عن معاذ بن أنس الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مَنْ تَرَكَ اللِّباسَ تواضُعًا للهِ، وهو يقدِرُ عليه، دعاهُ اللهُ يومَ القيامَةِ على رؤوسِ الخلائِقِ، حتى يُخَيِّرَهُ مِنَ أيِّ حُلَلِ الإيمانِ شاءَ يَلْبَسُها"
رواه الترمذي وقال حديث حسن وصححه الألباني في صحيح الجامع (6145)
وهذا يعني أن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيعفتواضع وصار يلبس مثلهم، لئلا تنكسر قلوبهم، ولئلا يفخر عليهم، فإنه ينال هذا الأجرالعظيم فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، ومن تواضع لله رفعه في الدنيا والآخرة.
وعن إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْبَذَاذَةُ مِنْ الْإِيمَانِ"
رواه الإمام أحمد (27756) وغيره وإسناده حسن، قال ابن الأثير في النهاية (1/110)
البذاذة: التواضع في اللباس، وترْك التبجح به
والحديثان لا يدعوان إلى لبس الرث من الثياب ولا تعارض بينهما وبين حديث "إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يُرَى أثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ" والحاصل أن التّواضع في اللّباس لا يصادم جمال الهيئة ، حيث أن الحديثان نوها إلى مسألة (التواضع لله) ونفهم من ذلك أن الإنسان إذا كان بين أناس قد أنعم عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غيرمحرمة،فإن الأفضل أن يلبس مثلهم لأن الله تعالى جميل يحب الجمال، فإذا كان ترك رفيع الثياب تواضعالله ومواساة لمن كان حوله من الناس فإن له هذا الأجر العظيم أما إذا كان بين أناسقد أغناهم الله ويلبسون الثياب الرفيعة فإنه يلبس مثلهم، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"؛ رواه مسلم (91).
إذا الضابط في الترك هو نية التواضع لله أما الأصل في اللباس فهو الإباحة ما لم يخالط ذلك كبر أو إسراف أو أن يكون لباس شهرة أو أن يكون جنس اللباس مما حرم لبسه كلبس الحرير للرجال أو الألبسة الخاصة بأحد الجنسين التي يحرم لبسها لمنع التشبه بالجنس الآخر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ومَن لبس جميل الثياب إظهاراً لنعمة الله واستعانة على طاعة الله : كان مأجوراً ، ومَن لبسه فخراً وخيلاء : كان آثماً ؛ فإن الله لا يحب كل مختال فخور"
أما لباس الشهرة لمن لا يعرف ما هو؟
لباس الشهرة لا يشترط فيه أن يكون غالي الثمن !! بل قد يكون الثوب البالي إذا كان اللابس يجد غيره مما هو أفضل منه.
عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ الله يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْباً مِثْلَه" . وفي رواية بزيادة ( ثُمَّ تَلهبُ فِيهِ النَّار ) ، وفي رواية أخرى ( ثَوْبَ مَذَلَّة )
رواه أبو داود ( 4029 ) وابن ماجه ( 3606 ) و ( 3607 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 2089 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وتكره الشهرة من الثياب ، وهو المترفع الخارج عن العادة ، والمتخفض الخارج عن العادة ؛ فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين : المترفع والمتخفض ، وفى الحديث " من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة " ، وخيار الأمور أوساطها".
والله تعالى أعلم
نقله أخوكم أبو رند – للفائدةلا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء