الأساليب السياسية للسيطرة على الشعوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الفاضل الأستاذ والمحلل السياسي نبيل القدس , والأخت السائلة ريمه الخاني حول موضوع مهم جداً والذي يدور فحواه حول الأساليب السياسية للسيطرة على الشعوب .
لقد تناول الأخ الأستاذ نبيل طرفاً مهماً وحساساً وهو ( إلهاء الشعوب على وتر غريزة النوع في الميل الجنسي , وتكررت مثل هذه العبارة لتشمل فكرة الموضوع كله , ) فقال :

((واكبر عملية الهاء للشعوب للسيطرة عليها هو اللعب على وتر غريزة النوع وبالذات مظهر من مظاهرها الا وهو الميل الجنسي))
ثم تناول فكرة اإلهاء الشعوب بالمسلسلات التركية المثيرة للرمانسية , أو عن طريق الروابط الاجتماعية ( الفيسبوك ) واعتمادهم على هذه الروابط .
وأنا أشكر الباحث على هذه الفكرة , بحيث أن المستعمر البغيص يركز على مثل هذه الأمور الجنسية ( الحريات المطلقة ) فهي فعلاً تلهي الشباب وتبعدهم عن دينهم وخلقهم ووطنيتهم بعض الأحيان .
ولكن لو تعمقنا أكثر بأفكارنا لوجدنا أن الأساليب المستخدمة للسيطرة على الشعوب لا يحددها الجنس أو الفيسبوك فقط , بل توجد عشرات ومئات الأساليب التي لا حصر لها سياسياً واجتماعياً ونفسياً وثقافياً وعسكرياً . وألخصها كالآتي :
أ ــ استقطاب المثقفين المتميزين في الدراسة لإكمال دراستهم خارج بلادهم , لأجل خدمة المستعمر ثقافياً وسياسياً وعلمياً , وتهيئ لهم كل وسائل الراحة من حيث الراتب الشهري وتأمين الحياة , بحيث لا يفكر في العودة إلى وطنه , بل يتشوق للبقاء لخدمهم , لأن بلده لا تحتاج شهادته العلمية بالفضاء أو بالتكنلوجيا المتطورة , وأكبر دليل على ذلك وجود الجزائرين المثقفين بأعداد هائلة في فرنسا , ووجود اللبنانين أيضاً بأعداد مماثلة في أمريكا وفرنسا وغيرها من الدول الكبرى .
ب ــ وجود الوسائل التكنولوجية الحديثة لتساعدهم على التوسع البحثي حول الشعوب , بإحصائيات دقيقة , لتبرز نسبة الفقر والبطالة والأمية والمثقفين , لتعمل هذه الدول عملية العكس الذي يناسب مصالحها , وأقصر الطرق لا تكون إلا بإذلال الشعوب بالفقر والجهل , أو بغسل العقول بثقافة أجنبية لتساعدهم على بلوغ أهدافهم .
ج ــ التسابق على التسلح , ووجود ترسانة عسكرية مسلحة تهدد بها شعوب العالم الفقيرة الكادحة , كوجود القنابل الذرية والطائرات المقاتلة , ومنع تسلح الدول النامية بهدف ضعفها عسكرياً وتكنولوجياً واجتماعياً .
د ــ الوسائل الإعلامية المتطورة لرصد تحركات الشعوب وصناعة الوسائل الضرورية لذلك كالأجهزة التي تستخدم للتجسس عن طريق الأقمار الصناعية وغيرها .
هـ ــ انتهاز الحروب بوقتها المناسب للسيطرة على الأرض , واحتلالها ووضع من يناسبها من الحكام , لتكون دائرة التحكم أكثر ثبوتاً وأمتن فاعلية .
و ــ إن الحربين العالميين الأخيرين , قد حددت كثراً من السيطرة على الشعوب الأكثر تضرراً , وتم بموجبها انهزام الشعوب وفكرة تقسيم الدول إلى دويلات , كما حدث في ( سايكس وبيكو ) وغرس بذرة الشر في وجود إسرائيل العدوانية وتسليحها بأسلحة تتفوق على أسلحة الشرق الأوسط بأكمله .
ز ــ وأهم فكرة وأعظمها خطورة هي صناعة ( مجلس الأمن الدولي , وهيئة الأمم المتحدة , والنقد الدولي , وحق الفيتو , وسيطرة الناتو .... ) وكل هذه المؤسسات تدور في فلك الصهيونية التنظيمية الخطيرة على كل الشعوب الفقيرة أو الغنية على حد سواء , ثم وضعوا الاتفاقيات والبروتوكولات لتنظيم الشعوب الضعيفة , ومساعدتها مادياً وعسكرياً لتبقى هذه الشعوب مستعمرة وإلى الأبد دون أي خوف أو تخوف منها مستقبلاً , إلى أن ظهرت في الآونة الأخيرة , ما يسمى بالفكر التكفيري أو ما يسمى بالقاعدة , أو ما يسمى بأسماء أخرى مختلفة , وهي كلها صناعة من الدول الكبرى للتخلص على البقية الباقية من أصحاب الفكر المتطرف , ليقتل بعضهم البعض , والدول الكبرى تمدهم بالسلاح بطرق خبيثة , وتوهم الفكر بإعلامها الخبيث أنها عدوة لهذه التنظيمات , بينما هي صديقة لها وتعرف متى تتخلص منها في الوقت المناسب .
وهناك عدة أسباب أخرى لا يتسع الوقت لذكرها , وأشكركم والله يرعاكم .