شكراً للأخت ريمه على طرح سؤالها ( بين المحبة والتقدير) وأجيب :


التقدير : من القـَدَر وهو موافقة الشيء للشيء , ويقال ــ قدّر الإله كذا تقديرا , وقادرتُ الرجل مقادرة إذا قايسته وفعلتُ مثل فعله , والتقدير على وجوه المعاني أحدها التروية والتفكير في تسوية أمر وتهيئته , ومنها قدرتً أمر كذا وكذا أي نويته وعقدتُ عليه , وعندما نقول ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) معناه أحسن المقدرين .
وهذا من التقدير لأنه يقدر فعله بفعل غيره أن يساويه .
وأنا عندما أقدر شخصاً , فإنني أقيس عمله ( أقدره) لأعطيه مثله بمثابة الشكر على ما قدمه لي
وبعض الأحيان , فإن الطرف الآخر لا يقبل هذا التقدير فلا يريد جزاء ولا شكورا , بل يجعل عمله خالصاً لله , فيرفض التقدير من الشخص , لأنه يريد الثواب من الله وليس من عبدالله .
وبعضهم يريد تقديراً مقابل أفعاله لشخص آخر ,
وقد يتوقف الشخص عن عمل الخير , لأنه وجد الناس تأخذهم الأنانية الممقوته ,
ومن هنا يتضح معني القدير من شخص إلى آخر ألا وهو السعي لرد المعروف والشكر على ما قدمه الآخر له . ومن هذا قد يخشى الإنسان على نفسه من الشخص الذي يقدم له عملاً , أن ينتهز الفرصة ليطلب تقديراً أكبر وأضخم وأوسع من مقدور الشخص الآخر , وهنا يبدأ بعملية الانتهازية , وتبادل المنافع التي تخلو من المحبة.
لكن المحبة كلمة لا يفهمها إلا القلب والروح , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أأتلف , وما تناكر منها اختلف ,) والألفة من صنف المحبة , والاندماج الروحي ,
والمحب لا ينظر منفعة ممن أحب , بل يريد السخاء في العطاء بلا مقابل , وكلاهما يعملان لخدمة بعضهما البعض ويتسابقان في العطاء , والتقدير هنا ليس مادياً بالضرورة , وإنما تقدير معنوي , محبة مقابل محبة , وعطاء مقابل عطاء , والجود مقابل الجود , وهي أسمى كلمة مقدسة يحفظها الناس لحياتهم ومستقبلهم , فلا حياة من غير محبة ,
شكراً للأخت ريمه التي طرحت هذا الموضوع