هذا الأمر كان من أيام حكومة مبارك , و لهجة اثيوبيا كانت أشد و أعنف من هيك بكثير , و كان مبارك و نظامه ضاربين طناش رغم الاهانات المتكررة من الحكومة الاثيوبية و الاعلام الاثيوبي لمصر , و أقصى ما فعلوه لمحاولة اصلاح الموضوع هو تنظيم بطولة كروية لدول حوض النيل
طبعا كانت بطولة مسخرة لتدني مستوى دول حوض النيل الكروي باستثناء مصر , يمكن أفضل السيئين كانت الكونغو
و الظريف ان اثيوبيا رفضت المشاركة في البطولة
و يبدو أن البطولة نجحت في ايهام الشعب أن المشكلة مع دول حوض النيل زي الفل و عشرة على عشرة , فمنتخب حسن شحاتة كان أداة من أدوات مبارك المعروفة

المشكلة متجذرة من اهمال النظام السابق لدول أفريقيا عموما و دول حوض النيل عموما , و اقتصار الدول الأفريقية على أنهم منافسين في البطولات الكروية , و أن أقصى طموحات تلك الدول هو الفوز بدوري ابطال أفريقيا أو كأس الأمم الأفريقية, أو ان يلعب لاعبيها في الأهلي و الزمالك , أو الاحتراف الأوروبي
لا شك أن الشعب المصري في عهد النظام السابق كانت أفريقيا بالنسبة له عبارة عن دروجبا و ايتو و توريه و فلافيو و جيلبيرتو و مادري مين من رفاقهم

أما أفريقيا العمق الاستراتيجي , أفريقيا الروابط التاريخية و الجغرافية , أفريقيا شريك الكفاح ضد الاستعمار , فلم تكن موجودة في قاموس النظام السابق , فقط أفريقيا التي تركل كرة منفوخة بالهواء.
و سمحت تلك السطحية لاسرائيل بالتواجد في دول حوض النيل, فها هي متوغلة اشد التوغل في اثيوبيا و اريتريا و جنوب السودان و كينيا و أوغندا(يمكن أوغندا قديمة قليلا منذ عزل عيدي أمين)