قرأت لك في كتاب ( هل أنت حيٌّ ؟) !! بتصرف واختصار
للكاتب الأستاذ : مختار المختار
عن : ( سكينة النفس )

وضعت وأنا شاب جدولا ( بطيبات الحياة ) المعترف بها ، فكتبت هذا البيان بالرغائب الدنيوية :
1- الصحة .
2- الحب .
3- الموهبة .
4- القوة .
5- الثراء .
6- الشهرة .
7- الثقة بالله.

والموضوع مترجم لأحد أساتذة الأدب الغربي (د. ليبمان)
وأضفت إلى جدوله الرغبة السابعة وأحببت أن تكون قبل وبعد كل رغبة رصدها في جدوله
ثم يقول الكاتب : تقدمت بها في زهو إلى شيخ حكيم ، فقال :

( صديقي إنه جدول بديع ، وهو موضوع على ترتيب لا يُعَدُّ غير معقول ، ولكن يبدو لي أنك أغفلت العنصر المهم الذي يعتبر جدولك بغيره عبئا لا يُطاق )
وضرب بالقلم وكتب كلمتين هما ( سكينة النفس !)

والحقيقة إن هذه الهبة هي اختزال لما أضفته على جدوله ( الثقة بالله )
وهي التي يدخرها الله لأصفيائه ، وإنه ليعطي الكثيرين الذكاء والصحة والمال والشهرة ؛ أما سكينة القلب والروح والضمير فإنه يمنحها بقدر .


وقال الحكيم على سبيل الإيضاح ( ليس هذا برأيٍ خاص لي ، فما أنا إلا ناقل من المزامير ومن ماركس أوريليوس ، ومن لاوتسي ، وهؤلاء الحكماء يقولون : خَلِّ ( اجعلْ ) يا رب نعم الحياة الدنيا تحت أقدام الحمقى ، وأعطني عقلا غير مضطرب أعرفك به )


ولقد عرفت كمؤمن كيف أن الله تعالى خلق النفوس في أصلها على طبع السوية والاتجاه بالفطرة إليه ،
فأدركت أن سكينة النفس هي الثقة بحكمة السماء التي ارتضاها الله لخلقه الأسوياء والعقلاء والحكماء
وتلك هي الحياة المثلى للإنسان السعيد
فهي تزهر بغير عون من المال بل أحيانا بغير مدد من الصحة وفي طاقتها ما يحول الكوخ إلى قصر منيف ، أما افتقادها والحاجة إليها فإنها تحيل قصر الملك قفصا وسجنا .
ثم يردف الشيخ الحكيم بقوله :
( ...... وإنه لمن السخرية الجلية أن بعض الأديان يشدد في أمر واجبات الإنسان قِبَلَ غيره ، ولا يكاد يقول شيئا عن واجبه لنفسه ، ومن أعظم ما كشف عنه علم النفس الحديث ، أن موقفنا حيال أنفسنا أشد تعقيدا من موقفنا نحو الغير ، ومن الممكن أن تفسر الوصية الدينية العظيمة القائلة : (( أحبب جارك كما تحب نفسك )) على أن معناها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أحبب نفسك حبا صادقا أو حاول أن تجعلها كذلك وحينئذ تحب جارك ).

وهذا كله لايخرج عن قول الله تعالى في كتابه الحكيم ( القرآن الكريم ):
( في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]) صدق الله العظيم .