رمضان ذا عين الوفاء

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

في هذا الفجر أتم الله لي تمام ثلاثين بيتاً على عدد أيام الشهر الفضيل ، وأعدت ترتيبها ولمسات من التعديلات الطفيفة فكانت ببنائها الجديد كما يلي :

رمضان ذا عين النقاء

رجل تعبد في حِراء .... عن قلبه كُشف الغطاء
دون اعوجاج أو مِراء ... قد قال صدقاً في جلاء
رمضان سترٌ كالرداء ... طهرٌ لنا والذنب ساء
رمضانُ ذا عين النقاء .... كمنارة شعت سناء
نرقى به أعلى السماء.... مهما لقينا من عناء
يدعو لإكثار الدعاء ...ولزوم تقوى الأتقياء
بدعائه ردُّ القضاء... إن في الصباح أو المساء
لظلامنا أجلى وَضَاء .... يعلو بأعمالٍ علاء
أعماله تنمو نماء .... حقاً تدوم بلا انقضاء
صدأ القلوب لها جلاء ... بالذكر فامض به مضاء
والذكر دوماً في بقاء ... يبقى بحفظٍ لا فناء
هو سيد بالحقِّ جاء... لشبابنا خير الوِجاء
شهر الفقير له وقاء ... فيه التراحم والإخاء
لفقيرنا بالعون جاء .... وبلحنه غنى الغناء
لشيوخنا فيه الرجاء ....لنسائنا عين العفاء
يمحو ذنوباً في الخفاء ... فيبث في القلب الصفاء
مَنْ صامه بالعفو باء ... فيه التقى ينجي البلاء
ويبث روحاً من حياء ... لحياتنا مثل الهواء
يا صائماً للحق فاء .... قم ليلَهُ يسقيك ماء
لضعيفنا يجلو الوناء .... ولعونه بالحمل ناء
يا شهرنا شهر الرخاء ... لولينا عهد الولاء
نرجو الشفاعة والعطاء ... نبلو به خير البلاء
فيشع وجهٌ في بهاء .... ويدوم روح في ارتقاء
يا زائراً جل الثناء.... بقدومكم طفحَ السخاء
يحلو به روح الإخاء ...بمحبة للأصدقاء
يعلي الكرامة والإباء... شهرالتقى شهرالضياء
يا ربنا فيك الفناء ... حب يجلي في الفضاء
يا ربنا لبِّ النداء ... لشفيعنا نفدي الفداء
صلي وسلم في العلاء... لنبينا رمز الوفاء
وكذا الملائك في السماء .. صلت على مُعْلي "قِباء"

اللهم صلي وسلم على حبيبك محمد
من أعلى مسجد قِباء وشع هداه منه

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

والآن أصبحت هذه القصيدة أربعينية بعد مزيد من الأبيات والتعديل والترتيب آلت كما يلي:

أربعينية رمضانية

رجلٌ تعبد في حِراء .... عن قلبه كُشفَ الغطاء
دون اعوجاج أو مِراء ... قد قال صدقاً في جَلاء
"إقرأ" بسورتها ابتداء ...نزلت "بقدْرٍ" في حراء
تدعو لعلم وارتقاء .... وسلوك درب الأولياء
هو حافظ والحقّ شاء... لشبابنا خير الوِجاء
رمضان ستر كالرداء ...يجلو بماء في الخفاء
لذنوبنا خير الدواء ... مهما علا منها وساء
للوحر في صدرٍ جَلاء ... ويعيد للقلب النقاء
فإن ابتدا بدأ البراء ... وإن انتهى كان العفاء
أخلص به تنلِ الشفاء ...من بارئ منه الدواء
ترقَ الأعالي في السماء.... مهما لقيت من العناء
وبه توسلْ بالدعاء ...والزمْ بتقوى الأتقياء
بدعائه ردُّ القضاء... إن في الصباح أو المساء
لظلامنا أجلى وَضَاء .... يعلو بأعمالٍ علاء
رمضانُ ذا طبُّ النقاء .... كمنارة أَلِقَتْ سناء
أعماله تنمو نماء .... حقاً تدوم بلا انقضاء
درع الفقير له وقاء ... فيه التراحم والإخاء
لرحيمنا بالوصل جاء .... وبلحنه غنى الغناء
لشيوخنا فيه الرجاء ....لنسائنا عين العفاء
مَن صامه بالعفو باء ... فيه التقى ينجي البلاء
وينير وجهاً من حياء ... لحياتنا مثل الهواء
يا مخبتاً للحق فاء .... إنْ قمت ليلاً تُسْقَ ماء
لضعيفنا يمحو الوناء .... ولعونه بالحمل ناء
من جوده جلَّ الرخاء ... لولينا عهد الولاء
نرجو الشفاعة والعطاء ... نرجو الحماية من بلاء
يا زائراً فيك الثناء.... بقدومكم طفحَ السخاء
بشذاك عطر من إخاء ...ومحبة للأصدقاء
تعلي الكرامة والإباء... فيك التقى فيك الضياء
رمضان حصن للوفاء ...برج التقى والأتقياء
صدأ القلوب لها جلاء ... بالذكر فامض به مضاء
يذكرْكَ ذكراً في رضاء ... والله باق لا فناء
فيشع وجهٌ في بهاء .... ويدوم نور في ارتقاء
يا ربنا جلَّ الثناء ... وبحبكم يحلو الفناء
يا ربنا إني ضياء ... حبي لكم جاب الفضاء
ياربنا أشكو الوناء... أرجو التعافي والرضاء
بجنانكم نرجو البقاء ... يوم الخلائق في ابتلاء
يا ربنا لبِّ النداء ... لشفيعنا نفدي الفداء
صلِّ الصلاة كما تشاء ... لمحمدٍ خير الدعاء
ألبسه من خير الكساء ...من سندسٍ حلو الفراء
صلى الملائك في العلاء .. صلوا على باني "قِباء"

اللهم صلي وسلم على حبيبك محمد
من بنى وأعلى مسجد قِباء فشع هداه منه


والحمد لله رب العالمين