• د. يوسف حطيني، زرت موقعنا عدة مرات محملاً بحب الأرض وسيل المداد، جئتنا وفلسطين تعشعش في روحك.. أرجو أن تقدّم لنا بدايةً سيرتك الذاتية، وتعرفنا بمؤلفاتك.
• اسمي يوسف محمد حطيني، فلسطيني الجنسية، ولدت في مخيم اليرموك عام 1963، وتلقيت دراستي في دمشق من الصف الأول الابتدائي، وحتى شهادة الدكتوراه التي حصلت عليها من جامعة دمشق عام 1998. وقد صدر لي أكثر من عشرين كتاباً في القصة والمقامة والمسرحية والنقد الأدبي، بالإضافة للكتب التي أسهمت بإنجازها في مجال التدريس الجامعي. ومنها:
أ ـ في الإبداع:
1. مقامات طريد الزمان الطبراني، مؤسسة فلسطين للثقافة، 2010.
2. الطريق إلى مخبز شبارو (مجموعة قصصية)، 2008.
3. مدينة البامياء (مجموعة قصصية)2001.
4. ذماء (قصص قصيرة جداً)، 2001.
ب ـ في الأدب والنقد:
1. الشعر الإماراتي (قراءات في الموضوع والفن)، دائرة الإعلام والثقافة، الشارقة، 2012
2. القدس في الشعر العربي الحديث، مؤسسة فلسطين للثقافة، دمشق، 2012.
3. عبد الرحيم محمود: فارس الوطن.. فارس القصيدة، مؤسسة فلسطين للثقافة، دمشق، 2011.
4. في سردية القصيدة الحكائية (محمود درويش نموذجاً)، الهيئة السورية العامة للكتاب، دمشق، 2010.
5. ملامح السرد القرآني ، 2009، اتحاد الكتاب العرب، دمشق.
6. القصة القصيرة الإماراتية، دائرة الإعلام والثقافة، الشارقة، 2008.
7. سميرة عزام: رائدة القصة القصيرة الفلسطينية، 1999.
8. مكونات السرد في الرواية الفلسطينية، دمشق، 1999.
9. القصة القصيرة جداً بين النظرية والتطبيق، 2004.
ج ـ في التعليم الجامعي:
1. مهارات اللغة العربية للطالب الجامعي للمستوى الأول (بالاشتراك)، 2010، مطبوعات جامعة الإمارات.
2. مهارات اللغة العربية للطالب الجامعي للمستوى الأول (بالاشتراك)، 2010، مطبوعات جامعة الإمارات.
3. قطوف من مهارات اللغة العربية والبحث العلمي، (بالاشتراك)، 2007، (مطبوعات جامعة الإمارات).
• علاقتك بفلسطين علاقة الروح بالجسد. فهي تنمو في روحك نخلة فارهة..كيف تجسدت هذه العلاقة في مسيرتك الثقافية؟
• كانت فلسطين وما زالت بالنسبة لي مجرى النفس في الجسد، وقد رأيت منذ بدايتي أن المواجهة مع المحتل الصهيوني ليست عسكرية فقط، لذلك بدأت مشروعي الكتابي بديوانين شعريين عام 1984 و1986، وهما على التوالي (صرخات في ضجيج السكون) و(بيني وبين حبيبتي شيئان). وفيهما مجموعة قصائد وطنية لا تكاد تخرج عن الموضوع الفلسطيني، ومع بدء التفكير في الدراسات العليا، قدّمت رسالة ماجستير عن القاصة الفلسطينية سميرة عزام، وكان موضوع رسالة الدكتوراه يتناول الرواية الفلسطينية، وقد تمت طباعة هاتين الرسالتين في كتابين. ثم أصدرت كتباً عن محمود درويش وعبد الرحيم محمود وصورة القدس في الشعر العربي، وأنجزت موسوعتين لم تطبعا بعد وهما (موسوعة الشعر الفلسطيني) و(موسوعة الرواية الفلسطينية).
• معروف أنك واحد من أوائل االذين تحمّسوا للقصة القصيرة جداً، وشاركت إلى جانب د. أحمد جاسم الحسين وعدد آخر من المبدعين السوريين في تنظيمها، فأين تقف القصة القصيرة جداً في رأيك هذه الأيام؟
• لقد جاوزت القصة القصيرة جداً مرحلة الحماسة للجنس الأدبي، مثلما تجاوزت الأصوات المعارضة التي وقفت في طريق تبلورها نظرياً وإبداعياً، وحسمت لصالحها عدداً لا بأس به من النقاد الذين بدوا مترددين في الانحياز لها بعد نحو خمسة عشر عاماً من صدور أول كتاب ينظر لهذا الجنس الأدبي، وهو كتاب "القصة القصيرة جداً ـ مقاربة بكر" للصديق الدكتور أحمد جاسم الحسين. وإثر صدور هذا الكتاب صدرت كتب متعددة حول ذلك الفن لمحمد محيي الدين مينو ويوسف حطيني وجاسم خلف إلياس وهيثم بهنام بردى؛ سعت جميعها نظرياً وتطبيقياً إلى تشكيل حدود المصطلح وأركانه وتقنياته؛ ليلمع من ثم نجم الدكتور جميل حمداوي في المغرب العربي، بوصفه واحداً من أهم المنظرين لهذا الفن السردي، وأغزرهم إنتاجاً، إلى جانب عدد من النقاد من مثل: عبد الدائم السلامي وعبد العاطي الزياني وسعاد مسكين ونور الدين الفيلالي ومحمد يوب ومحمد اشويكة وحميد لحمداني وغيرهم. أي أنه يمكننا أن نقول باختصار إن المشرق العربي رفع راية القصة القضيرة جداً، والمغرب العربي يتابع الطريق بكل جدارة واستحقاق على مستوى التنظير وعلى مستوى الإبداع.
