يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ

[عدنان كنفاني]

يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ
صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ

أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٍ يُتَاحُ
كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا

فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ
وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ

يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ
وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ

في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ
أهـلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّـدَتْنا وَالسَّـمَاحُ

وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا
يا شَـامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ
الشاعر سعيد عقل

[عدنان كنفاني]

رحم الله شعراء الحكمة العرب، فقد قال الشاعر معن بن أوس المزني:
أعلّمهُ الرماية كلّ يوم......فلما اشتدّ ساعِده رَماني
وكم علمتُهُ نظمَ القَوافي......فلما قالَ قافِيةً هَجاني

وقال زهير بن أبي سلمى:
سئمتُ تكاليف الحياة ومن يَعِش......ثمانين حولا لا أبالك يسأمِ
ومن لا يُصانِع في أمورٍ كثيرةٍ......يُضرّس بأنياب ويوطأ بمنسَمِ
ومن يجعل المعروف من دون عرضِهِ......يَفِرهُ، ومن لا يتقِ الشتمَ يُشتمِ
ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ......يَكُن حَمدهُ ذمّاً عليه ويندمِ
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ......وإن خالَها تَخفى عن الناسِ، تُعلمِ

[أبو فراس]

سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،** كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا ** لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِـري ** و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
نُقلةٌ في الـزَّهـرِ أم عندَلَـةٌ ** أنـتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَةً ** كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