الإخوة الأفاضل الكتاب
حقيقة يبدو أن كثيرين منكم لا يتابع الأخبار جيداً أو لديهم مصدر واحد ولا يوجد تنوع في المصادر لاستقاء المعلومات، والمفترض أن أي مهتم عادي أن يبحث عن مصادر متنوعة يستقي منها معلوماته ليقارنها فما بالك إن كنت تحترق على أمة ووطن مثلكم مع حسن الظن بكم؟! فالأولى أن تبحث عن الحقيقة حتى لا تبقَ المقالات نفس المضمون والكلمات والفكرة!
يُفترض في مَنْ يكتب أنه يحترق على الحق الفلسطيني الذي يضيع وعلى الأمة كلها، ولكن كثير من الكتابات لا تخدم لا مصلحة فلسطين ولا أي قطر من أقطار الوطن ولا مصلحة الأمة! إنه نفس الخطاب الاستئصالي الإلغائي التفريقي المعادي فقط للإسلام والمسلمين وغير باحث عن حقيقة أو عن مصلحة الأمة، ألا يوجد لديكم شيء غير الجماعات التكفيرية والإرهابية والوهابية وحتى الإخوان المسلمين أنفسهم أحد الكتاب جعلهم وهابيين وتكفيريين! كل الإسلاميين عملاء لأمريكا والعدو الصهيوني وكأن الإسلام لا ينتج إلا عملاء لأعداء الأمة؟! مش هيك الكتابة مش هيك! الكتابة والحرص على مصلحة الأمة لا يكون بهكذا خطاب تمزيقي مثير للكراهية والعداء والأحقاد بين مكونات الأمة على اختلافها، لو كنت من أنصار الخطاب التفريقي والاستئصالي ولست حريص على وحدة الكلمة والصف والموقف كنت ضمنت هذه المقالة القصيرة معلومات مذهلة عن الأنظمة وأولئك الذي تعتبرونهم أبطال إفشال مخطط (الشرق الأوسط الجديد) عكس كل ما تكتبونه، أنتم كل ما تقولونه عن عمالة تلك الجماعات الإسلامية مجرد أوهام واتهامات بلا دليل لأن الذين يزورون أمريكا والكيان الصهيوني ويتواصلون معهما هم الأطراف الأخرى التي تصورونها حامية حمى الديار والأوطان وأبطال إفشال مخطط (الشرق الأوسط الجديد)!
يا جماعة تأملوا وتفكروا وتدبروا:
الذين يدعمون المعارضة والجماعات التكفيرية والوهابية والإرهابية في سوريا حسب خطابكم السياسي هي دول التخلف والرجعية العربية المرتبطة بأمريكا والعدو الصهيوني وتقود تنفيذ (مخطط الشرق الأوسط الجديد) في وطننا، وهي: السعودية وقطر الوهابيتين وبقية دول الخليج العربي باستثناء الإمارات في الموضوع السوري! ونفس تلك الدول باستثناء قطر في الموضوع المصري علماً أن قطر لم تسحب المنح والدعم المالي بالمليارات التي كانت قدمتها لدعم الإخوان أو الرئيس محمد مرسي ولا أوقفت ضخ النفط لمصر حسب الاتفاق مع مرسي، تلك الدول هي نفسها التي تدعم النظام الحالي في مصر الذي من وجهة نظركم يعمل بل أفشل مخطط (الشرق الأوسط الجديد)، وسيعيد مصر إلى حضن الأمة وسيحرر الأوطان والأراضي المحتلة ويقطع دابر أمريكا والعدو الصهيوني نهائياً، وذلك ما نتمناه ان يحصل!
وفي الوقت نفسه مفترض أن الجماعات التكفيرية والوهابية والإرهابية المنتشرة في سيناء التي تسيرها دول تقصدون بها أمريكا والعدو الصهيوني والتي هي نفسها التي تنفذ مخطط (الشرق الأوسط الجديد) من خلال سورياً مدعومة من تلك الدول الرجعية عميلة أمريكا والعدو الصهيوني؟!
ولا تنسوا أن السعودية تقود الآن حملة تهديد لأوروبا وغيرها تحذر فيها الدول من اتخاذ أي قرار لمعاقبة أو ممارسة ضغوط على الحكومة الحالية في مصر لإعادة الرئيس محمد مرسي للحكم، وقد رضخت أوروبا لذلك بعد أن غير الرئيس الفرنسي موقفه بعد اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي؟!
واسألوا أنفسكم:
كيف يمكن أن تكون نفس تلك الدول داعمة للمعارضة في سوريا لتنفذ مخطط (الشرق الأوسط الجديد) وفي الوقت نفسه داعمة للنظام في مصر لإفشال مخطط (الشرق الأوسط الجديد)؟!
يا أخوانا والله نفسي أقرأ كلام منطقي في كثير مما يصلني على صفحتي من هذا اللون من الكتابات! في سوريا يدعمون معارضة عميلة وفي مصر يعارضون نفس المعارضة ويدعمون النظام ضدها! مش هيك دعوكم من هذا الخطاب الجاهز الي نسمعه طوال عقود، إن كنتم حريصين على أمة وقضية ووطن وعلى إفشال المخطط الغربي الصهيوني ضد الأمة والوطن تحتاجون مع احترامي لكم إلى تجديد خطابكم ومصطلحاتكم، وإعادة النظر في موقفكم من شركائكم في الوطن والقبول بالتعايش معهم والبحث عن لغة حوار سلمي هادئ غير إلغائي لهم، بعد أن فشل ذلك الخطاب وتلك السياسات التي يُعاد إنتاجها الآن في التعامل معهم طوال ستة عقود في القضاء عليهم أو الحد من توسع فكرهم وحضورهم على جميع الأصعدة، عليكم أن تدركوا أن كل المحاولات السابقة فشلت وستفشل كل المحاولات الحالية والقادمة ليس لأنهم يستعصون لذاتهم عن الفناء لا! ولكن لأنهم هم ضمير الأمة وينتمون إلى عقيدة المجتمع والناس البسطاء ...! صدقوني لن ينصلح حالنا مادام هذا حال خطابنا ونرفض الاتفاق على قواسم مشتركة تجمع كل أبناء الأمة ونؤسس لقبولنا لبعض والتعايش معاً في وطن نكون جميعاً فيه شركاء!
ومعذرة لأني كالعادة لا أريد أن أكتب ولكن أوقات يصبح الرد والكتابة واجب ديني وقومي ووطني!