- باكستان الاسم
abdullah
أثر الغش في الامتحانات على الكسب المهني العنوان
أنا طالب باكستاني أدرس الطب في إحدى دول أوربا الشرقية و ملخص المشكلة أن الطلاب هنا يلجؤون إلى وسائل غير قانونية في اجتياز الامتحانات أو حتى في اجتياز سنة دراسية فإذا ما لجأ طالب إلى مثل هذه الوسائل ثم سعى فيما بعد إلى تعويض ما فاته من معلومات من خلال التمرين المتواصل في المستشفيات و الحصول على شهادة الأطباء المتخصصين المشرفين عليه بأنه أصبح قادراَ تماماَ على مزاولة الطب ففي هذه الحالة هل يعد كسب هذا الطالب من عمله في الطب فيما بعد كسباَحراماَ ؟ولكم جزيل الشكر
السؤال
06/05/2005 التاريخ
د.أحمد عبدالكريم نجيب المفتي
الحل
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يقول الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب -مدرس الشريعة بكلية الدراسات الإسلاميّة في سراييفو ، و الأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا-:
إن الحالة التي ذكرتها في سؤالك ممّا ابتلي بها كثير من الشبّان المسلمين الذين يدرسون خارج بلدانهم ، و الجواب عن استفسارك ذو عدّة شعب :
الأولى : أن الحصول على شهادة دراسيّة لمن لم تتوفر فيه شروط الحصول عليها نوع من التزوير يصدق على من انتحله الوصف النبوي الوارد في حديث الشيخين عَنْ عَائِشَةَ و أسماء بنتي الصدّيق رضي الله عنهم أجمعين أنّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : «‏ الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ »‏ ، و لا شك في أنّ من حصل على الإجازة بدون اجتياز متطلباتها و شروطها قد تشبّع بما لم يعط ، فكانت الشهادة التي حصل عليها بهذه الطريق شهادة زور .
الثانية : قد يتعرّض الطالب المسلم في بعض البلدان إلى ابتزاز و استغلال ، فيحرم من حقّه أو بعضه ما لم يفتدِ نفسه ببعض المال ، فإن فعل فلا حَرَج إن شاء الله ، إذا كان ذلك لرفع الظلم عن نفسه ، و تحصيل حقّه لا غير .
الثالثة : ما ذكره السائل من أن من حصل على الشهادة بالطريقة المذكورة قد يثابر و يجدّ في عمله لاحقاً حتى يبلغ من المستوى العلمي و الكفاءة و الخبرة بالممارسة و التدريب ما يجعله أهلاً لحيازة تلك الإجازة ، لا يرفع عنه إثم ما تقدّم ، لأنّ الأصل في الطالب أن يتأهل لها قبل التخرّج و ليس بعده ، و إن كان طبيباً – على سبيل المثال – فقد يكون أودى بحياة بعض المرضى و أضر بصحة آخرين و قصّر في واجبه مع غيرهم ، قبل أن يبلغ المستوى المطلوب لممارسة مهنته ، فمن يحمل إثم ذلك كلّه ؟
أمّا ما يكسبه من المال بعد تمكّنه من مهنته فلا أرى فيه شبهة حرام ، و لا أقول بحرمته ، لأنّه لا يترتب عليه أذى لأحد ، أو تعدٍ على حقوق الآخرين ، و ما دام المرء يجيد صنعته فليدأب على العمل في مجالها و لا يَعجَز ، و ما مثله في نظري إلا كمثل صانعين أحدهما تخرج في معهد صناعي و الآخر مارس الصناعة حتى أتقنها ، فهما في الكفاءة سواء ، و أهلية العمل و الكسب سواء .
والله أعلم
علياء - مصر الاسم
الالتحاق (بكليات القمة ) عن طريق الغش العنوان
ما حكم الغش في الاختبارات.. فقد تخرجت في الثانوية العامة بتقدير ممتاز، لكنني غششت في أربع مواد، قام بعض المدرسين فيها بتغشيشنا، والآن أدرس في كلية الصيدلة منذ ثلاث سنوات، فهل التحاقي بها حرام؟ وماذا أفعل الآن: هل أترك الدراسة فيها؟ وإذا تخرجت فهل سيكون راتبي حراماً؛ لأنني لا أستحق دخولها؟!وجزاكم الله خيرا السؤال
16/03/2005 التاريخ
مجموعة من المفتين المفتي
الحل
،بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فقد حرم الإسلام الغش بصفة عامة، ولا يستوي عند الله تعالى من علم ومن لم يعلم، ومن نجح بالغش إلى مرحلة أعلى، عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه، وعلى من يساعد على الغش أن يكف ويستغفر الله تعالى، لأنه يخون الأمانة التي وكل بها.
يقول الشيخ رياض المسيميري من علماء السعودية:
لا ريب أن الغش حرام، ومن كبائر الذنوب، ومنه الغش في الاختبارات المدرسية، ولكن باب التوبة مفتوح بحمد الله ولا يلزمك ترك الدراسة بسبب غشك في الثانوية العامة، بل أكثر من الندم والاستغفار، وبادر إلى الأعمال الصالحة، والواجبات الشرعية، وتزود منها ما استطعت فإن الحسنات يذهبن السيئات، أما المدرس الذي قام بتغشيشكم فلا شك أنه آثم خائن للأمانة، فعليك بمناصحته بلطف ولين، مشافهةً أو مكاتبةً لعل الله أن يهديه على يديك، ويكتب لك ثواب توبته، وإنابته.أ.هـ
ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر الشريف:
من المقرر أن الغش في أي شيء حرام، والحديث واضح في ذلك "من غشنا فليس منا" رواه مسلم وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له في الإثم.
ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يسوي بينهما في المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضي بهذه التسوية، قال تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) (سورة ص) وبخصوص العلم قال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (سورة الزمر).
وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها، وهو ضياع للأمانة، وأحد علامات الساعة كما صح في الحديث الشريف.
والذي تولى عملاً يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به وقد يصدق عليه قول الله تعالى: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) (آل عمران).
وإذا كان قد أدى عملاً فله أجر عمله كجهد بذله أي عامل، وليس مرتبطًا بقيمة المؤهل، وهو ما يعرف بأجر المثل في الإجارة الفاسدة، وما وراء ذلك فهو حرام.أ.هـ
كمال الاسم
صورة حديثة من صور الغش في الامتحانات العنوان
هناك بعض المرضى بالمستشفيات الجامعية يأخذون أموالاً من طلبة الطب ليذكروا لهم ما يعانون من آلام، حتى إذا كان يوم الامتحان وجيء بالمريض أمام الأستاذ الدكتور الممتحن، وسأل الطالب أن يشخص الحالة التي أمامه، شخصها كما ذكرها له المريض، من قبل، فأخذ درجات عالية. فما حكم هذا المال الذي يأخذه المريض، وما حكم هذا التصرف. وهل على الطالب من إثم لو اضطر إلى ذلك؟
السؤال
16/01/2006 التاريخ
الحل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد
فنستطيع أخي السائل أن نفرق بين حالتين في هذه الفتوى
،الحالة الأولى: دفع الرشوة للمريض حتى يخبرك بأعراض المرض وليس التشخيص وبناء على هذه الأعراض التي كان من الواجب أن يقولها لك المريض دون أخذ الرشوة تستطيع أن تشخص أنت المرض فإذا امتنع المريض عن إخباره لك بهذه الأعراض ولم تجد وسيلة أخرى للحصول عليها كأن تطلب هذا من أساتذتك وتطلعهم على هذا التصرف من المرضى حتى يتدخلوا معكم أثناء الاختبار والفحص ويسمع من المريض ويعرف ما إذا كانت هذه الأعراض صحيحة أم لا فإن تعذر هذا ولم تجد وسيلة أخرى تحصل بها على حقك فيمكنك أن تدفع له هذا المال ولا إثم عليك وإنما الإثم عليه هو لأنك في حكم المضطر .
والحالة الثانية : أن تدفع له هذا المال ليخبرك بنوع المرض الذي يعاني منه فهذا لا يجوز لك ولا له بحال من الأحوال لأن هذا نوع من الغش الذي لا يرضاه الله وبخاصة وأنك ستصير إن شاء الله طبيبا مؤتمنا على أرواح الناس وتكون سببا في إحيائها أو سببا في إماتتها (... ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم ـ من علماء الأزهر ـ رحمه الله
ما بهذا الأسلوب تنال الدرجات العلمية، والشهادات الجامعية، فإنه أسلوب غش صراح، وضلال بواح، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من غشنا فليس منا" رواه مسلم، فما يستوي طالب بذل جهده في الاستماع وكثرة الاضطلاع، وتوفر على البحث والمراجعة، وسهر الليالي الطوال، لتنمية ملكاته العلمية، وقدراته الثقافية، حتى تربت له عقليته الطبية المتميزة، التي بها يشخص الحالات المرضية، المعروضة أمامه تشخيصًا دقيقًا، به يكون وصف الدواء الناجع المفيد.
ما يستوي هذا الطالب في حرصه على كل معلومة تلقى في سمعه، أو تقرأها مسطورة عيناه. وطالب يلجأ إلى مريض مقيم بالمستشفى ويساومه على ذكر ما يعانيه، لقاء أجر معلوم يبذله له، ليتمكن من الإجابة على الأسئلة المطروحة عليه إنه قد ينجح، ولكن على ما أمده به المريض من معلومات. وهو في واقع الأمر جهول، وقد ينال من الدرجات أعلاها، فيتبوأ مكانًا كان الأولى به المجد المجتهد المثابر المذاكر، وعندما يبدأ المسير في الحياة العلمية ستتعثر به الخطى ويظهر جهله في تخصصه، فينكشف أمره، ويفضح ستره أمام مرضاه.
أما المريض الذي اتخذ هذا السلوك حرفة يتكسب بها مالاً فإنه ممن قال الله في شأنهم: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" (من الآية 88 من سورة البقرة) فهو ممن يأكل حرامًا وسحتًا، وإن لم يتب فالنار أولى به، ثم إن صح قولك يا ولدي إن الطالب مضطر إلى ذلك، فإنه يدل على خلل في التركيبة التعليمية والإدارية، وواجب الأساتذة والدكاترة، أن يعطوا للأمر أهميته، وأن يقدروا مسئوليته، وأن يعالجوه علاجًا جذريًا، لتستقيم الأوضاع فهم رعاة الطلبة في الكليات، والله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع.
والله أعلم