بسم الله الرحمن الرحيم
كم أعجبني هذا البحث أستاذنا الغالي مصطفى انشاصي , لقد عرفتنا على أمور لم تكن في الحسبان , فأشكرك عليها جزيل الشكر , وأقول:
ليس من الغريب أن يفعل الرجل الأبيض كل أعمال التنكيل والقتل والتخريب وقطع الرؤوس وسبي النساء وبيع الرقيق في شعب أصلي وأصيل من الهنود الحمر , إن المستعمر لا يرحم , لأن أمامه بريق الذهب والفضة والثروات لأرض بكر مملوءة بالنعم والخيرات , ولا أظن أيضاً أن كولومبوس كان يجهل سواحل أمريكا , فلقد درسنا عن رحلته هذه بقصيدة إنجليزية , مفادها , أن مرافقيه هم الذين كانوا يجهلون الجغرافيا , ولقد نصحوا كولومبوس بالعودة لأن زادهم أشرف على النهاية , وخافوا على أنفسهم من الهلاك , لكنه كان متأكداً أن السواحل الأمريكية سيصلها , فكان يرد على معارضيه بعبارة واحدة كررها كثيراً وهو يقول لهم:
) أبحروا أبحروا .sail on , sail on(
لكنه وصل ومن معه إلى الأرض التي تعم بالخيرات , وهذا شبيه جداً بغزو الصهاينه لأرض فلسطين التي تفيض لبناً وعسلاً .
لقد ذاق أهل فلسطين العلقم على يد الغزاة الصهاينة , فإذا اعتبر الغزاة في أمريكا بأن مرض الهنود غير أمراض البشر , فلا ننسى أن الصهاينة بدعايتهم الخبيثة , كانوا يعتبرون أهل فلسطين من نسل القردة , وكانوا يرسمون الرجال بذيول , ليثبتوا للعالم المتحضر بأن أهل فلسطين ليسوا من جنس البشر ولا يستحقون أرض الميعاد كما يزعمون .
وإذا كان سكان واشنطن يحاربون الهنود الحمر بالأباتشي ( الدبابة الطائرة ) فإن الصهاينة ومن والاهم , قد حاربوا أهلنا في كل فلسطين وفي غزة بالذات , بالنابالم والفسفور الأبيض الحارق , ودمروا قرانا ومسحوها عن وجه الأرض ليسكنها شعب يهودي مشرد طيلة دهره , بل قد وهبتهم إنجلترا على يد بلفور هدية ثمينة لشذاذ البشر ألا وهم اليهود .
وإذا كانت أمريكا قد وضعت الهنود الحمر في محميات , فإن الصهاينة , قد وضعوا أهل غزة بمحمية أصعب وأمرّ من محميات الهنود الحمر , والتي يحيطها الصهاينة من كل جانب براً وبحراً وجواً , وفرضوا عليها أقسى أنواع الحصار الإقتصادي والسياسي والإنساني في العالم .
هكذا هو المستعمر البغيض , وأمريكا الإرهابية قد نست نفسها أنها سبقت كل العالم بالإرهاب .
أشكرك أخي مصطفى على هذا البحث وبارك الله بك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه .