يسأل الأستاذ محمود أبو أسعد السؤال الآتي :
التعليم في الجامعات لايكفي ولا يسمن من جوع ..كيف رؤيتكما له؟
أخي الأستاذ محمود , لك التحية أولاً وأجيب على سؤالك قائلاً :
من قال أن التعليم في الجامعات لا يكفي ؟
ومن قال إنه لا يسمن من جوع ؟
إن إطلاق الحكم الكلي على الجامعات , يشوبه الخطأ , فالجامعات لا يقتحمها إلا من أنهى الثانوية العامة , والثانوية بحد ذاتها تؤهل حاملها أن يطرق أبواب كل الجامعات بفضل تنوع الدراسة فيها , سواء أكان في الفرع الأدبي أم في الفرع العلمي , ولو كانت الجامعات لا تكفي من حيث تخصصها لما وجدنا مريضاً قد خرج من المشفى مشافى , ولم نجد عمارة شاهقة تدوم لأكثر من أيام ثم تنهار على رؤوس أصحابها , لأن الطبيب والمهندس والزراعي والأدبي والشاعر كل منهم في تخصصه , وهو الأعلم من غيره في تفاصيل علمه , وبنود النجاح الذي يحققه عند التطبيق العملي أو النظري , والتعليم في الجامعات ضروري لبناء مجتمع حضاري يواكب الحضارة التي يرتضيها الإنسان , وأرى أن الجامعة دراستها دراسة أكاديمية , والجامعي في تخصصه لا نستغني عنه البتة , وأما إن وجدنا بعض الجامعيين الذين تسللوا إلى الجامعة بالوساطة , ونجح بالوساطة , وتوظف بالوساطة , فهؤلاء قلة ولا يجب أن نشمل كل الخريجين أمثالهم حين يفشلون في أداء مهماتهم , وأما الفرق بين المتعلم والمثقف , ونستطيع القول إن الجامعي لا يستطيع محاورة المثقف في الأبحاث عموماً , فالمثقف أكثر مهارة , وأكثر شجاعة من الحوار السياسي والاجتماعي والديني من التثقيف الجامعي , لأن المثقف يعلم شيئاً عن كل شيء , بينما الجامعي يعلم كل شيء عن شيء واحد . وهو تخصصه فقط , ما لم يكن مثقفاً وجامعياً بآن واحد.