كيف نساعد الأطفال في ظروف الضيق والنزاعات (2):
كيف يختلف التواصل مع الأطفال عن التواصل مع البالغين؟
الأطفال ليسوا بالغين صغاراً فحسب، وإنّما لديهم احتياجات وقدرات تختلف اختلافاً كبيراً عن تلك المتعلّقة بالبالغين.
ويقتضي التواصل مع الأطفال بعض المتطلّبات التي تتضمّن ما يلي:
• القدرة على الشعور بالارتياح مع الأطفال والدخول معهم في أيّ نمط تواصل ملائم للفرد ـ بالجلوس على الأرض مثلاً ومن خلال اللعب إلخ، والقدرة على تحمّل الألفاظ المعبّرة عن الشدّة والسلوك العدوانيّ، إلخ؛
• القدرة على استخدام لغة وتصوّرات ملائمة لعمر الطفل ومرحلة نموّه وثقافته؛
• التقبّل بأنّ الأطفال الذين مرّوا بتجارب شديدة الوطأة قد يجدون صعوبة بالغة في الوثوق بشخص بالغ غير مألوف. وقد يلزم الكثير من الوقت والصبر قبل أن يشعر الطفل بالثقة الكافية للتواصل بشكل مفتوح؛
• القدرة على التفهّم بأنّ الأطفال قد ينظرون إلى ظروفهم بطرق تختلف عن نظرة البالغين: قد يتوهّم الأطفال، ويختلقون التفسيرات للأحداث غير المألوفة أو المخيفة، ويعبّرون عن أنفسهم بطرق رمزيّة، ويُبرزون مسائل قد تبدو غير مهمّة للبالغين، وهلمّ جرّاً.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




كيف نساعد الأطفال في ظروف الضيق والنزاعات (3):توفير المكان والبيئة الملائمينإنّ انتقاء الموقع الملائم لإجراء مقابلة أو حوار غير رسميّ مع الأطفال يمكن أن يكون ذا علاقة مهمّة بفعّاليّة التواصل.وقد يكون المكان الهادئ ذو المقاعد المريحة والمتلائمة مع الثقافة الخيار الأمثل بالنسبة لمعظم الصغار، رغم أنّ المشي أو اللعب معاً قد يوفّر أفضل فرصة للتواصل بالنسبة لآخرين.
الخصوصيّة يمكن أن تكون مهمّة، لا سيّما عندما تتعلّق المقابلة بمعلومات شخصيّة أو يحتمل أن تكون مؤلمة. وقد يفضّل بعض الأطفال أيضاً أن يصحبهم بالغ أو صديق موثوق.
البيئة التي لا تصرف الانتباه يمكن أن تكون مهمّة أيضاً ـ لا سيما إذا كان الطفل قد تعرّض لبيئة من انعدام اليقين والتغيّر والقلق.
المقعد المريح يساعد الطفل في الشعور بالاسترخاء. وللثقافات المختلفة معايير مختلفة بشأن المسافة بين مقعدي الطفل والبالغ وترتيبهما: على العموم، يعتبر الجلوس على المستوى نفسه ملائماً في الغالب بدون حواجز (مثل المكاتب إلخ) بين الشخصين.



كيف نساعد الأطفال في ظروف الضيق والنزاعات ؟ (4)
مساعدة الطفل في التعبير عن نفسه:
هناك أساليب مختلفة يمكن أن تساعد الطفل في التعبير نفسه.
نبرة الصوت الهادئة يمكن أن تساعد الطفل في الشعور بالأمن، وتُظهر أنّ البالغ متعاطف معه.
الإيماءات مثل هزّ الرأس (أو أي شيء ملائم في إطار ثقافة معيّنة) يمكن أن تشجّع الطفل على مواصلة الحديث.
الدرجة الملائمة من اتّصال العيون تساعد الطفل أيضاً: يختلف ذلك أيضاً باختلاف الثقافة.
الإصغاء باهتمام وإظهار أنّك سمعت ما قاله الطفل ـ على سبيل المثال، يؤكّد تلخيص ما قيل وطلب التوضيح، إلخ، للطفل بأنّك تنصت إليه بشكل إيجابيّ.
إظهار الاحترام لمشاعر الطفل ـ كأن تعكس المشاعر ("لقد جعلك ذلك تشعر بالحزن الشديد/ الغضب"، إلخ). يساعد ذلك في نقل المشاركة الوجدانيّة، أي القدرة على إظهار الاهتمام بحالة الطفل ومشاعره.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي