حوار ثقافي حول المرأة/ يديرها رهام فتوش

[بوبكر جيلالي]

نص السؤال:

فكيف تتحد دولة عظمى والحالة هذه , وإلى متى ننتظر ونحن كل يوم نستمع إلى مخترعات حربية فتاكة , وقد يحاربوننا من سطح القمر أو المريخ؟

السلام عليكم أختي رهام تحياتي الخالصة

الإجابة على سؤالكم الكريم متضمنة في ردي على الأخوين الكريمين الأستاذ خالد والأستاذ غالب الغول

أضيف: كل الأوضاع والظروف التي تمر بها شعوبنا العربية والإسلامية الراهنة تنذر بخطر الأزمة وتفاقمها، وتمنع قيام الوحدة لتحقيق القوّة، وكل محاولة للاتحاد فهي صورية وحبر على ورق، ولم يبق لنا سوى التفكير فيها وطلبها ونحلم بها، ومن حقنا أن نفكر ونطلب الوحدة ونحلم بها، ولا تقدر أية قوة على الأرض أن تسلبنا هذا الحق مادمنا قد سلب منا الكثير ومن ذلك عوامل وحدتنا.

[راما علي]

دكتور بوبكر , هل جاء دوري لتجيبني على سؤالي لو سمحت ؟
تقول يا أخي : (((وكل محاولة للاتحاد فهي صورية وحبر على ورق )))
وبما أننا نعرف مسبقاً إن اتحادنا ــ بدولة إسلامية ــ وهم وخيال وصوري , فلماذا لا نريح أنفسنا من خوض المعارك الفتاكة التي أطاحت بخيرة شبابنا في فلسطين واليمن وليبيا والصومال وسوريا والعراق وغيرها ؟ لماذا لا نقوي أنفسنا بالصمت , ونهادن من يهادننا , ونعمل لحين أن تأتي الفرصة السانحة , لماذا لا نعمل مثل الأقلية المسيحية التي تعيش بأقطارنا فلا نسمع منهم أي أذى , وأي حرب , ولكنهم لا ينسون أنفسهم بأنهم ــ بالنسبة للمسلمين ــ كفرة , وهم يكتمون غيظهم لحين الفرج ؟ , لماذا لا نكون مثل روسيا التي تكره أمريكا ولكن لا تريد أن تشن حرباً عليها في الوقت الراهن , لماذا لا نبني أنفسنا أولاً ونتسلح بالسلاح القوي إيماناً وقوة عسكرية لحين أن تأتي الفرصة ؟ , هذه الأسئلة حيرتني وأرجو أن تريح نفسي بالإجابة عليها وشكراً

[بوبكر جيلالي]

السلام عليكم أختي راما

تحياتي الخالصة وشكرا على أسئلتك القيّمة

قلت: وكل محاولة للاتحاد فهي صورية وحبر على ورق، هذا واقعنا المرير المأزوم المهزوم هو ما نعيشه ونعانيه، غياب كلي لأسباب ومظاهر الوحدة والاتحاد، وإن وجدت فعلى مستوى الشكل لا المضمون وعلى مستوى الورق لا الواقع وعلى مستوى الأنظمة الاستبدادية لخدمة مصالحها الضيقة لا على الشعوب ومصالحها في التوحد والعيش الكريم، والعمل للتخفيف -لا نقول إزالة كاملة- من الحدود السياسية والجغرافية والإيديولوجية والطائفية والمذهبية وغيرها كثثير، واقع مر نعيشه لا ينكره حتى من هو أشد عداوة للعرب والإسلام والمسلمين.

أسئلتك القيّمة هي أسئلة في صميم الأزمة والمعاناة والمأساة، تنم عن قلق دائم وهم مستمر يقوى يوما بعد يوم، الحلول منعدمة والوضع يتفاقم ويتأزم أكثر فأكثر، وتعبر أسئلتك عن كوننا في مفترق الطرق لا ندري ما نقوم به وإن وجد من يهادن ووجد من يقاتل ووجد من يحاول أن يبني الإنسان الذي يريد ووجد من صار مثل روسيا ووجد من يراهن على التربية والتكوين العلمي ، لكن الأمر مازال وزاد في تأزمه أكثر.


لكن الثابت دينا وواقعا وتاريخا أنّ اليأس حالة بشرية سلبية سواء كانت بقصد أو عن جهل فهي تفضي إلى الخطأ والظلال، واليأس مذموم دينيا ونفسيا وعلميا فهو نكران لرحمة الله التي وسعت كل شيئ، وانقلاب على الحياة النفسية السوية، نتائجه دوما وخيمة بأدلة وحقائق العلم المعاصر.
وسؤالك التالي رائع:لماذا لا نبني أنفسنا أولاً ونتسلح بالسلاح القوي إيماناً وعلما وتربية وأخلاقا وعملا وقوة عسكرية لحين أن تأتي الفرصة ؟

هذا هو السؤال الذي نبحث فيه وسنظل نبحث فنصل إلى ما نريد أو نلقى الله

[راما علي]

أشكرك أخي الدكتور على ردك الجميل , ونأسف لحالنا العربي والإسلامي , وأقسم أننا كقطيع من الأغنام كل منا يعمل برأيه ولا يهتم لوطنه ولا لدينه ولا لعروبته , وعندما نجد مصلحين ومفكرين فهم قلائل لا يقدمون شيئاً ولا يؤخرون , ليس لدينا انتماء حقيقي لوجودنا , ونحن نسير بعكس عقارب الساعة , ليس كمثلنا شيء في الفوضى والتأخر والانحطاط , نتغنى بماضينا لنقول ( وكنا وكانوا ) ونترك حاضرنا ومستقبلنا لينتهزه غيرنا ضدنا , إن العودة إلى الفضائل أمر ضروري , ولكن ما فائدة الفضيلة بانعدام النظام , ونحن نعلم أن الله نظم كل شيء , وصنع الله الذي أتقن كل شيء , النظام أولاً واحترام الوقت , والعمل الصالح , واحترام القوانين مهما كانت وضعية أم سماوية , بهذا نصل إلى ما نود الوصول إليه , لك التحية أخي الدكتور بوبكر , تحياتي

[خالد جابر]

أخي الدكتور بوبكر , ما رايك بكلام الأخت راما علي , أنا شخصياً أقول ما قالت , متى مكون عندنا انتماء لأنفسنا وأهلينا لنعد العدة لنعمل سوياً لصالح أمتنا , تحية لك دكتور , وتحية للأخت راما