قصة محمد عليه الصلاة والسلام
د.ضياء الدين الجماس
مرحلة الشباب حتى البعثة (3)
مِنْ كَــدِّه كسبُه يرعى لـمستكفٍ ... والـمال من حِلِّـــه يأتي بـما يكفي
"فِجارُ" من ساحة للحرب تعرفه..."حِلْفُ الفضول" بدا من نوره يضفي
كلاهما شاهد حقاً شهادته ... شبابه حافل والحرف لا يـخفي
رهبانـهم عرفوا حقاً نــــُبُـــوَّته ... ملامح جهرت بالنور والعُـــرْفِ
أخلاقه عُــرِفَت نبراس شامـخة... أمينهم صادقٌ للضيف لا يـجفي
والبيتُ يعرفه والود يـحفظه ... جلَّت عبادته للعلم يستقفي
"خديـجة" خطبت تبغي حصانتها... شبَّاً له سـمةٌ بالصدق يستكفي
في خِطْــبة نجحت جلت فراستها ... تاجٌ زواجهما للفرج يستعفي
في رحلة بدأت بـحثاً لبارئه ... والفكر شاغله والقلب في الجوف
فراح مُعْــتـــزلاً "حِرَاءُ" صاحبه ... يعلو به أفقاً في الوصل يستحفي
جبريل عانقه و"اقرأ" له نزلت ... فعاد مرتعداً من شدة الخوف
قالت له زوجه لا تبتئس أبداً ... والله لن تُـخْزَيَنْ بُشْراكَ بالحرفِ
فالوحي ذا شرف والله يُرسِلُه .... بشرى لـحامله رقيا لـمستَشْفٍ
فراح في دعوة سراً ليسترها ... حتى علَتْ لاحقاً بالوحي يستوفي
مَنْ آمنوا قلةٌ من زوجةٍ دَعَمَت ... بو بكر لاحقها والكل يستخفي
عليُّ أصغرهم يبدو كأكبرهم ... فكان رائدهم يصول في الغَرْفِ
عثمان أيدهم إسلامه مدد ... نوران مَعْلَمُهُ يــــمناه في الصرف
واشتد ساعدهم وجاءهم عُمَرٌ ... فصار في عَلَنٍ يدعو بلا خوف
والحمد لله رب العالمين
واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
د.ضياء الدين الجماس
الهجرة وولادة الأمة (4)
هاجَرْتَ طوعاً (بأمر الله) مؤتَـمَراً .... تذرو التراب على رأسٍ بـما اختَمَرا
ياسين تثبـُرهم، غشَّتْ لـهم بصراً....والسمع في صمم وحكمُهم صَدَرا
لـهجرة من ديارٍ دُبِّــــرَتْ لكما ... كيداً لقتلكما، وخابَ من مَكَرَا
هذا الحبيبُ وصاحبٌ له خَرَجا ... مُسْتَـمْسِكَيْن بِـعُرْوة بـها اقتدَرا
نِعْمَ الحفيظ لصاحبين إنْ هَجرا ... إذْ صار "ثورٌ" حِمَى حفظٍ ومُسْتَتَرا
أحسَّ صاحبُهُ حزناً ألَــمَّ به ....على الرسول من الطغاة ما ظهرَا
ردَّ الـحبيب مُـعَلِّماً لصاحبه..."الله معْنا فلا تـحزن" ، وقد صبَرا
في غارهم مَكَـــثا مُهاجِرَيْنِ له .... فصار مأوى الهدى فيما له ائتمَرَا
ويثربٌ هـدفٌ جَلَّت مقاصدها ... كدولةٍ وَجَبَتْ، وكم لـها انتظرا
نامت عيون العدا فيما له رصَدَت ... هذا عليٌّ بــمرقدٍ لــــه وَقَرا
لـما استبان لـهم بأنـهم خُدِعوا .... سِرْبا خيولٍ من الفرسان قد نَفَرا
والعنكبوت بَنَتْ بيتاً على عَجَلٍ ..ستراً لـِمَنْ دخلا حصناً ومن نَصَرا
حَــمامَةٌ هبطت لبيضها وضَعَت ...كانت لِمن وَفَدا حِرْزاً ومزدَجَرا
سِرْبان لو دخلا في الغار لانبهرا...زاغت عيونُـهما زوغاً وَما نَظَرا
في الغار كون ولم يرَوْا معالـمه ...لا يبصرُ الكَونَ فَجَّارٌ وقد كَفَرَا
قال الإله فيا أهلاً بـمكرمة ... يا خير من وفدا عليَّ وانـــتَــصَرا
أقسمتُ لن يصلا إليكما أبدا.... يا خير من خَــلَــــقَتْ يدي ومن هَجَرا
واسم الحفيظ تـجلَّى حافظاً لـهما....فكان نصراً بدا في اللوح مُسْتَطَرا
في البيت والبَيْض آية كما ظهرت... عاشا لربـــــهما ذِكْراً وما فَـــتَــرا
في غارهم بُنِيَت صروح أمتنا ....والله ينصر من لِدينه اعتمَرا
فيها الصحائف من عُلاه نازلة ... دينٌ سرى بـهما في الخلق وانتشَرا
وطيبةٌ بـهما صارت منورةً ..حيي الصلاةَ بـها والقلبَ إنْ حضرا
محمدٌ خير خلق الله كلهمِ .... وحبه قد مضى في القلب واستَطَرا
والحمد لله رب العالمين
واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
د.ضياء الدين الجماس
تأسيس الدولة حتى الفتح (5)
حَــطَّ الرحالَ وداسَتْ طيبةَ القدَمُ... ودينه الـحُبُّ والـميزانُ والقَلَم
وكان أوَّلُ حِرْز في سياسته .... بناء مسجده ، يعلو به العلم
آخا نفوساً بدت في الله وحدتـها... لا فرق في دمهم عُرْبٌ كما العجم
فالدين مشربـهم يـجول في دمهم ... والشرك فرقهم لصَرْحه هَدَموا
أما اليهود فقد قامت معاهدة .... خانوا أمانتها، لروحها قضموا
يا نعم دولتهم قامت على أسس ... بصرحها شمخوا أضحت كما حلموا
بالفتح أيدهم والله ناصرهم ... والعدل رايتهم حقاً وما ظلموا
في بدرهم ظفروا أولى معاركهم... إيـمانـهم ظافرٌ بصدقهم غنموا
ردوا الغزاة دفاعاً عن مدينتهم.... كانت لـهم "أحُدٌ" درساً وما انـهَزَموا
أحزابهم جـُمعَتْ وخندقٌ حفرت ... والله شتتهم بالريح فانقصموا
ومكةٌ فتحت والناس شاهدة.... من بابـها دخلوا سِلْماً وما نقموا
وحطموا صنماً طهراً لكعبتهم.... صلوا بـــها حِلَـــقاً بدينهم سلموا
أخ كريـم علا والله ناصره ... فأطلقَ القومَ، من أخلاقه الكرم
أحرارُ طابعُهم لقيدهم كَسَروا ... للناس شعلتهم بادت بـها الظلم
في العالـم انتشرت شمساً عقيدتـهم ...فباد طاغوته وزالت الطُّـــغَـــم
والحمد لله رب العالمين
واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم