ماذا لو أرادت أمريكا ومن ورائها قوى السوق الكونية منح قبلة الحياة - فعلا لا مُزايدة - لدولة العسكر المُحتضرة، ساعتها تستطيع أمريكا مثلا دفع حليفتها الاستراتيجية في المنطقة وشريكتها الوفية في تنفيذ الاستراتيجيات الأمريكية المتعاقبة لاصطناع توتر ما على الحدود مع مصر..تعقبه مناوشات، تدق على إثرها طبول الحرب، ثم لا يلبث وطيس التلاسن بين القيادات - المصرية من جانب والاسرائيلية والأمريكية من جانب آخر - أن يحمى، وينشب على الأرض صراع مُسلح، يمنح قيادتنا الحالية نصرا ولو محدودا، تنفخ فيه الميديا العالمية والاقليمية والمحلية فتصيره نصرا تاريخيا غير مسبوق. تخرج الجماهير الساذجة للشواع تهتف بحياة دولة العسكر وقادتها، بل وتمنحهم تفويضا أبديا. السياسة الخارجية الأمريكية إختراع ياكوتش! نصبت أمريكا لنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سيركا، الفرقاء عندنا يجتهدون في أداء حركاتهم البهلوانية، بينما السيد الأمريكي يجلس مسترخيا، مراقبا لملهاة اصطنعها، مادا قدميه في ثقة وتبسم..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي