قالـوا لـي : آن الأوان لتسافر ..
مئات القتلى يومياً .. ألا ترى ؟؟ ألا تسمع ؟؟ فلا تكابر ..
سورية لم تبقَ كسابق عهدها.. فاحزم أمتعتك.. و هاجر ..
...
و ما زال الصوت يناديني :
إرحـل .. سـافر .. غـادر ..
فبـدأتُ بحـزم أمتعتـي ..
جـواز سفـري و أوراقـي الرسميـة !!!
ذكريـات طفولتـي و شبابـي .. لملمتها من كل زاويـة ..
و رفـات أجدادي الباليـة .. و قلـوب خلانـي الحانيـة ..
الشوارع التـي لامسـت أقدامـي ..
قلعتـي .. منزلـي .. و ركام الأبنيـة ..
سمائـي .. هوائـي .. أشجـاري .. و الياسمينـة الزاكيـة ..
ولـكـن ......
عـــذراً ... يا ناس لا أستطيـع الرحيـل ...
فمـا عنـدي حقائـب تتسـع لحمـل وطنـي ســوريــة .