الأخت الكريمة ريمه الخاني , ليت أحداً من المتفقهين في الدين , وعلماء اللغة والسياسة يقومون بالردود العميقة , أفضل مني , فأنا أكتب من سطحيات ثقافتي, وهذا ما قدره الله لي , وأما استجابة لرغبتك في الرد على سؤالك , فأنت أجبت حسب اعتقادي على سؤالك بنفسك حين قلت ( واشتغلت المكائد اليهودية ....... عقل مادي أناني فردي زاده كيد المكيدين الذين نصبوا علينا أسافينهم إلى الآن ... ) ومن عباراتك أتوسع في الرد لأقول :
ما من أمة تعلوا وترتفع في تقدمها العلمي والحضاري إلا وتجد من ينافسها ليقهرها بل ويبيدها , لتظهر دولة تكن لها العداء وتمنعها من السيطرة مرة ثانية , فكانت دولة الفرس والروم من أعظم الدول على وجه الأرض , وجاء الإسلام وقضى على حضارتيهما معاً , ولما قويت الدولة الإسلامية وقتاً من الزمن لم يكن الأعداء قد نسوا انتصارات المسلمين عليها , فكنوا لهم العداوة في جميع مراحل الدول الإسلامية المتعاقبة , وكان آخرها سقوط الدولة العثمانية وتقسيم المشرق العربي إلى دويلات بمؤتمر سايكس وبيكو الذي حطم آمال العرب في أي انتصار أو أي تقدم , وغرسوا إسرائل عنوة وقهراً في قلوبنا, ومن ذلك التاريخ والدول تتقدم إلى الأمام وهم يعودون بنا إلى الوراء إلى أن تمكن خبثهم واتحاد أفكارهم لخلق ما يسمى عصبة الأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي والعولمة والعلمانية , وكلها تقف حائطاً من فولاذ يحول دون أي تقدم أو أي انتصار لأمتنا , حتي وعندما نخوض أي معركة ونقترب من الانتصار نرى أن الكفة المهزومة قد تغلبت علينا بفعل شيطان مارد يدعمهم بالقوة المادية الضخمة , ونحن نعلم أن الانتصار لا يتحقق في أيامنا هذه إلا بالمال والسلاح , فمن أين يأتي المال والسلاح إلا من يد الأعداء , حين نذهب صاغرين إلى البيت الأبيض نطلب منهم النصر مقابل التوقيع على معاهدات السلم مع إسرائيل كشرط أولي يليه شروط أخرى , من أين لنا القوة ورغيف الخبز نشحذه من أوروبا وأمريكا , من أين يأتي النصر ونحن يهجم علينا الفقر والمرض والتخلف , وحتى من كان في حوزته المال فهو مأسور وليس له حرية التصرف بماله ما دامت أمريكا حريصة على التعاون معه ضد من يحاول التقرب للحكم وحاشية الحاكم ,
لقد زرع الأعداء فينا البغضاء , وكان سببه الجهل والفقر , فانظري إلى مثقفينا كيف يكون نقدهم للمثقف العربي , هل يبتعد نقدهم عن التجريح وهبط المعنويات بادعاء أن النص يفقد من قيمته كذا وكذا , ؟ هل كان الناقد العربي ينظر إلى هدف المادة العلميه فقط ولو كانت خمسة في المائة ليقول بعد ذلك , لقد أصبت يا أخي المؤلف بفكرتك القائلة بأنك كذا كذا ؟ ,
انظري إلى العرب وأسرهم وما يدور حولهم من جيران , تري التناقض في أفكارهم ومعتقداتهم وأديانهم , ومن أشد الخطورة على الإسلام أن العربي الذي يدين بديانة غير الإسلام , لا يحب الإسلام ولا المسلمين , دون أن يبدي أي كراهية , لأنه من طائفة أخرى يريد أن يكسب المال في عهد الدولارات , ولا يجد المال إلا مع الأعداء , فيهرول لأعدائه بصفته عالم باللغة العربية والسياسية , ويتآمر على المسلمين باسم العروبة , ويأخذ دروسه من أسيادة ليطبق هذه التعاليم العدوانية على مدارسنا وفي أوساط مجتمعنا , والجهل يفعل بالمرء كما يشاء , انظري إلى المرأة المسلمة , كيف تحولت إلى مطربة وراقصة وفي النوادي الليلية , لتسابق زميلتها بالمال , فالفساد الاجتماعي الذي عم الأمة الإسلامية مصدرها من ذوات النفوس المريضة من غير المسلمين أولاً لتتم العدوى في المجتمع الإسلامي , وآلت الأسرة المسلمة إلى أداة طيعة في يد الأعداء من العرب أولاً ثم من جهل المسلمين ثانياً , أنظري إلى الفتاوى من علماء المسلمين في الحرب والسلم , سنجد أن الفتوى التي تخرج من الأزهر تناقض بل تعادي فتوى القرضاوي مثلاً ,
ثم علينا أن نعلم بأن هذه الفتن تدل على آخر الزمان , والله يسترنا من عواقبها إذا لم ننتبه لمصير أجيالنا . لكم التحية , والحديث يطول ,وشكراً لك أيتها الأخت الفاضلة ريما الخاني . ولا أستطيع أن أتكلم أكثر من ذلك .