بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين المكر والكيد والخداع
د. ضياء الدين الجماس
المكر : تدبير في الخفاء لتحقيق غايات متفاوتة الأهداف لتُنزل بالمكيد سوءاً أو أن تكون لحمايته من السوء. ولذلك نميز نوعين من المكر :
المكر السيئ : وهو الغالب في الاستعمال ويتعدى بحرف الجر الباء.
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ...)
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)
المكر الحسن : وهو المكر الذي يراد منه خير المكيد (مكر الخير للمكيد) وهو قليل لأنه لا يصدر إلا من أهل الخير والإيمان.ويتعدى بحرف الجر اللام ( يمكر له)
في الحديث الشريف : ( اللهم امكر لي ولا تمكر بي ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
(وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
وقد يمكر الطبيب لمريضه وخاصة للطفل أو المريض النفسي ليجعله راضياً ومقتنعاً بأخذ الدواء. وهذا مكر حسن للشخص وليس مكراً به.
وللمكر معان لغوية أخرى إذا تعلق بغير الإنسان فيقال مكر الثوب أي صبغه ومكر الأرض أي سقاها..
الكيد :
الكيد نوع من التدبير في الخفاء (المكر) أو العلن، يراد به التغلب على المكيد وقهره أو تحطيمه . ولذلك أكثر ما يستعمل في الحروب والمواجهات ويوصف بالقوة والمتانة إذا حقق هدفه وبالضعف والوهن إذا لم يتمكن من تحقيق الهدف.
(وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)
(قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ)
الخداع :
التورية والتمويه على الخصم بحيث يظهر له خلاف المضمر من ورائه. ولذلك فالخداع وسيلة يمكن استخدامها في المكر أو الكيد وغير ذلك من التدابير. وهو حال المنافقين مثلاً في إظهار الإيمان للمؤمنين ليظهروا وكأنهم معهم ، بينما في قلوبهم مرض الخبث من التذبذب وعدم الثبات على العقيدة السليمة. وإذا ذهبوا إلى الكفار قالوا إنا معكم...
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ )
وفي الحروب تستعمل أساليب التورية كوضع بعض الأسلحة في المنازل أو إخفائها ضمن تماثيل ...