أضواء على الصحافة الاسرائيلية 15 نيسان 2015
نتنياهو لبوتين: رفع الحظر عن بيع صواريخ لياران يقوض امن المنطقة
كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرى ، امس، محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعرب خلالها عن انزعاج اسرائيل من قرار روسيا الغاء الحظر على بيع صواريخ s-300 لإيران. وحسب بيان صدر عن الكرملين فقد اكد بوتين لنتنياهو ان الصواريخ هي منظومة سلاح دفاعية ولا تهدد أمن اسرائيل. اما ديوان نتنياهو فقال في بيان صدر عقب المحادثة ان "نتنياهو ابلغ بوتين بأن القرار الروسي سيزيد من عدوانية ايران في المنطقة ويقوض الأمن في الشرق الأوسط". ونشر نتنياهو بيانا في اعقاب المحادثة قال فيه ان قرار ازالة الحظر هو نتيجة للاتفاق النووي المرتقب بين ايران والدول العظمى. وتساءل: "هل بعد صفقة الأسلحة هذه لا يزال هناك من يدعي بجدية ان الاتفاق مع ايران سيزيد من الامن في الشرق الأوسط؟"
معطيات امريكية تبين القطيعة الكبيرة بين دريمر والبيت الابيض
كتبت "هآرتس" انه يتبين من معلومات جديدة نشرتها الادارة الامريكية عمق القطيعة بين البيت الأبيض والسفير الاسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر. فمن بين قرابة مليون تصريح دخول الى البيت الابيض، تم فحصها، يتبين ان دريمر لم يجر تقريبا أي لقاء مع مستشاري الرئيس اوباما خلال العام 2014. وكان البيت الأبيض قد نشر في 27 آذار حوالي مليون تصريح دخول منحت للضيوف الذين دخلوا الى المقر الرئاسي وبناية مجلس الأمن القومي المجاورة، في عام 2014، علما ان هذه التصاريح لا تشمل الزيارات السرية التي جرت في البيت الابيض او المباني المجاورة له.
يشار الى ان دريمر الذي بدأ بشغل مهامه الدبلوماسية في كانون الاول 2013، تحول خلال سنوات خدمته في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو الى "شرشف أحمر" بالنسبة للإدارة الامريكية، وذلك على خلفية علاقاته الوثيقة مع المسؤولين الكبار في الحزب الجمهوري. ومؤخرا اصبح دريمر شخصية غير مرغوب فيها في البيت الأبيض على خلفية دوره في ترتيب خطاب نتنياهو في الكونغرس الشهر الماضي.
ويشار الى ان وسائل الاعلام نشرت عدة مرات خلال العام الماضي، عن رفض المسؤولين الامريكيين استقبال دريمر. ويتضح من الوثائق التي نشرها البيت الابيض، ان دريمر لم يلتق تقريبا مع مستشاري اوباما. فمنذ الثالث من كانون الاول 2013 وحتى نهاية 2014، زار دريمر البيت البيض 11 مرة فقط، كان من بينها لقاء واحد مع المستشار الرئيسي لاوباما لشؤون الشرق الاوسط، فيليب غوردون.
بعد اكثر من عامين: الجيش يقرر محاكمة جنديين بتهمة قتل فتى فلسطيني
قالت "هآرتس" انه بعد اكثر من عامين على مقتل الفتى الفلسطيني سمير عوض بنيران الجيش الاسرائيلي، في قرية بدرس في الضفة الغربية، سيتم تقديم لائحة اتهام ضد الجنود الذين تورطوا في الحادث، وذلك بعد الاستماع الى ادعاءاتهم. ويتهم الجنود بالتسرع والاهمال باستخدام السلاح. وفي اطار المداولات التي تجريها المحكمة العليا في الالتماس الذي قدمه والد الفتى، احمد عوض، ومنظمة بتسيلم، ابلغت الدولة المحكمة بأن نيابة لواء المنطقة الوسطى قررت تقديم الجنود الى المحاكمة. وعلم انه سيتم تقديم لائحة الاتهام من قبل النيابة العامة، وليس من قبل النيابة العسكرية، لأنه تبين خلال المداولات التي جرت في نهاية العام الماضي، بأن المشبوهين الرئيسيين في القضية انهيا خدمتهما العسكرية الالزامية، ولم تعد النيابة العسكرية مسؤولة عنهما. يشار الى ان الشرطة العسكرية كانت قد توصلت خلال التحقيق في حينه الى ان الفتى قتل بنيران اكثر من جندي واحد، وادعت الشرطة انها لم تتمكن من تحديد من اطلق النار.
