أما مركز التميز الدوَلي للأبحاث والدراسات التربوية فقد تأسس :
عناية بمنهج الكتاب والسنة في التربية على تقديرهما حق قدرهما .
واستثمارا لخطابهما الرسالي المعجز .
ورعاية لمقاصد التميز الحضاري التي تجليها
خصائص المنهج التربوي في الإسلام .
ومواكبة لمقتضيات المسار العلمي العالمي الحديث ؛
الذي صارت مراكز البحث العلمي لغته ، وشعاره ، ووسيلة استثماره الناجعة .
ثم سطر هذا المركز رسالته من خلال أصول ثلاثة :
الأول : ترسيخ الصلة بين التوحيد والتربية الصالحة النافعة ؛
إذ أن توحيد الله تعالى أصل تحقيق ذلك وطريقه .
الأصل الثاني : بيان اشتمال القرآن الكريم على منهج التربية الأصلح للبشرية ،
وأن مفتاح الانتفاع به : تدبر القرآن ، والعمل به .
الأصل الثالث : خدمة منهج أهل السنة والجماعة
الذي هو منهج الأمان ، الواصل ُ بحق بين الأمة والقرآن .

وقد علق المركز تحقيق رسالته هذه على معاقد ستة :
أولها : التبصير باشتمال التوحيد على ركن التربية الأصلح الأشد ،
ومنهاجها الأكمل الأسد ؛ المغمور بربوبية الله تعالى لخلقه ،
واشتمال وجودهم على كمال عنايته ورفقه .
ثاني المعاقد : التدليل على أهمية بناء منهج التربية على تدبر القرآن ؛
اعتبارا لربوبية منزله جل وعلا ، وأنه عين سائر النعم التي ربى بها عباده .
ثالث المعاقد : التدليل على أهمية السيرة النبوية في كل ذلك ؛
اعتبارا لأثر القدوة في رفع منهج التربية على قاعدة البصيرة ،
وتمكينه من مسلك السداد .
رابع المعاقد : العناية بأرصدة التدبر الكامنة في
أحوال السلف الصالح مع القرآن ؛ تقديرا وتفسيرا ، وتنظيرا وتحريرا ،
مع مدارسة حصاد التصنيف في علم التفسير ،
وإحصاء ما فيه للمتدبر من مصاعد التنوير .
خامس المعاقد : الحض والتدريب على تدبر القرآن ،
والاستبصار بمشاهد السيرة النبوية ذات الزاد التربوي الأكمل ؛
والمنهج التربية الأشمل الأمثل .
سادس المعاقد : مواكبة الانشغال الفكري التربوي العالمي
بما يبدد حجب العجمة ، ويستخرج مكنون الحكمة ؛
مكاشفة للآيات الساريات الساطعات ،
الناطقات ببراهين الإحقاق ؛ في الأنفس والآفاق .

وللمركز ست وسائل يرمي بها إلى بلوغ مرامه ، وتصحيح غرامه :
الوسيلة الأولى : تبصير الباحثين النشأة بما يرفعهم
إلى درجة التخصص والمهارة بالمجال التربوي ؛
المحتفل بالقرآن تدبرا وعملا .
الوسيلة الثانية : تجديد العناية بمنهج التربية الإسلامي
على نمط متميز ؛ تغمر به الأبحاث والدراسات شتى
مظاهر السلوك الإنساني المبثوثة في القرآن والسيرة .
الوسيلة الثالثة : تعليق البحث العلمي في مجال التربية
بالتي هي أقوم في التعليل والتحليل ؛ إمدادا للتصور التربوي بما يسدد التنظير ،
ويغني مسالك التأطير .
الوسيلة الرابعة : تفجير شتى ينابيع النفع التربوي
المستكنة في القرآن والسيرة ؛ تنـزيها لمنهج استثمارها عن التقليد ، ومجرد الترديد .
الوسيلة الخامسة : الإعداد لإنجاز مشروع ( المصطلح التربوي في القرآن ) .
الوسيلة السادسة : الإعداد لإنجاز مشروع ( المصطلح التربوي في السيرة ) .
الوسيلة السابعة : إنشاء مجلة علمية محكمة ؛
تتولى نشر الأبحاث والدراسات العلمية الرصينة المنبثقة عن المركز ،
أو المواكبة لتخصصه .
والحمد لله أولا وأخيرا ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .