيت ..وإذا تفرغت للأسرة ضاقت بحياتها وتمنت العودة إلى المدرسة لتعمل خارج البيت؟ لقد حيرتني حواء"){ ص 73}.
لا أعتقد أن في الأمر ما يحير . كثيرا .. يقولون "من ذاق عرف" .. فالتي عملت خارج المنزل "عرفت" .. والثانية .. واقعة تحت ضغط حب التغيير،والضغط الإعلام .. لذلك رأيناها تعبر عن نفسها بـ"عاطلة"و"عالة على المجتمع".
15 – (وظهر في أمريكا بلاد التقاليع كتاب ظريف جدا يعلم الرجل فنون الطهي المختلفة حتى يساعد زوجته في شؤون المطبخ .. أو يفاجئها عندما تعود بأكلات شهية. وبالطبع فإن مؤلفة الكتاب امرأة "هي إيرينا تشالمرز"وهي محررة في مجموعة من المجلات النسائية وتؤكد "أرينا"في مقدمة كتابها أن عصر الحريم قد انتهى."صحيفة الأخبار القاهرية 25 / 1 / 1980"){ ص 115 - 116}.
ودار الزمان .. ولا عزاء للأنثويات ،وبلد التقليعات أيضا ..( واشنطن – أ ف ب :
يلقى كتب صغير رواجا كبيرا في صفوف الأمريكيات إذ يفسر لهن من خلال 35 قاعدة مثيرة للجدل كيفية إيجاد زوج مناسب والمحافظة عليه لكنه يثير غضب واستياء النساء المدافعات عن حقوق المرأة ،ونفدت نسخ الكتاب من كل المكتبات في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ومن خلال صفحات الكتاب الـ 174 قضت صاحبتا الكتاب إلين فين وشيري شنايدر " 37 / 38 عاما" وهما متزوجتان ومن سكان نيويورك على عشرات من الإنجازات التي حققتها حركات تحرر المرأة والدفاع عن حقوقها وذلك انطلاقا من فكرة بسيطة مفادها أن الرجال صيادون يحبون التحديات وأن النساء سهلن اللعبة إلى حدها الأقصى ..){ جريدة المدنية العدد 12231 في 23 / 5/ 1417هـ = 5 / 10 / 196}.
نكمل نصوص كتاب الدكتور"جوهر" :
16 – ( لعل من أطرف ما قرأناه ذلك الخبر المنشور في مجلة المستقبل – العدد 149 – ديسمبر 1979 - الذي جاء فيه :"دراسة أجراها أحد الأطباء تتهمك سيدتي بأن شكلك الخارجي قد بدأ يأخذ شكل الأحجام الرجالية،والدراسة أجريت بناء على طلب شركة لصنع الملابس الداخلية النسائية،وقد أخذت مقاسات حوالي ستة آلاف امرأة في عمر الثلاثينات وقورنت بدراسة أجريت عام 1951 وكانت النتيجة أن المرأة بدأت تفقد تضاريسها الأنثوية فهي اليوم أطول بمقدار 1.63سم،وخصرها ازداد سمنة بنسبة 2.26 سم ... إلخ){ ص 150}.
17 – (جاء في صحيفة أخبار اليوم المصرية "بتاريخ 16 / 8 / 1980"خبر في القسم الخاص بالمرأة مؤداه أن "الأمومة ليست غريزة ،وإنما هي مكتسبة .. هذا الشعور أو غريزة الأم إن صح هذا التعبير سوف ينتقل إلى الرجل خلال عام 2000"وتقول المحررة أن هذا جاء في كتاب للمؤلفة الفرنسية"إليزابيث بانثر"صدر أخيرا في باريس تحت عنوان"تاريخ الأمومة"مما أثار ضجة كبيرة هناك. وتؤكد المؤلفة أن الأمومة ما هي إلا أسطورة اخترعها الرجل لعرقلة تقدم المرأة وأن هذه الأسطورة انتهت مع بداية هذا القرن"){ ص 117}.
17 – ( تمثل قمة التفسخ والتحلل النسائي الغربي في مقال جاء بقسم المرأة في صحيفة الأهرام القاهرية "31 / 8 / 1979"تحت عنوان "هل يستطيع الرجل أن يحمل ويلد بعد أن أنجبت أم بلا رحم .." ثم نشرت نفس المقال صحيفة النهضة الكويتية "بتاريخ 1 / 12 / 1979"تحت عنوان مثير آخر يقول :"قنبلة يفجرها علماء الطب : الرجل يستطيع أن يحمل ويلد .. هل تصبح الولادة مناوبة بين الرجل والمرأة"){ص 117}.
نختم نصوص كتاب الدكتور"جوهر" بهذا النص ،أو هذا الاقتراح .. والذي يبن رغبة المرأة المصرية العودة إلى بيتها،خصوصا مع "تعويضها" بنصف الراتب .. ورفض بعض الرجال ذلك!!
18 – (ومن هذه المحاولات الحديثة تلك التي أثارها أحد نواب مجلس الشعب المصري عام 1977م ""وهو الفريق سعد الدين الشريف". لقد اقترح النائب تشجيع الموظفات بالبقاء في بيوتهن مع تعوضيهن بصرف نصف مرتبهن. ومن الغريب أن كل المؤيدين لاقتراح النائب من السيدات أنفسهن،وأن أغلب المعارضين للاقتراح من الرجال. والأغرب .. أن أمينة المرأة بالاتحاد الاشتراكي ناشدت المرأة العاملة في كل مكان أن تؤازرها في مقاومة فكرة النائب .. قبل أن تتحول إلى مشروع قانون."صحيفة اليوم المصرية 23 / 4 / 1977){ ص 104 - 105}.
كتاب "اغتصاب الإناث في المجتمعات القديمة والمعاصرة ) / د. أحمد علي المجذوب / القاهرة / الدار المصرية اللبنانية / الطبعة الأولى 1413 / 1993
بسم الله نبدأ :
1 – (والجدير بالملاحظة أن كثيرين من الرجال كانوا يظهرون حماسا شديدا لفكرة الحرية الجنسية للمرأة تفوق ما أبدته الغالبية العظمى من النساء المتحمسات لتحرير المرأة . ولم تدرك النساء في ذلك الوقت فداحة ما سوف يتحملنه نتيجة لوضع هذه الفكرة موضع التنفيذ إلا عندما شرح أحد أشد أنصار حركة تحرر المرأة حماسا ممارسته التي قال أنها حصيلة فهمه لمعنى التحرر.
فقد اعترف بأنه عشق زوجة صديق له،ولكن نظرته إلى هذه التجربة كانت مختلفة عن نظرة عشيقته،وهو ما أرجعه الرجل إلى الاختلاف في الفرص المتاحة لكل من الرجل والمرأة ونظرة كل مهنهما إلى الصداقة،التي قال عنها :"إن الصداقة بين الرجال والنساء ليست صداقة فقط،ولكنها أيضا علاقة جنسية ،وهي ضرورية للصداقة،بخلاف الصداقة بين الرجل والرجل. وعندما توجد صداقة حقيقية بين رجل وامرأة فالنتيجة الطبيعية تكون علاقة جنسية (..) لذلك فإنني أتقرب إلى زوجات أصدقائي بدون إحساس بوخز الضمير ،وبدون التفكير في أن العلاقة معهن يجب أن تستمر وذلك على خلاف ما تشعر به زوجة الصديق،(..) فإنها تفكر في إبقاء العلاقة بصفة مستمرة،وذلك لأن الفرص المتاحة للمرأة تكون محدودة جدا بالمقارنة مع الرجل،وهو ما كان يجعلها تستاء عندما أشرع في هجرها على الرغم من أنني لا أسبب لها أي حرج.
وهكذا،فإن حماس الرجال للدعوة لتحرر المرأة لم يكن الدافع إليه إيمانهم بحق النساء في العيش في ظروف أفضل،وأن يكون لهن من الحقوق والضمانات ما يحول دون انحرافهن،و إنما كان الدافع هو رغبتهم في أن تتاح لهم فرص أكبر للاستمتاع بالنساء وهو ما لاحظته السيدة "فلويدهايد"فكتبت تقول :"لسوء الحظ فإن الرجال الذين تدخلوا في موضوع حرية المرأة أصروا على أن يتقاضوا الثمن علاقة جنسية من أجل أن يعلموا النساء السياسية ويسمحوا لهن بأن يتساوين معهم في الحركة الثورية." وأضافت قائلة : "ومنذ أيام الهيتريات أي البغايا أو النساء المتحررات في بلاد الإغريق،طلب الرجال الثمن من أجل فتح الأبواب أمام الاهتمامات الجديدة للنساء. فالمرأة يجب أن تدفع الثمن،علاقة جنسية عن كل ما تتلقاه من الرجال،وألئك النسوة الهيتريات أصبحن شاعرات وفنانات ومشاركات في أمور السياسة،في حين أن أخواتهن العفيفات بقين في البيوت عبدات مجهولات للرجال ينجبن لهم الأبناء ولا يكاد أحد يدري بهن،في حين أن البغايا الهتريات كن يشاركن في الحياة العامة. ولو أن امرأة منهن حاولت أن تحتفظ لنفسها بالحق في الاختيار،أو أن تمارس حريتها فعلا،لقذف بها الرجال خارج العالم الذي صنعوه لها ولأفقدوها فرصتها"وتستطرد فلويد هايد قائلة : "والآن نجد نساء هذه الأيام ذوات العقول الراجحة ممن أصبحن مستقلات،يشعرن بجوع شديد إلى العلاقات الاجتماعية مع الآخرين،ولكن لا يحصلن عليها إلا إذا دفعن الثمن،علاقة جنسية. وهن يدركن أنهن مرغوبات كإناث وكشريكات محتملات في علاقة جنسية أكثر منهن كائنات ذوات عقول ومواهب وقدرات ليس لها علاقة بالجنس. وهو ما يجعلهن يواجهن اختبارا صعبا بين أن يحافظن على استقلالهن وحياتهن،وبين أن يضحين بهذه وتلك. (..) أما الرجل فإنه خاضع لميله الفطري إلى المرأة،لا يتخلى عما يعتقده من وجوب أن تدفع له من جسدها مقابلا لكل ما يقدمه لها من خدمات،حتى ولو كان ذلك في مجال تنمية قدراتها العقلية والاجتماعية فهو – وإن أظهر تقديرا لما تحرزه في هذا الصدد – فإنه لا يجد أن هذه المواهب والقدرات تشبعه بالقدر الذي يشبعه به جسدها،ولذلك فإن المرأة ستظل فريسة للرجل مهما بلغت من علم ومكانة اجتماعية ومشاركة سياسية،اللهم إلا إذا كان حظها من الأنوثة معدوما،فإنها لن تحظى بأي قدر من الاهتمام،وهو ما من شأنه أن يسبب لها إحساسا عميقا بالتعاسة،لأنها لا يمكن أن تعيش بدون أن يهتم بها أحد،وبخاصة من الرجال.){ص 204 - 205}.
بعد هذا النص"الطويل" .. نختم بنص أخير ،من هذا الكتاب :
2 - ("سوزان جريفين" التي تقول إن المرأة المغتصبة تواجه في المحاكم معيارا مزدوجا،وذلك لأن إدانة الجاني تتوقف في حالات كثيرة على السمعة الطيبة للمجني عليها (هذا في أمريكا؟!! - محمود) فإذا كان لها علاقة عاطفية برجل خارج إطار الزواج فإن المحكمة تتخذ من تلك العلاقة ذريعة لعدم إدانة الجاني على اعتبار أن امرأة كهذه لابد أنه كان لها دور في وقوع الجريمة،في حين أنه إذا كانت للجاني علاقة بامرأة غير زوجته فإن المحكمة تعتبرها قرينة على أن الرجل في غنى عن الاغتصاب،اللهم إلا إذا كانت المجني عليها أغوته){ ص 142}.
(المرأة المسلمة ) / نذير حمدان / دون ناشر / الطبعة الأولى 1410هـ = 1990م."سلسلة بحوث في الغزو الفكري "المجالات – المواقف"
يقول المؤلف :
1 - (وكانت أحداث 1919 في مصر دفعت إلى تشكيل الوفد للسيدات بعد أن اجتمعن في الكنسية المرقصية الكبرى يوم 8 يناير 1920،وكانت بداية لنشاطها النسائي المنظم،وشاركت اللجنة في حركة المقاطعة الاقتصادية 1922 (..) في المؤتمرات الخارجية : أشرت إلى صلتها ( يقصد هدى شعراوي - محمود) بالحركة النسائية العالمية إبان انعقاد المؤتمر في عواصم أوربا،فقد جاء في خطابها الأول "وإنه يسرني حقيقة أن أرى نفسي بينكن في هذه الجمعية المحترمة (مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بورما ) التي أمكن للمرأة المصرية أن تجيئ لتناقش في حقوقها لأول مرة في التاريخ،وإنه لمما يدعوني إلى الاغتباط والفخر اختياري لإظهار تلك الرابطة بين بنات النيل ( مصر والسودان – محمود ) وأخواتهن في أوربا (..) ولنا عظيم الرجاء في أن نصل بفضل نصائحكن الغالية التي نعتبرها السبيل الهادي،للنسج على منوالكن الذي نجد فيه خير كفيل إلى تحقيق آمالنا ورغائبنا ،ونضع تحت تصرفكن أنفسنا في خدمة مبادئكن ونشر آرائكن){ 64 - 65}.
2 – ( وقد نشر الشيخ عبد العزيز ابشري مقالا بعنوان "حقوق المرأة في الإسلام"حاول فيه أن يثبت أن الإسلام قد ضمن للمرأة كل حقوقها،وأن مؤتمر روما الذي انعقد 1923 لن يمنحها أكثر مما منحت،فردت عليه السيدة هدى شعراوي بقولها،أنهن لم يذهبن إلى مؤتمر روما ليطالبن بالمطالب القديمة المتمثلة في طلب إلغاء تعدد الزوجات ،أو تعديل نظام الخطبة،أو تضييق دائرة الطلاق على الرجال،ولكنهن أردن أن يُظهرن المرأة المصرية بحقيقتها الثابتة أمام المرأة الغربية التي تجهل عنها كل شيء وأن يُبين أن المرأة المصرية الحديثة تكاد تساوي أختها المرأة الغربية في مدنيتها،وأنها في أشد الحاجة إلى الاشتراك مع المرأة الغربية لتقتبس من أخلاقها وعاداتها ومدنيتها،وكل ما يتفق مع النهضة العامة){ص 66}
في الحلقة القادمة ،ننقل نصوصا من كتب أخر .. إذا أذن الله.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني