منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1

    لأمثالك يجب أن أعيش

    لأمثالك..... يجب أن أعيش:

    الموت يقبض بناجذيه على أضلاعه المتهتكة، سمادير الضياع تحوم أمام عينيه فيما نهر من الأرق ينهال دماً من دماغه على عينيه فيكاد يدفعهما من محجريهما.
    صوت أمه من الخارج:
    - بنيّ... أقبل فالغداء جاهز.
    يقوم متهالكاً، في وده لو لقي الخلاص كيفما يكن، ذكرياته القاتلة والأجواء العفنة التي عرفها في حياته تكاد تذهب بما بقي من عقله بعدما جففت ينبوع عواطفه وتركته هيكلاً ليس به من الإنسانية إلا رسمها.
    - أرجوك يا بني، إنك تمزق فؤادي بحال، أرجوك، حاول أن تغير.
    - لو كان التغيير في يدي أكنتِ رأيتني هكذا؟ أتحسبين أن أحداً يلج باب الشقاء راغباً؟
    تطرق وقد ملكها اليأس، حاله سكين تذبحها منذ زمن ولا تستطيع دفعها، لا وسيلة تعرفها إلا سلكتها فلم تأت بنتيجة.
    الهاتف يرن.
    -تلك خطيبتك، هذه خامس مرة تتصل بها اليوم.
    -ليس بي قدرة على الكلام، أرجوكِ دعيني مني ومنها.
    يسرع إلى غرفته، الموت يحف به من كل جهة وما هو بميت.
    لمعت في ذهنه فكرة على حين غرة:
    - أيستحق شيء في الدنيا مما فعل بك هذا أن تضيع حياتك من أجله، أن تنغمس في درك الهلاك على هذه الصورة بسببه؟
    دمرتك ذكرياتك وأهلها، لكنها أشياء لا يد لك فيها أتاها الآخرون لا أنت.
    أترى أن من الحكمة تعذيب نفسك انتقاماً ممن لا يعنيهم أمرك أتعذبت أم لم تتعذب؟
    لو أن كل الدنيا كانت كمن تقهرك ذكرياتهم لكان في الأمر نظر، لكنهم باعترافك قلة، بل ما جعلك تثور عليهم أنك لم تر مثلهم فيمن تعرف.
    أليس في هذا سلوى لك يا رجل؟
    فتح النافذة بحثاً عن قليل نقاء، كانت ابنة الجيران الصغيرة على الشرفة المقابلة، ابتسمت له فكأنما جعل الله جمال الدنيا كلها وشفافيتها في بسمتها تلك.
    رد لها الابتسامة بأخرى كانت كبعثة الميت من مرقده، وبقلب بزغ فيه الأمل بين خرائب السواد وأطلاله ردد في داخله:
    - لأمثالك، لأمثالك فحسب، يجب أن أعيش.
    الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ
    إمام الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي

  2. #2
    أبدعت يا أخي بهذه القصة المثيرة وبارك الله بك , لك كل التحايا

  3. #3

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راما علي مشاهدة المشاركة
    أبدعت يا أخي بهذه القصة المثيرة وبارك الله بك , لك كل التحايا
    بارك الله فيك أستاذتي الكريمة
    سلمك الله
    الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ
    إمام الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي

  5. #5
    قصة قوية ومثيرة , أشكرك جزيل الشكر , ونرجو المزيد

  6. #6
    شكرا لنصك المعبر اخي عبد الله.
    مع تحيتي

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.يوسف حطيني مشاهدة المشاركة
    شكرا لنصك المعبر اخي عبد الله.
    مع تحيتي

    سلمكم الله أستاذنا
    دمتم بكل الخير
    الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ
    إمام الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي

المواضيع المتشابهه

  1. أنا مسلم أعيش في اوروبة!!!!
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2015, 03:39 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •