للرواية صوت واحد وهو الراوي, ونظرة أحادية وهي عقيدة الوحدة التي ظللت النص بأفيائها الرائعة, وخاصة الرغبة بذلك , والتوق إليها بعد غياب هذا المصطلح من خلال الظروف المحبطة حولنا, و بكل التفاصيل الفكرية الخاصة بها, لكنها اخفتت الزوايا الفكرية الاخرى وتظهر الشخصيات الاخرى وكأنها هلامية الحضور باهتة القسمات في السرد, وكأن الكاتب يريد أن يمرر لنا حقيقة واحدة ويخصص لها الحصة الكبرة رغم أنها تستحق, فيقول مامعناه:أن لا خيار ولابديل عما نقوله.
تلفت نظرنا فقرة هامة يقوم حولها سر الفساد وقد اصاب الكاتب تماما:
ما أحزنني فيها, هي قصة العجوز و جفيدتها اليتيمتين ,أما الآغا محجوب ,فلم يكن مستغربا ان يفعل ما فعله ,وأنت تعلم كم هي الروابط المصلحية سائدة في عصرنا. ص 429
نعم يبلغ نجاح الراوية الاوج عدننا يتقن المؤلف عرض أفكاره وقد استطاع بقوة حقيقة ,خاصة في كفاح البعثيين للوصول لغايتهم ومركزهم المعروف مجتمعا وأنهم الطليعة للمجتمع.
نجدها متجسدة في كثر من زوايا الرواية مثال:
لا نجد نحن القوميين ,مسوغا للحكومة تمنع عنا إصدار صحيفة قومية حرة, تسعى إلى تكوين رأي عام حر. ص 235
وتلفت النظر أبيات تظهر بعض حيرة في أفكار الكاتب لا مسوغ لها: ص 228
في اللاذقية ضجة= ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق=وذا بمئذنة يصيح
كل يمجد دينه= يا ليت عمري ما الصحيح
وحتى ص 223 تحوي أفكار هامة لافتة ,تجمع السوريين ولا تفرق.
وسؤال مؤلم لم نعد نجد له ردا:
هل نحن مستقلون ؟,وهل نحن سارون في طريق الوحدة العربية؟
سؤال كبير يجمع كل الرواية ولاند له جوابا. .ص 202
السرد كان مباشرا وخاليا تقريبا من التأويلية والدلالية, كانت الأفكار معروضة بوضوح كبير, ربما هذه طريقة خاصة بالمؤلف ليس لنا عليها سلطانا, وربما اقتضت الفكرة ذلك, ورغم ذلك فالجمل الموحية أكثر بلاغة وقوة عموما.
أهنئ الكاتب من جديد لمشروعه الرائد الذي لم يعد أحد يفكر فيه في عصر الشرذمة والتفرق.
ريمه الخاني 7-2-2014