منذ زمن طويل جدا ( يعني و انا طفلة) قرأت في مجلة العربي قصة عنوانها القطة ..
تحكي القصة عن سوق مزدحم بالناس فجأة وقف رجل في وسط الزحام و صرخ : أنا ... توقف الجميع ليستفهموا .. فقال لهم : أنا ..
أمرهم ان يتسمروا في أماكنهم لا يتحركون قيد أنملة . فعلوا ما طلبه منهم.
طلب منهم أن يرسم كل منهم دائرة حوله .. البعض يملك قلما أخرجه و رسم الدائرة.
البعض ليس بيده قلم .. أمرهم أن يرسموا الدائرة بأصابعهم .. ففعلوا
أمرهم ألا يغادر أحد دائرته مهما كانت الظروف
ووقف الناس
في البداية تساءلوا فيما بينهم عن هذا الرجل الذي يقيد حريتهم و لكن بصوت مكبوت ثم ساد الصمت بينهم
بعد ساعات من الوقوف الطويل المضني جاءت قطة و تجولت بين الدوائر بحرية و خرجت من دائرة هذا إلى دائرة ذاك دون أن تعبىء بأوامر الرجل .
(انتهى هنا ما أتذكره من القصة التي لم أفهم مغزاها في ذلك الوقت)
بعد الأزمة السورية التي عصفت بالعالم بأجمعه فهمت كيف بمقدورنا أن نفتح الآفاق الرحبة لعقولنا أو نغلقها .. كلما زاد التزامنا بمفرزات الحضارة الإنسانية كلما ابتعدنا عن فهمنا لدواخلنا و إدراك أهمية حرياتنا