صبر أيوب عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
في نعمةٍ لَبِسَت عبداً وأسرتَه ... إنفاقُهُ نَــهَـرٌ في السر والعلـــن
موج له مَرَجٌ يزدان في ذهبٍ...ومالُه غَـدق يجري من الـــمهـــن
لا يرتضي أبداً نوماً ولا كسلاً ...يقتات من يده خوفاً من الـمـحن
والدار فارهة تُكسا بأردية ...والعلم ديدنه نــهجٌ من الســـنن
لله دعوته يزهو بـها نضِراً ... يزداد من ولد عزاً بلا مِنَــن
توحيده خالص نَــقَّـى عبادتَه ... بعداً لزائغةٍ ، بعداً لذي الوثَـن
في مـحنة رويت حتى غدت علَماً ... واختطها قلم صبراً على الفتن
أيوب من بطل في صبره ضُرِبَتْ ... أمثالُ بارزةٌ تروى لـمُفْتَـتَن
لم يبقَ من ماله شيء ولا ولد... والداء يُـجهده في الجِلْدِ من دَرَن
والناس تنبذه حتى قرابته ... من ريـحه هربوا رعـــــباً من النتن
زوج له حفظت تبغي محبتــــه ... من كدها نصبت في جهدِ مـُمْتَحَن
هذا وقد زهدت تقتات في جَلَد ...أغاظه عملٌ أعيــاه في شَــــجَــنِ
لما درى أسِـفاً ألقى بـها قسماً ... ليضربنْ مئــةً ســــوطاً بـممتهن
لم يبقَ من أحد إلا الدعاء له ... فالكل يهجره والجسم في وهـن
في ظلمة حلكت نادى بدعوته ... "قد مَسَّني ضَرَرٌ" والحال في زَنَن
ناداه بارئه إني عجبت لكم ... صبرٌ بلا ضَجَرٍ في سر مؤتـَمن
فابشر بمنبعنا شرباً ومغتسلاً ... في الأرض نفجره يشفيك من أنن
فراح في قدم ضرباً بتربتهاً... والماء باردة شافته من عَطَـن
عاد الشباب له والزوج واجفة ... ما عاد تعرفه في الدار والوطن
طوبى لزوجته تـختال في طرَبٍ ... والعشرة انتعشت عادت إلى الـمَتَـنِ
فتوى له نزلت تكفيه عن حنث ... ضِغْــثاً بقبضته ضـرْباً بـمرتـهن
في نعمة فَـــرِحَا والله مُنْعِـمُها.... والسعد كلَّلها والزوجُ في زفـــن
صارت كموعظة وعظاً لذي كُرَبٍ ... إن عزَّ ناصره أو دارَ من زمَن
والحمد لله تعالى