معاناة السوريين : هل يخاف العرب من بعضهم؟!!
وإذا ما العذاب كان ألوانا *** فلغو قول المعاني الدقاق
من أعب العجب أنني لم أستطع أن أكتب حرفا واحدا عن معاناة أشقائنا في سوريا .. على كثرة ما ينزف القلب من ألما .. على معانة الأشقاء .. وعلى أحبة غابوا .. أو غابت أخبارهم ..
لعل السبب أن أي كلام أسطره هو (لغو) – حسب البيت السابق – قياسا على كم المعاناة .. وقد كتبت إبان مأساة البوسنة .. أفٍ للشعر .. ألف قصيدة ما أطعمت جائعا واحدا .. إلخ.
ولكن الشيء الذي لا شك فيه .. أنني ظللت متمسكا بسلاح المسلم (الدعاء) .. أدعو لهم .. في كل وقت .. وفي كل حين ..
أما زفرات القلم .. فلم!!
ثم قرأت تعليقا – على مقالتي "يوميات غزاوي مديني : الموت الظلام المرض" – لأختنا الأستاذة سوسن الزعبي قالت فيه :
(وماذا عن سوريا التي تنزف يومياً وتسيل دماء شعبها في كل مكان غن قتل سبون او ثمانون من اهل غزة ( فرّج الله عنهم وعنا ) بيومين او ثلاثة نحن نفتقد ثلاث أضعاف هذا العدد في اليوم الواحد والله ان ما يفعله الأسد لأشد ضراوة وعنفاً مما يفعله اليهود فيفلسطين إن أراد اليهود القتل يحددون الهدف ولكن الأسد يضرب دون تحديد لأن هدفه قتل أ كبر عدد من الشعب هل رأيتم الحكومة الإسرائيلية تقتل شعبها ؟)
كان السؤال جارحا .. كنصل حاد .. ثم قرأت لها تعليقا حول استضافة السوريين للاجئين .. في البيوت لا في المخيمات.
فما كان للقلم أن يظل على صمته .. ولن أقول حان وقت نزفه .. فمصيبتنا أكبر من ذرف دمعة أو دمعتين ..
مصيبتنا في معاناة أشقائنا
مصيبتنا في عجزنا
مصيبتنا في عجز أمتانا .. التي تقرأ من أكثر من ألف وأربعمائة سنة ({وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9]. ) ومع ذلك لم تُعد الأمة أي شيء لتفعيل هذه الآية الكريمة .. وحين تم الاعتداء على الكويت .. استعين بالغرب .. الذي ينطبق عليه مثلنا الشعبي (ما مصلي إلا طالب مغفرة) ..
مصيبتنا المبكية .. إذا تدخل الغرب قلنا (قوات الناتو) ... إذا لم يتدخل قلنا (نتخاذل) – وهو كذلك قطعا- لكن العيب فينا .. في عجزنا ... حتى تحذير الغرب – الآن – من استعمال الأسلحة الكيماوية .. يذكرني بمثل عربي قديم يقول (ذكرتني الطعن وكنت ناسيا)!!!
هل يخاف العرب من بعضهم؟!!
ليس السؤال جديدا .. ولكن مصيبة أشقائنا السوريين فجرته ..
قد .. أقول قد نتفهم إسكان الأشقاء الفلسطينيين في مخيمات .. ليكونوا قريبا من وطنهم ... ولكي لا يأتي جيل ينسى الوطن المسلوب – طبعا كان يوجد قانون يمنع تجنيس الفلسطينيين لنفس السبب – لكن العراقيين ... يختلفون .. لكن السوريين يختلفون .. فهم في أزمة وسوف تنتهي بإذن الله ... ثم يعودون لوطنهم ليعيدوا بناءه ..
صحيح أننا نتفهم قلق بعض الدول من أن (يندس) بين اللاجئين بعض من يضمرون سوءا للبلد .. ومع ذلك .. خصوصا في أزمة السوريين ..
السوريون الذين شردهم نظام الأسد .. فأصبحوا جزء من معظم المجتمعات العربية،خصوصا الخليجية – القريبة من بلدهم الذي حرموا منه – فكان لكل أسرة سورية مقيمة .. أو حتى تحمل جنسية البلد الذي تقيم فيه - وحتى أنسباؤهم من الخليجيين - أن تستضيف أقاربها من اللاجئين الذين شردتهم الحرب .. وخافوا أن يدمرهم بشار الأسد كما يدمر مساكنهم .. ويمكن أن تكون تلك الاستضافة عبر (كفالة)!!
أهذا هذيان قلم .. جفف العجز حبره؟!! بعد أن عجزت كلماته عن التعبير عما يجول في الخاطر .. ونضب قاموسه؟!! أم ماذا؟!!
اللهم فرج عن إخواننا في سوريا .. واكفهم بشار وزبانيته ومن أعانه بما شئت وكيف شئت .. عاجلا غير آجل .. اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 27/1/1434هـ
Mmsh601@gmail.com