جواباً لسؤال أحد الشعراء عن معنى منفرداً في القصيدة يظن أنها بمعنى منعزلا، كان جوابي كما يلي :

معنى المنفرد جميل جداً ومعنى المنعزل كمريض مكتئب لا يصح إلا في الدنيا عند وصف مثل هؤلاء المرضى .
فالأصل في الانفراد التخصص بالخصوصية والاستقلالية بشكل لا نظير له, وهو مشتق من اسم الله تعالى الفرد مع فرق المعنى بين الله والبشر.
وقد مدح النبي عليه الصلاة والسلام بعض أنواع الذاكرين بقوله ( سبق المفردون) أي الذاكرين الله كثيراً بخصوصية لا نظير لها.
ونقول عزف منفرد لا يعني أنه معزول عن الناس بل متميز لا نظير له على آلة واحدة ليسر الناس.
فكل واحد من أهل الجنة متفرد بجنته ولو كان فيها عشرات القصور والخدم والحواري والنساء ... لا يشاركه فيها أحد . وهذا لايعني الانعزال عن الأخرين حتى في الدنيا ينفرد المؤمن ببيت مستقل وقليلاً ما يعيش الناس متشاركين ببيت واحد لفقرهم. وفي الخطبة يشترط أهل العروس لها بيتاً منفردا ( مستقلاً) فلا تسكن مع أهله أو زوجات أخريات.
وقد أشرت للصفة الجماعية في البيت الثاني الذي بين أن المؤمن يضيء باطنه ويفتح نوافذه ليس فقط لنفحات الله تعالى ، بل تشمل التعاون مع الآخرين. وفي آخر القصيدة عندما استعملت واو الجماعة لوصفهم على سرر مرفوعة وأن النبي عليه الصلاة والسلام يطوف عليهم مع
آله وأصحابه.