الليكود يفكر بتقسيم الخارجية بين ليبرمان وبينت
يدرس حزب الليكود امكانية اجراء تناوب في حقيبة الخارجية بين افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، في محاولة لحل ازمة الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة. وقال مسؤول في الليكود لصحيفة "هآرتس"، امس، "اننا نبحث عن حلول خلاقة لإرضاء بينت وليبرمان". يشار الى ان ليبرمان وبينت يطالبان بحقيبة الخارجية كشرط لانضمام حزبيهما الى ائتلاف نتنياهو. ويعتبر الخلاف حول هذه الحقيبة احد المشاكل الرئيسية التي تواجه التوصل الى اتفاقيات بين الليكود والاحزاب المرشحة للائتلاف. وكان الليكود قد حاول ثني بينت عن المطالبة بالخارجية بسبب ضعف قوته الانتخابية، واقترح عليه حقيبة التربية والتعليم، لكن بينت رفضها. في المقابل قال نتنياهو لرجال حزبه، مؤخرا، انه لم يقرر بعد تسليم حقيبة الخارجية لأي من الشركاء، ويفكر بالاحتفاظ بها لحزبه الليكود. لكن مصدرا رفيعا في الحزب قال امس انه "يجب عدم التعامل مع هذه التصريحات بجدية بالغة. فمن الواضح للجميع ان نتنياهو سيتوصل الى تسوية وسيسلم الحقيبة لاحد الحزبين". واوضح ان الابقاء على حقيبة الخارجية في الليكود سيفاقم ازمة المفاوضات الائتلافية.
جبعاتي يعتبر هانيبال في غزة مسألة معقولة
كتبت "هآرتس" ان التحقيق الذي اجراه لواء جبعاتي في احداث الاول من آب الماضي في رفح، والذي عرف بـ"يوم الجمعة الأسود" يحدد ان الدورية العسكرية التي تعرضت الى كمين خرجت لتمشيط المنطقة من دون أن يتم احتلالها وتأمينها. وكتب قائد اللواء، العقيد عوفر فاينتر في ملخص التحقيق انه "خلافا للحرب الواضحة خلال العملية، فان اللواء نجح بارباك الجنود وادخالهم في حالة غير معقولة".
ويتعلق التحقيق بقتل عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من المدنيين، خلال محاولة احباط عملية ااختطاف اشلاء الجندي هدار غولدين. وحسب التقرير فان تفعيل النيران خلال العملية كان مدروسا ومنع خلية الخاطفين من الهرب من المنطقة. ويحدد التقرير ان عملية الاختطاف "كانت سريعة جدا وتم تنفيذها بمهارة وبهدوء".
وجاء في التقرير ان الجيش استخدم خلال الحرب في رفح حوالي 800 قذيفة مدفعية وقرابة 260 قذيفة هاون. كما قصفت الطائرات الحربية 20 هدفا خلال الحرب فيما قصفت المروحيات الحربية 14 هدفا آخر. وحسب التقرير فقد اسفر اطلاق النار عن مقتل 41 شخصا. ويدعي الجيش ان 12 منهم كانوا مخربين و13 مدنيين، اما البقية فيعرفهم التقرير بأنهم "في جيل القتال ولكنهم ليسوا نشطاء ارهاب"!
