أهل الزمان الجميل كانوا يعرفون الفرق بين الصداقة - إذ عرفوها بسموها - وبين الاتجاه الفكري.
على سبيل المثال كان الدكتور شاكر الفحام الذي يصفه باتريك سيل في كتابه (الأسد) بالبعثي النموذجي ، وهو وصف لم يطلقه سيل على أحد من البعثيين الذين عج بذكرهم كتابه ، كان من أقرب الأصدقاء إلى الوالد العلامة وإلى الدكتور هيثم الخياط وإلى الشيخ عبد الغني الدقر رحمهم الله جميعاً أحياء وميتين، وثلاثتهم من أشد الناس صلابة في اتجاههم الإسلامي.
وكان أستاذ الوالد العلامة كذلك الأديب الكريم عبد المعين الملوحي، وهو شيوعي ماركسي ، من أقرب الناس إليه، بل لم يكن الوالد العلامة يتحمل من أحد ما يتحمل من نقد وتقريع الأستاذ الملوحي، حتى إن الوالد واجهه مرة في مجلسه بأنه رفض اقتراح عضويته في المجمع لاتجاهه، فأعجب الملحي بجرأة تلميذه وضحكا معاً.
وأمثال ذلك كثيرة كثيرة.
رحم الله أياماً كانت ورجالاً كانوا.