2 الأسلوب والبلاغة
ونحن نتابع أساسات كتابة الخاطرة،وبعد أن ألقينا الضوء على استحسان الكتابة بنهج صحيح نقي قدر الإمكان
نتمعن في الأسلوب، لا يشترط أن نأخذ بأساليب البلاغة المختلفة بل لا بأس أن نأخذ ما يناسبنا بقدر

وأن يتنوع الأخذ منها حسب النصوص واختلافها وتنوعها
الأسلوب البلاغي الأدبي للنص معيار للتألق، كم من كاتب لم نرَ فيما يقدم جديدا،
وكم من كاتب بهرنا تألقه رغم عرض الأفكار ذاتها التي قرأنا عنها في نصوص آخرين لأنه تناولها بطريقته الخاصة

ولا بد للنص الأدبي أن يُسبغ عليه من البديع والحس الدقيق
فيتحول الكلام إلى نص نثري مؤثر في الوجدان مع إندماج الموهبة والإتقان معا
تحتاج النصوص لمحسنات لفظية ومعنوية لتصبغ بصبغة الأدب
ولا يكفي أن تمر سريعا على نصوص الآخرين، بل من المفيد أن تقرأ قراءة واعية متفحصة للنقد والبلاغة لتقوية النصوص وتطويرها
لا تسرف فيما ليس لك فيه حاجة ، ضع كل شيء في موضعه بحيث ينساق نابعا من النص ليس مقحما فيه
فيتناغم جمال الصورة مع جمال المعنى


الأسلوب البديع يزكي نصك من الناحية الأدبية فيكون له لون مميز يجذب القارئ باعتدال
لا تلجأ للمبالغة في السجع بتكلف يكاد يتقيأه النص لمجاجته واحرص ان يكون منسابا شفافا... ولو كتبت:

ليلا أنت في سمائي نجم ونهارا شمس تنير وفي حياتي كلها أنت ورود شذية
ولكن هل للورود شوك؟ ليته لا يكون للورد شوك ما دام قلبي قد ورد موردك
أخشى أن حبا جري كالأنهار أن يضيع المصب وذلك الحلم البعيد لقلب لم يتجاوز الحلم إلا بمقدار خفقة
إن الأمر يختلف لو قلت أحبك وأخاف... وغيرها من مفردات مكررة.
*****
على الدرب:

ما تقرأ يشجعك على ابتكار الأفكار ويؤثر في كتاباتك
النقد الأول على الأغلب حول اللغة والنحو والإملاء والأسلوب اذا ما كان مباشرا أو معقدا، مبعثرا أو متمامسكا ومرتبا
كن ممتنا للنصح ولا تقابله بعواطفك فالنقص من شيم الإنسان والكمال لله وحده وليس هناك من كاتب إلا وقوبل بالنقد مرارا
*****
قطوف على الهامش:

إن الكِتابَ الذي يُقرَأُ كالطعامِ الذي يُؤكلُ؛ فطعامٌ يُعطي آكِلَه القوَّةَ والفراهةَ، وطعامٌ يُعطي آكِلَه الضَّعفَ والهُزالَ.
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي.
الكلماتُ الفارغةُ مِن المعاني كالأجسادِ الفارغةِ مِن الأرواحِ، تلك كلماتٌ ميتةٌ، وهذه أجسادٌ ميتةٌ، وما كانت الأجسادُ نافعةً إلا بالأرواحِ.
فإنَّ البلاغةَ مِنَ الفنونِ التي تعتمدُ على صفاءِ الاستعداد الفِطريِّ, ودقةِ إدراك الجمالِ اللفظي، وتبَينِ الفروقِ الخفيَّة بين صنوف الأَساليب, فلولاها لتعطَّلَت قُوَى الخواطر والأفكار من معانيها، ولوقع الحيُّ الحسَّاس في مرتبةِ الجماد، ولكان الإدراك كالذي ينافيه من الأضداد، ولبقيتِ القلوب مُقْفَلةً تَتَصَوَّنُ على ودائعها، والمعاني مَسْجُونَةً في مواضعها، ولصارت القرائح عن تصرُّفها معقولةً، والأذْهان عن سلطانها معزولةً، ولما عُرف جحد من عِرفان، وإساءة من إحسان، ولمَا ظهر فرقٌ بين مدح وتزيين، وذمّ وتهجين.
شرح البلاغة للشيخ محمد سعيد رسلان.


ألفاظ اللغة نريد لها أن تخرج قليلا عن معقوليتها الضيقة، وتتماوج وتتسع، وتتحرك، وتنبض، وتنفصل عن معانيها البالية من طول ما استعملت فيها، أي نريدها أن تكون ملائمة للحالة التي نحن عليها،
تبكي معنا إذا بكينا، وتضحك إذا ضحكنا، وننفعل بكل ما تنفعل به نفوسنا، ونحن لا نستطيع أن نلمس اللغة بعصى سحرية، لتصير كما نريد، ولكن هناك من يقدر على ذلك، وهو الشاعر،
فلنقرأ له نجد عنده بغيتنا، وليس في وسع غيره أن يستجيب لرغبتنا، بالقوة التي يستجيب بها هو، طالما كان يملك من الاستعداد والوسائل ما لا يملك
أحد آخر.
لمن نقرأ الشعر إذن/ ضفاف اللغة/ منقول عن مجلة: دعوة الحق.

*****
للإستذكار: المحسنات البديعية البلاغة
http://www.khayma.com/medhatfoda/balagha%202th/2thb1.htm

نسأل الله السداد والفائدة مع التتمة.