رجل ثري غني، صاحب مال، من كبار تجار الأراضي ،تزوج من أربعين سنة ، كان يحكي لي هو بنفسه، طوال خمسة عشرة عاماً من زواجه لم ينجب ،بحث في كل الأسباب ، طرق كل الأبواب، أتى جميع الأطباء ،دخل كل المستفيات، يريد قبل أن يموت أن يسمع كلمة " يا أبي " .
لكن أراد ربك عز وجل غير ذلك .!
انفق مالاً كثيراً ولا أولاد له .
يقول لي : وفي مرة من المرات بعد أن تعودت وتأقلمتُ أنا وأمرأتي أن لا أولاد ، عشت أنا وهي في بيت واحد ، وفي مرة من المرات كنت أبيع و أشتري في قطعة أرض ، وحولي التجار أمام المنضدة ،معنا العقود الحقائب فيها الأموال ، والتجار حولي من كل مكان .
فجاء طفل صغير ، وهو إبن لأحد التجار الجالسين معنا ، فلما وجده أبوه فرح به وسرَّ به ومازحه ولعب معه ووضعه على الأرض ، ثم نظر هذا التاجر إليّ وانا محروم من الولد وهو لا يدري ، ثم طبطب على ظهر ولده ونظر إليّ ، وقال لي بنفس العبارة ( تعرف تجيب عيل زي ده ؟؟) .
يقول صاحبنا : نزلت الكلمة على قلبي كالرعد،, انشقّ لها قلبي ، أظلمت الدنيا في وجهي ، نسيت الأموال ،نسيت التجارة ، نسيت العقود ، نسيت كل شيء ، وكنتُ حزيناً كئيباً .
سرتُ هائماً ربع ساعة لا أدي أين أسير ، الساعة الحادية عشر ليلاً ، سرت ربع ساعة فإذا أنا أفيق في مكان موحش عن يميني أرض زراعية وعن يساري مقابر ، ودموع تنزل على وجنتيَّ وانا انظر إلى السماء ، وترن في أُذني كلمة ذاك الرجل " تعرف تجيب عيل زي ده ؟؟" .
فإذا بي أرفع يدي إلى السماء في تضرع وانكسار وافتقار إلى الله - جل وعلا- وقلتُ : " يا رب أنا مقدرش , إنما أنت تقدر , يا رب أنا عاوز ولد وبنت " والدموع تبلل وجهي ..
يقسم صاحبنا بالله أنه ما مضت تسعة أشهر إلا وجائت البشارة ، ورزقه الله - جلّ وعلا - بالولد والبنت .
قل يا رب من قلب صادق
إن كنت تريد- فقل يا رب
تريد ولداً -يا رب
تريد زوجة - يا رب
تريدين زوجاً - يا رب
تريد تفوقاً - يا رب
تريد مالاً - يا رب
تريد دنياً - يا رب
تريد آخرة - يا رب
قل من قلب صادق ( يا رب )
ما خاب من قال يا رب