موضوع قيّم ينمّ عن الوضع الكارثي الذي الذي آل إليه عالمنا الإسلامي الراهن، سيالسيا واجتماعيا ودينيا، في ظل الحراك الثوري الشعبي المدعوم من أطراف خارجية جعلته لم يسلم من التبعية ضد الأنظمة الفاسدة المستبدة في العديد من الدويلات العربية، ولعلّ أخطر ما واجه ويواجه العرب والمسلمين في عصرنا أزمة التخلف التي طبعت جميع مناحي الحياه، والفرقة والشقاق والتشتت وكل ما ينتج عن هذه الحالات المرضية في الفكر والدين والسياسة والأخلاق وغيرها مردّه إلى الواقع المأزوم وإلى أزمة خانقة أخلاقية وإيمانية، تسببت فيها الأنظمة السياسية الفاسدة والعسكرية المستبدة، وانتقلت الأزمة إلى الفهوم الدينية لجميع جوانب الحياة، وبان ذلك وبان عوره بجلاء في مواقف وفتاوى العلماء مما يسمى الربيع العربي، ومن الجهاد بين المؤيدين للأنظمة القائمة المثار عليها وبين المؤيدين للشعوب الثائرة، وفي كل الحالات قرار الثورات استمرارها أو توقيفها، وقرارات التصدي لها كل ذلك ليس بيد العلماء فالأمر كله بيد الساسة والعسكر حيث الحيلة والمكر والنفاق والقوة والتعسف والترهيب، فتهميش السياسي للعلم الديني والدنيوي في بلادنا وإقصائه واغتيال العسكري لثورة الشعب ومصادرة حريته واستقلاله بإيعاز من قوى خارجية معروفة وخفية هو ما عمّق الأزمة في الداخل وكرّس التبعية للخارج، ولم يبق لعلمائنا ودعاتنا في الدين إلاّ تبادل الشتائم والتكفير من دون أن يبالي بهم أحد.