منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    دلالة الحمد في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه

    الحمد
    الحمد تعبير عن تمام معاني النعم والخير وهكذا كملت وتمت في النبي الأمي محمد صلى الله وبارك عليه وعلى آله وسلم معاني الفضل والخير والبركة امتلاء فاض فلم يبق معه موضع أو موطئ للشر والسوء، وسيبعث رب العالمين عبده محمدا قبل انقضاء الدنيا مقاما محمودا لا يتأتى معه ذمّه أو النيل منه.
    وغفَل المنافقُ الـمُمَكَّن في الأرض عن حمد الله، فأحب أن يُحْمَد بما لم يفعل، فرحا بسلوكه وعمله، وليْتَه تعلّم الإنصاف من الكتاب المنزل فلم يكلّف رعيتَه بحمده على نيته وتسويفه بالإصلاح كما هو مفصل في آخر سورة آل عمران.
    ويوم ينفخ في الصور ويدعو الداعي أهل القبور سيستجيبون بحمد الله استجابة كاملة لا يعتريها ضَعف أو نقص، إذ قد تمّ إحياء كل ميِّت حياةً تامة وتجددت قوى أجسامهم وليخرجوا سراعا من القبور يتبعون الداعي إلى حيث يقوم الناس لرب العالمين.
    ويسارع من يسبّح بحمد الله إلى البراءة من الشرك والمعصية إلى الإقرار بحمد الله ذي النعم الظاهرة والباطنة ومنه تسبيح الرعد بحمد الله، وتسبيح الملائكة براءةً من متمكن يفسد في الأرض ويسفك الدماء قبيل ظهور خليفة في الأرض، وتسبّح المخلوقاتُ غيرُ الإنس والجن بحمد الله براءةً من شرك ومعاصي الثقلين.
    وبينته في مادة التسبيح.
    وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن ﴿الحَمْدُ للهِ﴾ حيث وقع في الكتاب المنزل فإنما لبيان نعمة هي من وعد الله وعد بها من قبلُ قد تمّت ونفذَت يوم نزل القرآن أو لبيان نعمة هي من وعْد الله سيتِمّ نفاذُه في الدنيا أو في الآخرة.
    ومن الأول قوله:
    ـ ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الأنعام
    ـ ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الحَمْدُ للهِ الذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ الفلاح
    ـ ﴿ الحَمْدُ للهِ الذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ إبراهيم
    ـ ﴿ الحَمْدُ للهِ الذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ الكهف
    ـ ﴿ الحَمْدُ للهِ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ الأنعام
    ولا يخفى أن جميعه مما مضى وانقضى.
    ويعني حرف الأنعام أن قطع دابر القوم الذين ظلموا من قوم نوح والأحزاب من بعدهم هو مما وعد الله به رسلهم نوحا وهودا وصالحا ولوطا وشعيبا وموسى وقد تمّت النعمة به على المؤمنين فليحمد المسلمون بألسنتهم وليعملوا شكرا بسائر جوارحهم.
    ويعني حرف الفلاح أن الله وعد نوحا أن ينجّيَه هو ومن معه من الطوفان وأمرهم بحمده إذا تم الوعد به، ويدل على الوعد به قوله ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ﴾ هود ، يعني تمسك نوح بوعد الله أن ينجيه ومن معه ظنّا منه دخول ابنه في من معه.
    ويعني حرف إبراهيم أن الله قد استجاب دعوة إبراهيم ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ وبشّره بغلامين صالحين هما إسماعيل وإسحاق كما هو معلوم من بشارته هو وزوجته بإسحاق الغلام العليم على ألسنة ضيفه الملائكة المكرمين، ومعلوم في سورة الصافات من بشارته بغلام حليم وهو إسماعيل كما في حرف مريم الذي وصف إسماعيل بأنه كان صادق الوعد، ولم يتضمن تفصيل الكتاب المنزل وعْدا من إسحاق وإنما من إسماعيل إذ قال: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ وقد صدق وعده كما هي دلاله إسلامه كأبيه كما في قوله جلّ جلاله ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا﴾.
    ويعني حرف الكهف أن الله قد وعد أنبياءه من قبل أن سيُنزّل على النبيّ الأمِّيّ صلى الله عليه وسلم الكتاب ومن ذلك الوعد قوله تعالى في التوراة والإنجيل والقرآن ﴿فَالذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ وقد نفذ الوعد وتم يوم كان القرآن يتنزل.
    وتعني فاتحة الأنعام أن الله وعد بعض ملائكته ولعلّهم الذين يحملون العرش ومن حوله من الملائكة المقربين أن يخلق السماوات والأرض وأن يجعل الظلمات والنور ولا يخفى نفاذ الوعد وتمامه وأن العرش وما حوله فوق السماء السابعة.
    ومن وعد الله الذي سيتم نفاذه في الآخرة قوله ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ لقمان، ويعني أن الله الذي خلق السماوات والأرض سيخلق مثلهم ليوم البعث أي بعد إعدامهما فلا يبقى منهم شيء وعدا منه سيتم نفاذه بحمد الله ولو جهله أكثر الناس.
    وقوله ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يعقلون﴾ العنكبوت، ويعني أن الله الذي نزّل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها وعد بإحياء الموتى يوم البعث وسيتم بحمد الله ذلك الوعد ولو كذّب الذين لا يعقلون.
    وقوله ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ الزمر، ويعني أن جميع موعودات الله عن اليوم الآخر ستتحقق كلها.
    ومن وعد الله الذي سيتم نفاذه في الدنيا قوله ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا﴾ النمل، ويعني أن قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم وتلاوته القرآن سيتم بعدها نفاذ وعد الله بإنزال الآيات الخارقة للتخويف والقضاء يراها الناس فيعرفونها بالقرآن ولا ينكرونها، وبينته في مادة رأى.
    وأما قوله ﴿فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ غافر، فهو من الأمر في القرآن الذي سيقع نفاذه في الدنيا خاصة كما أصلت في تأصيلي للتفسير، والخطاب للأخيار في آخر الأمة سيقومون بالكتاب والحكم والنبوة حق القيام كما هو مدلول قوله ﴿فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾ ومن المثاني معه قوله ﴿مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ أولئك الأخيار سيُستخلفون في الأرض وَعْدًا من الله من قبلُ ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ التي نبّأ الله جميع النبيين من قبل ويومئذ يحمد الحامدون ربهم رب العالمين.
    وقوله ﴿قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الذِينَ اصْطَفَى﴾ النمل، يعني أن الله وعَد وعْدا سيتم نفاذه يوم ينجِّي من العذاب الموعود في الدنيا عباده الذين اصطفى ومنهم يقينا ثلاثة في حرف فاطر ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾ وبينته في مادة اصطفى.
    وبيّنتُ قوله ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ خاتمة الصافات، في مادة رسل.
    وقوله ﴿ الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فاطر، يعني أن البشرية قبل انقضاء الدنيا ستشاهد رسل الله من الملائكة تتنزل من السماء فيعرفونهم بأجنحتهم مثنى وثلاث ورباع ولا ينكرونهم وهم يبشّرون المتّقين في ليلة القدر أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بل ناجون من العذاب وبالجنة في اليوم الآخر ، أولئكم الملائكة ليصبحن غيبهم في الدنيا شهادة وليشهدوا على أن محمدا الأمي رسول الله بالقرآن، ولم تقع بعد شهادة الملائكة عليها رغم تكليفهم بها في القرآن كما في قوله:
    ـ ﴿لـَكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا﴾ النساء
    ـ ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَــــهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ عمران
    وبينتها في مادة شهد، وبينْتُ من حرف فاطر في مادة فطر.
    وبينتُ قوله ﴿يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمٌلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ التغابن، في مادة التسبيح ومادة الملك.
    ومن الوعد الذي سيتم نفاذه في اليوم الآخر قوله ﴿ الْحَمْدُ للهِ الذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ سبإ، ويعني أن وعد الله في السماوات والأرض سيتم نفاذه كله فيهما وفي ما بينهما.
    وقوله ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يونس، أن أهل الجنة تجاب دعوتهم عند فراغهم من الدعاء فيعطون ما يشاءون فيكون آخر دعواهم ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يعني أن قد صدقهم الوعد وأتم النعمة فأعطاهم ما يشاءون ويبتغون، وإنما دعاؤهم التسبيح أي تنزيه الله أن يخلف وعده في الدنيا أن لهم في الجنة ما يشاءون.
    وأما في فاتحة الكتاب ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فتعني:
    يتواصل

  2. #2

    رد: دلالة الحمد في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه

    جزاك الله خيرا ونفع بك كيف نسيت المرور على هذا الجهد المحمود.
    لك التحية والتقدير.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

المواضيع المتشابهه

  1. فقه في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-05-2013, 01:57 AM
  2. غفل في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-05-2013, 01:51 AM
  3. فعل كتب في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-30-2013, 06:30 PM
  4. فسق في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-30-2013, 05:45 AM
  5. الذنب في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-30-2013, 03:51 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •