سأروي لكم ما جرى في مدينة كهرمان مرعش.. وكان سببا في غضب الشباب والأهالي الأتراك الطيبين.. ما أدى إلى انفجار عارم على السوريين .. فقاموا بتحطيم السيارات السورية.. والمحلات والمطاعم السورية ايضا. وبتنا اليوم نخاف الذهاب إلى السوق والحدائق والجوامع .
__ حكى لي رجل تركي معلم مدرسة.. أمه عربية يتحدثان العربية.. ومتزوج من جامعية سورية أيضا.. قال:
في تركيا ثقافة إسلامية تختلف جذريا عن ثقافتكم في بلدانكم العربية .. قلت له: كيف ذلك؟ وهل الإسلام يختلف من بلد لآخر؟.. قال نعم.. وروى لي ما شاهده وسمعه من صديق له أحد رجال البوليس.. قال:
__ أعداد كبيرة جدا من الشباب السوريين.. دائما يدورون ويهيمون في الشوارع والأسواق والساحات والحدائق.. بلا عمل.. تركوا بلادهم خوفا من الخدمة العسكرية( النظامية.. أو الحر).. أمهاتهم وأخواتهم يعملن في أعمال ما.. لتأمين أجار البيت والمصروف.. بينما هم يتمددون في مروج الحدائق العامة.. ويتركون المقاعد فارغة.. وهذا ممنوع هنا.. ثم يقومون بملاحقة النساء والبنات التركيات ( سافرات أو متحجبات).. ويضايقونهن ب( التلطيش).. الذي لا تعرفه من شباب الأتراك ابدا.. وحين تكون معه أسرته وأهله.. تجده وحده معروف أنه رجل أو شاب.. أما الباقي فمجموعة من الأعمدة السوداء من الرأس إلى القدمين..
__ إنه لم يحتمل مشاهدة النساء تمشي بحرية في الشوارع.. مكشوفة الوجه.. أو الرأس والصدر .. واعتاد عاى مشهد أمه وأخته وزوجته .. كتلة سوداء فقط.. فظن أن النساء في تركيا مستهترات بشرفهن وكرامتهن.. ودينهن.. بسبب نوع اللباس.
__ حين تكررت ملاحقتهم للبنات والنساء.. فاض كيلهن.. فصرخن وزعقن وشتمنه وأهله وبلده وتربيته.. بالتركي..وأقدمت واحدة بالضرب.. وخلال أقل من دقيقة كان الجندرمة يقبضون عليهم .. ويهدئون البنات ويأخذون الجميع إلى الكراكون..( المخفر). وهناك تم الاعتذار للبنات.. لكن لم تقبل البنات بالاعتذار.. و طلبن تقديم شكوى للمحكمة.. خلال هذا الوقت القصير .. قدم موظف الكراكون .. ضيافة ماء غازية وبسكوت.. فأكل الشباب وشربوا وكان الوقت قبل المغرب بساعة ونصف.. لكن البنات التركيات .. رفضن الضيافة .. قائلات للضابط.. نحن صائمات.. فكيف تقدمون ضيافة لمن آذى بنات مسلمات في رمضان؟؟ فقال الضابط: بارك الله فيكن.. نحن فعلنا هذا لنكتشف مدى تمسكهم بدينهم.. و لنعرف كيف رباهم أهلهم .. وعلى اي دين..
__ أوصل الضابط البنات إلى بيوتهن.. وحبس الشباب في السجن.. وكلهم من حلب..
__ لكن لم تتوقف الملاحقات والمضايقات.. تكررت عدة مرات يوميا.. وحين لم يتدخل البوليس التركي بشكل قوي ومباشر.. شكت النساء للأهالي وخاصة أخوتهن.. فقرروا التجمع يوم عطلتهم.. الأحد.. في الساحات والأسواق.. وهاجموا جميع السوريين ومحلاتهم ومطاعمهم.. وسياراتهم.. ليمنعوا الشباب المستهترين من التعدي على حرياتهم وشرفهم وثقافتهم الإسلامية الإنسانية.. وليطردوا من بلادهم تلك المجموعات من الهمج والمتوحشين.. والأفاعي والعقارب.
__ ليس في الأمر أي سبب سياسي.. فأهل مرعش كلهم يعشقون أردوغان.. وحزبه.. ويحبون السوريين لحبهم له.. هو شعب طيب وبسيط ومؤمن بدينه ويحب الله ورسوله .. ويحبوننا لأننا مسلمون.. هم يصلون العشاء وينامون.. لم يعتادوا على الضجة الصادرة من المحلات السورية.. حتى يقرع المسحر طبله.
منقولة