ل أول وثيقة تاريخية تصلنا عن اهتمام الشناقطة بعلم التفسير هي رسالة من محمد بن محمد اللمتوني إلى الإمام السيوطي في القرن التاسع الهجري يشكو إليه فيها إعراض قومه عن التفسير ومنها قوله " إن الفقهاء في تلك البلاد عادتهم ترك القرآن والسنة ..." وكما في كتاب السلفية وأعلامها في موريتانيا (ص 227) وبلاد شنقيط المنارة والرباط ( ص 116 ) .
وشلّت هيمنة المدارس الفروعية والكلامية والصوفية حركة التفسير حتى ظهر أخيرا في القرن الثاني عشر الهجري تفسير واحد هو :
أولا : التفسير في القرن الثاني عشر الهجري
ـ كتاب الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز لمؤلفه محمد اليدالي [ 1096ـ 1166هـ ] في أربع مجلدات مجموعها حوالي 1500 صفحة من الحجم الكبير وقد اعتنى به حفيد المؤلف الراجل ولد أحمد سالم بجمع نسخه المخطوطة وإخراج نسخة مصححة منها بخط جميل واتخذه الباحث الفرنسي " لاكونت افرانك" مادة دسمة لموضوع أطروحته للدراسات المعمقة في جامعة مرسيليا عن التفسير الصوفي في الذهب الإبريز .
ويعتبر صاحب الذهب الإبريز من مشايخ الطريقة الشاذلية الصوفية التابعة للزاوية المغربية الصوفية في مدينة "اتامكورت" وأوغل اليدالي في الذهب الإبريز بالاستئناس بالتفسير الباطني ومنه ما نقله ـ في الجزء الأول (ص 69 ) نسخة أ ـ في فاتحة سورة البقرة في سياق تفسير الفواتح قال " وقال محيي الدين بن عربي في الفتوحات المكية التي اختصرها الشعراني لا يعرف حقائق الحروف المقطعة إلا أهل الكشف فإنها ملائكة وأسماؤهم أسماء الحروف قال : وقد اجتمعت بهم وما منهم ملك إلا وقد افادني علما لم يكن عندي فهم من جملة أشياخي من الملائكة فإذا نظر القارئ لهذه الحروف كان مثل نداء لهم فيجيبونه يقول القارئ ´الـم "فيقول هؤلاء الثلاثة ما يقول ؟ فيقول القارئ ما بعد هذه الحروف فيقول صدقت إن كان خبرا أو يقولون هذا مؤمن حقا نطق حقا وأخبر حقا فيستغفرون له " اهـ
وقد عرف القرن الثاني عشر بعض من اشتهروا بالتفسير ولم يعثر على آثارهم ومنهم :
ـ محمد بن امو بن عبد الرحمان التشيتي [ ت 1135هـ ]
ـ محمد بن أبي بكر الولاتي المحجوبي [ت 1137ه ]
ـ سيدي عبد الله بن محمد العلوي [ ت1143ه ]
ـ أحمد بن الحاج حمى الله القلاوي [ ت 1193ه ]

ثانيا : التفسير في القرن الثالث عشر الهجري
أولا :تفسير العلامة بُلَّا عبد الله بن الفاضل الحسني [ ت 1223ه ] لعله ضاع ولعله تأليف في غريب القرآن
ثانيا : تفسير كشف النقاب عن أسرار البسملة وفاتحة الكتاب للشيخ سيدي المختار الكنتي الصوفي القادري [ ت 1226ه ]
ثالثا : تفسير مفقود للشيخ حبيب الله بن آلَّا بن الحاج الشقروي [ 1196 ـ 1270ه ] كان أصوليا رفض الفروع ودعى إلى الاجتهاد .
رابعا : نظم تفسير ابن جزي للشيخ محمد المامي بن البخاري الشمشوي [ ت 1282ه ] اشتهر بدعوته لتجديد الفقه وإلى الجهاد وإلى تنصيب الإمام .
خامسا : صلاح الآخرة والأولى في صلاح الآخرة والأولى للشيخ محمذن فال بن متالي التندغي [ ت 1287ه ] وهو مخطوط لدى دار الثقافة بانواكشوط برقم ( 2131 ) .
سادسا : عجالة الراكب وقبس الذاهب في غريب القرآن للشيخ آلويمنات [ ت أواخر ق 13 ه ] وهو مخطوط بدار الثقافة برقم ( 188) وهو سينغالي الأصل جد محمد بن المقداد سَكْ المشهور بالكرم والتنسيق مع المستعمر حتى دخل بلاد شنقيط وبخدمته أثناء الاستعمار .
سابعا : تفسير الشيخ محمد امبارك بن حبيب الله اللمتوني [ت 1290ه ] عن تسعين سنة اشتهر بعلم الأنساب ويوجد مخطوط من تفسيره عند أحفاد لمرابط اباه بن محمد الأمين اللمتوني في ضواحي لعصابة قرية أونيجه .
ثامنا : ري الظمآن في تفسير القرآن في مجلدين للشيخ محمد بن حنبل الحسني [ ت 1300ه ] .
