يا أيها الأخ الفاضل يوسف
من كتابنا قصة حياة مدينة
في مدينة صغيرة من مدن العراق كبيرة بأهلها وعشائرها ويغفونهرالغراف بين أحضانها هادئا جميلا فيسقي أرضها المعطاء لتعطي ساكنيها ما طاب منثمار وحبوب وخضروات فهي إحدى أكبر مدن محافظة واسط. مدينة عريقة ولها تاريخ معروففي مقاومة الظلم واستبداد النظام يحتل الموروث الشعبي والصناعات الفلكلورية أفقاواسعا فيها ولها الكثير من الإسهامات الثقافية والفنية والإجتماعية وحتى السياسيةفي تاريخ العراق الحديث وفيها الكثير من العوائل العريقة ويسكن حولها مجموعة خليطمتجانس من العشائر العراقية الأصيلة من عشائر وائل ومياح والسراي من ربيعة وزبيدوالدلفية وبني تميم وخفاجة وعنزة وآل غريب وآل بدر وبني عقبة وقبائل أخرى.يقسمنهر الغراف المدينة إلى قسمين قسم المدينة الذي يوجد فيه كورنيش جميل على ضفافالنهر وقسم البساتين التي تسمى الكرادة في ضفتها اليسرى يمتد شريط طويل منالبساتين العامرة في الجانب الغربي لنهر الغراف فيها مجموعة من البساتين التي تكثرفيها أشجار النخيل وأنواع الفواكه الأخرى.أرضخصبة ومياه عذبة وموارد بشرية مبدعة وكفوءة وأمة تنتج أكثر مما تأكل مستلهمين حديثالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعافيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان به صدقة). ولقدإختلف المؤرخون في تحديد تأسيس هذه المدينه وتضاربت أنباء نشوءها فيقول صاحب كتابأربعة قرون من تاريخ العراق لونكريك أنها أول مدينه نشأت على نهر الغراف وأننهرالغراف قد تم حفره في زمن أحد الملوك السومريين ليؤسس فرعا من نهر دجلة لأحياءالأراضي الممتده شمال عاصمته. وأقدم تاريخ ذكر لهذه المدينة هو عام 1500مو جاء في تقويم الفرج بعد الشدة أن بعض عشائر ربيعة ومياحتمردوا على السلطة عام1122هـ/1710م فمضى الوزير حسن باشا لقمع تمردهم.وورد في رحلة جاكسون وهو أحد الرحالة الهنود أحد موظفي شركةالهند الشرقيه والذي كتب عن مراحل رحلته عام 1797م متتوجها من البصرة نحو بغداد عنطريق نهر الفرات ثم نهر الغراف والى دجلة صاعدا الى بغداد: (وفي الثالثة بلغناالحي والتي أخذ النهر إسمه منها ( تقع االمدينةعلى الضفة الشرقية من النهر وتعدمدينة صغيرة وهي محاطة بسور طيني ولكن سكانها كثيرو العدد بالنسبة لمساحةالمكان،). *وجاء في مباحث عراقية إن نعمة الله بن يوسف الخوري عبودغادر البصرة في 25 صفر عام1225هـ 1810 م بطريق شط العرب فالفرات فالغراف ثم إجتاز.... والكوت.ويقولالمؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني أن مدينة الحي أسسها آل خان صاحب النفوذ فيهاعام 1232 هـ ـ 1816 م بعدالحرب العالمية الثانية توسعت المدينة فأصبح بها عدة محلات منها محلة العرب ومحلةالسراي إلى حدود ثانوية الحي وساحة عبيد علي شمالا في محيط كيلو متر مربع تتوزعفيه دوائر المالية والبريد والطابو والشرطة والمركز الصحي ومدارس للبنين والبناتودور سكنية للموظفين وإسالة ماء وكهرباء.تقع في الجانب الغربي من المدينة منطقة الكرادة فيها شارعرئيسي يمتد من شمالها إلى جنوبها محاذيا للنهر يقطنها جنيس مختلط من الناس بعضهمتربطهم القربى والآخر تربطهم روابط الجيرة والمهنة يعيشون في بيوت وسط بساتينهمبالقرب من النهر.