الشاباك يدعي احباط عملية في عيد المساخر
ذكرت هآرتس ان الشاباك الاسرائيلي يدعي انه احبط خلال فترة عيد المساخر العبري، الشهر الماضي، عملية كانت مخططة ضد قوات الجيش الاسرائيلي في قرية ابو ديس. وقال ان الجيش اعتقل اسيرين سابقين من حركة حماس بشبهة التخطيط للعملية، وسيتم قريبا تقديم لائحة اتهام ضدهما. وحسب الشاباك فان رئيس الخلية هو معن الشاعر، (26 عاما)، وهو اسير سابق ادين باطلاق النيران. اما المشبوه الثاني فهو داود عدوان. وحسب الشاباك فقد وصل الشاعر وعدوان الى مرحلة متقدمة في التخطيط للعملية عندما تم اعتقالهما. وقال ان شاعر خطط لعملية في القدس وجند عدوان، الا انهما وجدا صعوبة في تنفيذها هناك، فقررا تنفيذها عند حاجز "الكيوسك" على مدخل المدينة، وقاما لهذا الغرض، بجمع معلومات حول اماكن تواجد قوات الجيش، ومسار العبور في الحاجز.
الكونغرس سيراقب الاتفاق الايراني
كتبت يسرائيل هيوم ان لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، صادقت بالإجماع، امس، على السماح للكونغرس بمراقبة الاتفاق مع إيران ومسألة العقوبات. وكان الرئيس الأمريكي قد قال إنّ الكونغرس لا يملك الصلاحية للتدخل، فكان رد السيناتور بوب كوركر، الذي سعى لفرض القرار أن "الكونغرس- صديق لإسرائيل". وعلى عكس رغبة أوباما بأن يلعب لوحده في الملعب الإيراني، إلا أنّ 19 عضوا في لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ قرروا التدخل في قرار إزالة العقوبات ضد إيران، في حال تمّ التوصل إلى اتفاق. وحين رأى البيت الأبيض أنه غير قادر على منع الأغلبية الداعمة لقانون كوركر ومينندز، قرر في اللحظة الأخيرة التعاون مع اللجنة وعرض القانون المخفف الذي تمّ قبوله بالإجماع.
مصدر مطلّع في مجلس الشيوخ قال لـ"يسرائيل هيوم"، انه "لم تكن هنالك مفاوضات بين لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، لقد طلب البيت الأبيض الحفاظ على مكانته عندما رأى أنه سيخسر، ففضل الوصول إلى حل وسط. وما جرى في مجلس الشيوخ يعتبر إنجازا كبيرا لمجلس الشيوخ وخسارة فادحة للبيت الأبيض، الذي بذل جهدا كبيرا لمنع منتخبين ديمقراطيين من الانضمام إلى اقتراح القانون". من جهته أعرب ماركو روبيو، المرشح للرئاسة عن أسفه لعدم وجود صيغة في القانون تطالب إيران الاعتراف بإسرائيل، وأثنى روبيو على وجود بند في القانون يشدد على أهمية الحفاظ على أمن إسرائيل.
وبموجب اقتراح القانون، فإن مصير الاتفاقية سيبدأ بعد 52 يومًا وسيمنع القانون إزالة العقوبات. ويمنح القانون للكونغرس إمكانية فحص الصفقة من جديد بعد 90 يوما، للتأكد من أنها تنفذ كما يجب من قبل إيران. وحسب رأي كوركر فقد دعم البيت الأبيض مشروع القانون لتأكده من أن صيغته مقبولة على معظم الأعضاء في مجلس الشيوخ. وقال كوركر أنّ الشعب الأمريكي هو الذي فاز، وجميع من لا يرغبون برؤية إيران النووية. من جهته صرّح السيناتور الجمهوري ليندزي غرهام يوم أمس لـ"يسرائيل هيوم" أنّ تمرير القانون يشكل ضربة قاسية لإيران، ويوم جيد للذين شعروا بالقلق ازاء اتفاقي سيئ". فالكلمة الأخيرة وصلت إلى الكونغرس، وخطاب رئيس الوزراء نتنياهو أمام الكونغرس كان مفيد جدا".
مقالات
الوحدة من أجل الحكم.
يكتب الجنرال احتياط شلومو غازيت في "هآرتس" انه يتابع نتائج الانتخابات "والمساومة" الدائرة منذ ذلك الوقت في محاولة لتشكيل حكومة جديدة، ويشعر بالاحباط والقلق، لأنه يرى كيف تتم دهورة وضع إسرائيل في كل مجال ومجال، وبأعين مفتوحة. ويضيف ان ما يره هو ليس نقاشا بين الاحزاب حول اتجاه معين للدولة، وانما مساومة تتمحور كلها حول انانية رؤساء الأحزاب الذين لا تسندهم حركات وبرامج فكرية ومشاريع يسعون الى تطبيقها. كلهم يفهمون جيدا انه في الوضع الحالي، لن تكون هناك أي اهمية للطريق او البرنامج او المشروع لأنه من الواضح ان الحكومة التي ستقوم لن تصمد طويلا. ويرى انه من اجل مصلحة الدولة ومستقبلها يجب على الإسرائيليين الانفصال عن الطريق التي يسيرون عليها واختيار طريق جديدة، يمكنهم من خلالها أن يضمنوا للمواطنين بان الحكومة التي ستقوم ستكون قادرة على الحكم. ويدعو غازيت رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ الى مد يده والمبادرة الى التوجه لنتنياهو واقتراح تشكيل حكومة وحدة على ان لا تكون حكومة وحدة قومية. وانما حكومة لها هدف مصيري واحد: الموافقة على تغيير طريقة الانتخابات بشكل يضمن استقرار السلطة، وان تكون الطريق التي تطرحها هي التي ستخضع للاختبار طوال السنوات الأربع.
لماذا يحذرنا الجيش من حزب الله؟
هذا السؤال يطرحه يغيل ليفي في "هآرتس" في ضوء التحذيرات التي يطلقها قادة الجيش بشأن العدد الكبير من الضحايا الذين سيسقطون في الجبهة الداخلية في حال اندلاع حرب قادمة مع حماس وحزب الله. ويقول ان هناك عدة سوابق لهذه الظاهرة، اولها ان قادة الجيش يبلغون الجمهور بانخفاض مستوى الامن الذي سيوفرونه له. ووصل الأمر الى قمته في تصريحات قائد سلاح الجو، الذي قال "اننا لن نتمكن من الدفاع عن اسرائيل بشكل مطلق، وهذا لن يحدث". ثانيا، لا يكتفي رجال الجيش بما يقولونه للمسؤولين السياسيين خلال الجلسات المغلقة، وانما يتقاسمون علانية مسالة وجود فجوة بين توقعات الجمهور وقدراتهم. ويرى ان هذا السلوك هو جزء من صراع الجيش من اجل موارده. وكلما فهم الجيش ان السياسيين لا يوفرون له الحماية امام هجوم الجمهور على موارده، فانه يلتف على السياسيين ويتوجه مباشرة الى الجمهور من خلال عرض التهديدات، وهذه ظاهرة معروفة منذ التسعينيات، ولكن التجديد هذه المرة يكمن في الالتزام بعدم توفير الأمن الكافي. ويعمل الجيش على تخفيض التوقعات منه امام الانتقادات التي وجهت اليه في اعقاب الجرف الصامد لأنه لم يخرج من غزة بإنجازات تزيد من مستوى الأمن. ثالثا: لقد ادرك رجال الجيش في الماضي كيف يعرضون قيود استخدام القوة، عندما دفعوا، مثلا، من اجل الانسحاب الاول من لبنان، وكبح الجيش نسبيا خلال الانتفاضة الاولى، ودعم التوصل الى تسوية في الجولان، بل حتى رفض الهجوم الجوي على المنشآت النووية الايرانية. وفي ظروف اخرى اجاد الجيش عرض فوائد استخدام القوة امام البدائل المعتدلة، لكنه التزم، ايضا، بتحسين الأمن، اذا "سمحوا للجيش بالانتصار". والتجديد هذه المرة يكمن في الدمج: الجيش يبث بأن هناك حدود لقوته، ولكن باسم هذه الحدود يسعى الى اعداد الرأي العام للتضحيات المستقبلية المطلوبة من اجل تحقيق الانتصار. وليس هناك اكثر ما يصيب الهدف من التصريحات التي ادلى بها قائد عصبة الجليل، العميد موني كاتس خلال لقاء مع "واللا"، حيث قال: "ستقع حرب اخرى.. وعندما نتواجد حقا في وضع اللامفر، فان هذا الشعب سيكون مستعدا لدفع الثمن الباهظ جدا.. اذا قامت اسرائيل والجيش بتفعيل هذه المنظومة في لبنان، فلن يتمكن احد من وقفها.. وسيرجع لبنان 200 عام الى الوراء". اما الميزة الرابعة، فهي ان تحذيرات رجال الجيش تخدم سعي السياسيين (من اليمين والوسط) الى حرمان الجمهور من اختيار مستقبله. ويتم عرض الحرب كظاهرة غير ممنوعة ترتبط فرص اندلاعها بقدرة اعداء اسرائيل على استيعاب الضرر الذي يمكنها ان تسببه لهم. لكنه يتم عرض اسرائيل كلاعب سلبي لا تملك قدرة على عمل ما يمنع الحرب. ويكمن التجديد هنا في مساهمة الجيش بمنع الحوار السياسي في سبيل خدمة قضاياه، من خلال الانحراف عن المعايير التي تحتم اقصاء الجيش عن السياسة.
التصريحات شيء والصواريخ شيء آخر
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه يتضح بأنه من السهل على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي بوتين، على اجراء محادثة مع الرئيس الامريكي اوباما. وربما من المناسب ان تسجل الادارة الأمريكية أمامها بأن اسرائيل تملك عددا كبيرا من قنوات الحوار مع الروس، بطرق مختلفة. لقد شكلت المحادثة الهاتفية التي اجراها نتنياهو مع بوتين، امس، قمة الجهود التي بذلتها اسرائيل لفحص ما الذي قصده الرئيس الروسي عندما الغى الحظر المفروض على بيع صواريخ s-300 لإيران. لكن الروس غير معتادين على الرد بنعم او لا او الالتزام الواضح، وبشكل عام يردون قائلين انهم يأخذون التحفظات في الاعتبار. ربما لهذا السبب لم يكن الرد الاسرائيلي على بيان الكرملين شاذا في حدته. كما يبدو فهموا في القدس ان بوتين قرر الغاء الحظر على الصفقة الموقعة مع ايران منذ 2007، لكن الطرفان لم يجريا حتى الآن مفاوضات حول صفقة اخرى، وليس من الواضح متى سيتم توقيعها وما هي الأسلحة التي ستشملها. وبشكل عام يبدو انهم فهموا في اسرائيل بأن الاعلان الروسي هو في الاساس خطوة تصريحية تنطوي على مغزى سياسي كبير، وليست عملية في المدى المنظور. وبما ان التأثير الاسرائيلي على الكرملين هو قليل في كل الاحوال، فقد تقرر هنا الحفاظ على الأوتار الصوتية لأيام أخرى، وتوجيه غالبية الغضب للاتفاق المرتقب في لوزان ولخطوات البيت الأبيض. فلماذا تدير صراعا مع قوتين عظميين اذا كان يمكن الصراع مع احداهما فقط؟ خاصة وان الروس يفعلون من اجلنا نصف العمل ويصعبون على اوباما الحصول على تصديق من الكونغرس على الاتفاق مع طهران. اوباما والمرشحين الديموقراطيين للرئاسة سيعانون كثيرا من وجع الرأس الروسي، وليس فقط في مسالة بيع صواريخ s-300 التي سيستغلها خصومهم الجمهوريين، وانما في كل ما يتعلق بمواجهة استهتار بوتين المتواصل بالادارة الامريكية، وعلى سبيل المثال، ارسال طائرات روسية لازعاج طائرات التجسس الامريكية في سماء اوروبا. خصوم اوباما الجمهوريين يملكون ذخيرة اكبر في هذه المعركة: الوثيقة التي وقعت عليها ايران والقوى العظمى، والتي لم يتم نشرها بعد. السؤال الكبير هو من الذي يقول الحقيقة: ايران التي تدعي انه حسب الاتفاق سيتم رفع العقوبات فور توقيع الاتفاق، او الادارة الامريكية التي تدعي ان المقصود عملية تدريجية. التقدير السائد هو ان كشف الوثيقة سيحرج ادارة اوباما بالذات، ذلك انه باتت مطروحة على طاولة مجلس الأمن، مسودة قرار يلغي كل العقوبات المفروضة على ايران، خاصة الغاء القيود الاقتصادية التي تقلق نظام آيات الله بشكل خاص. بالإضافة الى ذلك، فان الوثيقة السرية ستظهر كما يبدو، عندما يتم كشفها، ان الامريكيين مضوا نحو ايران اكثر مما كانت تحلم طهران. وهكذا، مثلا، سمح بالنشاط المحدود في منشأة اراك، رغم ان ايران كانت مستعدة لاغلاقها. كما ان الوثيقة لا تشمل أي موافقة ايرانية على مراقبة منشآتها العسكرية. وبالإضافة الى الثقوب الكثيرة، من المتوقع ان تكون هذه الوثيقة غير واضحة، ومن المشكوك فيه ان الكونغرس سيسمح لاوباما بتمرير اتفاق كهذا من دون تعديله.
بيع الطائرات لإيران: دليل على خطورة الاتفاق
كتب عومر دوستري، في يسرائيل هيوم أنه في السنوات الأخيرة تمّ منع روسيا من تزويد إيران بنظام طائرات استراتيجية s-300، وكان من بين أسباب عدم تنفيذ الصفقة، الجهود الإسرائيلية الجدية التي بذلت والنابعة من معرفة اسرائيل بان تمرير الصفقة سيصعب القيام بحملة عسكرية على ايران بهدف ضرب النظام النووي.
في حينه زار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، روسيا في شباط 2010، لإقناعها بعدم بيع منظومة الصواريخ المتطورة لإيران. ورغم ان روسيا كانت قد وقعت على اتفاقية لبيع منظومة الصواريخ المتطورة لإيران، الا انها الغتها في فترة الرئيس ديمتري مدينديف، حتى وإن لم تكن إسرائيل هي السبب المباشر أو الاساسي للقرار الروسي، لكنه من المؤكد ان جهودها ساهمت في الغاء الاتفاقية. واليوم تعود روسيا عن قرارها بالاتجاه المعاكس.
يمكن ربط تغيير الرؤية الروسية، بتقوض العلاقات بينها وبين الدول الغربية، والتوتر الناجم عن الحرب الأهلية في أوكرانيا. فهناك يحارب الطرفان على تحصيل ما أمكن من نقاط تأثير. لكن هذا الربط يساوره الشك خاصة اذا اخذنا في الاعتبار تصريحات كبار القادة في روسيا. فهؤلاء يعترفون بملء افواههم بأن قرار تجديد صفقة الأسلحة مع ايران نجم عنه أمر واحد- اطار الاتفاق الدائم في مسألة النووي الإيراني، الذي أبرم الأسبوع الماضي في لوزان بحضور ايران، والدول الست العظمى.
ويجب التذكير أن الروس أعلنوا في العام 2010 أنهم ألغوا صفقة الأسلحة مع ايران بسبب العقوبات التي فرضت على ايران. وقد فرضت تلك العقوبات من قبل مجلس الأمن والتي منعت ايران من امكانية نقل وسائل قتالية من نوع نظام s-300. في هذا السياق صرّح سرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، يوم الاثنين الماضي، أن قرار السماح بتنفيذ صفقة الأسلحة مرتبط مباشرة بالمحادثات حول النووي وقال: "لم عد هناك حاجة لحظر بيع صواريخ s300 لإيران، والذي صادقت عليه روسيا بمبادرتها". ويعتبر قرار روسيا نتيجة حتمية لسياسة الخارجية المتسامحة التي تظهرها ادارة ابواما، والتي تسمح الآن بتفكك وتبخر العقوبات التي تم الاتفاق عليها من قبل الدول العظمى. كل هذا يجري رغم أنّ الاتفاقية الرسمية مع ايران لم توقّع بعد، فالتفاهمات التي تحققت هي تفاهمات شفوية. ناهيك عن مطالبة الأمريكيين بتقليص نظام العقوبات بصورة تدريجية، في حال أظهر الإيرانيون التزامهم بالبنود المنصوص عليها. وتظهر نتائج بنود الاتفاق الخطيرة منذ الآن، قبل ان يطلب من الايرانيين التوقيع على بند واحد منه.
في الأسبوع الماضي، تحدث وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارتر عن ضربة امريكية ممكنة ضد ايران، في حال لم تحترم الاتفاق النووي. لكن الشرعية الدولية التي حصلت عليها ايران من الاتفاقية والنظام المتطور للصواريخ المضادة للطائرات بالاضافة الى الرعاية الروسية والصينية، تحوّل التهديد الأمريكي الى مسألة فارغة المضمون.