تاسعا : تأويل محكم التنزيل في تفسير القرآن العظيم للشيخ معروف بن الكوري البركني الأحمدي [ ت 1300ه ] وهو مخطوط في مكتبة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية برقم (1337) .
ومنه هذا النموذج في تأويل قوله تعالى " وورث سليمان داوودوقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين " في سورة النمل ، قال الشيخ معروف بن الكوري في محكم تنزيله ( ج 2 / 150 نسخة المعهد العالي في نواكشوط ما نصه : "وعلّم سليمان يوما للناس بعض كلام الطيور :
فصاح ورشان عنده فقال : " لدوا للموت وابنوا للخراب "
وصاحت فاختة فقال يقول : ليت هذا الخلق لم يخلق
وصاح طاووس عنده فقال : كما تدين تدان
وصاح هدهد فقال : من لا يرحم لا يرحم
وصاح طوطوي فقال يقول : كل حي ميت وكل جديد بال
وصاح خطاف فقال : قدموا خيرا تجدوه " اهـ
إلى غير ذلك مما يعبر بصدق عن انحطاط علم التفسير وقصوره يومئذ .
عاشرا : تفسير الريان للشيخ محمد بن محمد سالم المجلسي [ 1302هـ ] وقد اهتم بذكر التناسب بين الآيات وبالرسم العثماني وبعلم الفواصل وبالبلاغة والإعراب والتصريف .
حادي عشر : كتاب التذريب على ما في القرآن من الغريب للشيخ محمد فال بن آبني التمكلاوي [ ت 1309ه ] وهو على منوال تناول الصحاح للحروف .

ثالثا : التفسير في القرن 14 ه
أولا : تفسير اللجين المذهب الجامع بين الجلالين والجمل والذهب ويسمى كذلك ذو الفاتحتين للشيخ أحمذو بن زياد الديماني [ت 1322ه ] .
ثانيا : البشائر في تفسير القرآن للشيخ محمد مولودبن أحمد فال اليعقوبي [ت 1323ه] قد نظمه كذله .
ثالثا : تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد محمود بن الشيخ محمد بن سيدي الرمظاني الجكني [ت 1324ه ]
رابعا : منظومة في تفسير القرآن للشريف سيدي أحمد بن الصبار المجلسي [ت 1340ه ]
خامسا : دمية المحراب في المهم من التصريف والإعراب للشيخ محمذن فال بن أحمد بن العاقل ببها الديماني [ت 1344ه ]
سادسا : نظم نبراس أهل السنة في تفسير غريب القرآن والحديث للشيخ محمد بن محمد المختار العلوي [ت 1349ه ] وهو مخطوط نادر قد يوجد في مسقط رأس المؤلف قرية النباغية .
سابعا كشف الأستار عن بعض ما في الذكر من الإضمار للشيخ البشير بن امباريكي اليدسمي [ ت 1354ه ] الصوفي القادري .
ثامنا : التيسير والتسهيل لمعرفة أحكام التنزيل للشيخ محمد يحيى بن سليمة اليونسي [1272 ــ 1354ه ] وهو كما في مرقونة " التيسير والتسهيل لمحمد الحسن بن عبيد (ص 8 ) صاحب المقولة :
والفقه لا يجوز الاقتداء بهْ / بل هو تخمين يُرَدُّ فانتبه
وإنما الراجح والمشهور / كصنمين أيها المغرور
تاسعا : كتاب نظم في بيان ما ورد في القرآن الكريم من المعاني من تفسير ابن جزي : للشيخ زين العابدين اليدالي [ت 1358ه ] عن إحدى وثمانين سنة ، وله كذلك نظم مفحمات الأقران في مبهمات القرآن للسيوطي حققه زميلنا الدكتور خطري ولد حامد فجعل منه رسالة التخرج من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في نواكشوط لدرجة المتريز.
عاشرا : تفسير العروة الوثقى للشيخ بيدر بن الإمام الجكني [ت 1373ه ]
حادي عشر : الترجمان والدليل لآيات التنزيل للشيخ المختار بن أحمد محمود [ت 1378ه ] مطبوع في مجلدين طبعة أولى في القاهرة دار السلام 1413ه .
ثاني عشر : نظم أوجه البرهان للشيخ حبيب الله بن محمد محمود الباركي [ت 1382ه ] .
ثالث عشر : نظم مراقي الأواه في (9000بيت ) للشيخ أحمد بن أحمذي الحسني [ ت 1387ه ] .
رابع عشر : نظم غريب القرآن للسجستاني للشيخ المختار بن المحبوبي [ت 1391ه ]
خامس عشر : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي [ت 1393ه ]
سادس عشر : التنوير في علم التفسير للشيخ عبد الودود بن حمية الأبييري [ت 1397ه ]
سابع عشر : نظم تفسير ابن عباس للقاضي محمد يحيى الدنبجه التندغي [ ت أواخر ق 14 ه ]
ماهي عوامل التشابه بين تفسير الأستاذ ماديك والمفسرين المغاربة؟
ساعود لإكمال القراءة.
وفقكم الله.