• ما مستقبل القصة القصيرة جداً في رأيك؟
• في البداية كنت أخاف على القصة القصيرة جداً من الاستسهال، لأنها بدت مطية سهلة للمبتدئين وللهواة، ولكنها الآن تسير على أرض صلبة بعد قدّم مبدعوها مجموعات متميزة في شرق الوطن العربي وغربه. أما الآن فأنا أخشى عليها من التشابه، لأن بعض الكتاب يفصلون القصة على قدّ أركانها، فيشبهون غيرهم حين تتشابه الموضوعات والأشكال. والمبدع الحقيقي هو الذي يتجاوز أركان القص ليستثمر الجماليات التي يمكن أن يتيحها له النظام السردي حتى يحفظ تفرّده عن الآخرين.
• ماذا يعني لك الأدب، وماذا تعني لك الترجمة.
• الأدب يعني لي كلّ حياتي، إذ يمكن القول أنني أعيش فيه وله، وهو الذي يجعلني أشعر بنوع من التوازن في الحياة. الأديب يستطيع من خلال الكتابة أن يسدّ نقصان نفسه بكمال الأدب، وإذا كان الأدب لا يستطيع تغيير العالم، فهو يجعل الحياة أقلّ قبحاً وأكثر تقبّلاً. أما الترجمة فهي تعني لي الكثير، على الرغم من قلة ترجماتي عن اللغة الإنكليزية، فقد ترجمت في حدود أربعين قصة قصيرة، ثم انكفأت عن متابعة ذلك، بسبب اهتمامي بمشاريع كتابية أخرى. الترجمة تجعل المترجم يعيش عالماً آخر.. مجتمعاً آخر، وبالتالي حياة أخرى لها أخلاقها ونظمها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. حين ترجمت قصص القاصة الأمريكية كيت تشوبين (1850-1904) شعرت أنني أعيش في هواجس المجتمع الأمريكي في القرن التاسع عشر، بهواجسه وتناقضاته وعلاقاته، وسعي أفراده إلى تحقيق ذواتهم وحرياتهم. الترجمة بكلمتين هي "حياة أخرى".
• أنت الآن تدرّس في جامعة الإمارات، فماذا تقول عن التدريس الجامعي هذه الأيام؟
• التدريس الجامعي يختلف بشكل كبير جداً عن التدريس في المراحل التي تسبقه، فأنت في الجامعة لا تتعامل مع طالب بل مع باحث، تريد منه أن يعتمد على نفسه، وأن تعدّه للحياة وسوق العمل. من هنا فإن التعليم الجامعي ينطلق من وظيفة أساسية يقوم بها المحاضر، تنحصر في أن يعلّم الطالب الصيد، لا أن يطعمه السمك. ويلفت النظر أنّ التعليم الجامعي في الإمارات يتجه اتجاهاً حثيثاً إلى تبني التعليم التفاعلي الذي يعدّ تطويراً للتعليم الألكتروني، إذ صار الحاسوب والحاسب اللوحي (الآيباد) والمختبرات الحديثة جزءاً من المنهج في كثير من الجامعات، وصار تخطيط التعليم يأخذ بعين النظر كل التطورات التكنولوجية. وفي ظني أن على الدول العربية أن تنحو هذا المنحى (في حدود إمكاناتها المادية) لأن التعليم التفاعلي هو الخيار المستقبلي الذي يتيح للطالب التعامل بشكل مباشر مع عالم غني لا حدود له.
• انطلاقاً من الحديث عن تكنولوجيا التعليم والتعليم التفاعلي نمضي إلى سؤال آخر يتعلق بالثقافة التفاعلية: ما رأيك بالمنتديات والنشر على الإنترنت، وكيف ترى إيجابياته وسلبياته؟
• مشكلتي مع المنتديات قديمة، أشعر أنني مضطر للتعامل معها، غير أنها تستهلك كثيراً من الوقت الذي لا أملكه، غير أن أي مثقف أو أي مدع للثقافة لا يستطيع أن يضرب صفحاً عنها.. إنها منبر مهم، يقرؤه كثير من الناس، ويتيح للمبدع تلقي ملاحظات مباشرة على إنتاجه. غير أن هناك بعض الملاحظات السلبية على المنتديات، إذ كثيراً ما تكون التعليقات التي تكتب من قبل القراء فيها كثير من المجاملة، مما يفقدها أهميتها. وأضيف إلى ذلك أنّ كثيراً من المنتديات ليس فيها إدارة تحرير، بمعنى أنها تنشر كل ما يرد إليها، بغض النظر عن مستواه، فيختلط الجيد بالرديء، ولا يستطيع القارئ العادي تمييز ما يقتدي به، ويفقد المنتدى وظيفة من وظائفه المهمة وهي الارتقاء بالمستوى الثقافي لقرائه.