تتكونالبساتين من عدة أنواع منها الخاصة ذات مساحات صغيرة ملتصقة بالمساكن يزرع فيهاأنواعا مختلفة من الأشجار في ممتلكاتهم فيزرعون الأشجار الظليلة للحماية من الشمسوأشجار الزينة للتجميل وقد يزرعون الأشجار كمصدات رياح ويستمتع كثير من الناسبوجود أشجار الفواكه في حدائقهم لتمدهم بالفاكهة وتوفر لهم الظل والجمالوتُعدالأشجار ذات التيجان المورقة من أحسن أشجار الظلّ كما تُعد الأشجار ذاتالأزهار الجذابة من أشهر أشجار الزينة وتُزرع الأشجار ذات الأوراق الإبرية كأشجارزينة في أنحاء كثيرة من العالم كما أنها تستعمل مصدات رياح جيدة وكذلك الأشجار ذاتالأوراق العريضة وفي المناطق ذات المناخ الدافيء فيزرع كثير من الناس أشجارالحمضيات ويجب ألا تزرع الأشجار ذات الجذور المنتشرة بالقرب من المنازل لأن الجذورقد تضر بالمصارف والأساسات أو تسدّ أنابيب الصرف الصحي.ومن أنواع البساتين الأخرى هي التجارية وتزرع على مساحاتكبيرة من الأراضي وتختار أرضها بعناية بحيت تكون ذات أتربة رملية وقريبة من مصادرالمياه والأنهار من أجل السقي وقريبة من القصبات والمدن من أجل التسويق ولكي تنموالأشجار بطريقة جيدة يجب أن تكون الشجرة ملائمة للمنطقة التي تُزرع فيها والأشجارالتي تُجلب من مناطق بعيدة يجب أن تُزرع في المناطق ذات المناخ المشابه لموطنهاالأصلي فقط لأن لها خصائص معيّنة تجعلها تنمو في أقاليم دون أخرى فعلى سبيل المثاللا تنمو أشجار المناطق الباردة في المناطق الإستوائية. ولقد زرع أصحاب البساتينالفاكهة وتقسم الفاكهة إلى أربعة أقسام الفاكهة الحلوة كالموز والخرما والتينوالعنب والتمر والفاكهة الحامضة وهي البرتقال والاكيدنيا والكيوي والأناناسوالفريز والكرز والرمان والقسم المسمى نصف حامض فيشمل كل ما تبقى من فاكهة والقسمالأخير البطيخ والشمام .حينزراعة بستان الفاكهة تختار قطعة الأرض وتحاط بحزام من أشجار السرو أو اليوكالبتوسأو أشجار التوت لتكون مصدات للرياح والتربة بالإضافة إلى أغصانها التي تباع كأخشابلصناعة المحاريث ومسقفات للبيوت وغيرها. ولورق أشجار اليوكالبتوس فوائد صحية لرشحالأنف الشديد وأعراض الإنفلونزا فنأخذ عددا من أوارق الكالبتوز ونضعه في قدر ونضيفإليه مقدارا من الماء ونغليه جيدا ثم نبعده عن النار نقرب وجه المصاب من القدرمسافة30سم بعد أن يغطى الرأس بقطعة قماش بحيث يصبح البخار المتصاعد يتوجه إلىالوجة مباشرة فيقوم المصاب باستنشاق البخار المشبع برائحة أوراق الكالبتوز بأنفهوفمه وغلق عينيه لمدة خمس دقائق بعدها يرفع الغطاء ويمسح الوجه وتخرج أوراقالكالبتوز وتعصر لإخراح الماء منها ويحفظ في مكان بارد ويستخدم كقطرات في الأنفثلاث مرات يوميا وسيشفى المصاب بإذن الله. فمن يعرفها؟ المؤرخ حسون حسن الشيخ علي