كتالوج المقابر!!
كانت رأسى فى الصباح وأنا فى طريقى للعمل أثقل أعضائى
ينوء عنقى بحملها ,لاأعتقد أنه نقص فى النوم بقدر ماكان لأفكار متشعبة متضاربة متصارعة بين الهم المهتم بالغد القادم وماينتابه من غيوم وضباب فى وطنى ونفسى وعملى وأهلى وبين الرغبة فى اليقين بأنه ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن ,
والمركبة على غير عادتها كانت مقاعدها الخالية اكثر من المنشغلة بالقاعدين,
واذا بعجوز تحمل فى وجهها بسمة طفل برئ تجذب النفس للنظر اليها حتى استجابت المشاعر فجعلتها تترك كل المقاعد الخالية لتأتى الى جوارى وكأنها رسالة فى وقت هام,
فى يدها تحمل كيسا وكتالوج
ظننته للوهلة الاولى فحصا طبيا لكن الزهور المرسومة على غلافة غيرت وجهتى وجعلتنى أكثر فضولا لتعميق النظر اليه
فاذا هو دليل لبيع المقابر
كانت المقابر فيه موزعة بانتظام بديع وحولها الزهور والخضرة
وتصاميم رخامية جديدة لمقابر فاخرة !!
كل الأفكار قد تبددت
هالنى حالة الاعجاب بهذه السيدة العجوز وهى تدرك أولوياتها وتعمل لها
عاود الفكر صراعه من جديد
من سيموت أولا أنا أم هى؟
وهل شهداء عالمنا الواسع على تراب أوطاننا المحتلة منها أو المستباحة قد فاتهم شئ من أعمارهم ؟!!
دخلت أفكارى أحد هذه القبور الفاخرة وتساءلت هل سيكون داخلها أفضل من خارجها؟!
قاربت المحطة على الوصول
لملمت حقيبتى
تسارعت خطواتى نحو النزول متسائلة هل تغير همك بالمستقبل ؟!