عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه"
قال الألباني صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقال أحمد شاكر: صحيح الإسناد، ورد في مسند للإمام أحمد، 1/387


وفي رواية أخرى " وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب" قال الذهبي صحيح الإسناد ورواه الإمام أحمد في مسنده بزيادة
معنى هذا الحديث يشابه معنى حديثًا آخر صحيح و مشهور نصه: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" رواه البخاري

ألفاظ وشرح الحديث من كتاب: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لمؤلفة علي بن سلطان القاري

(أرزاقكم) الأرزاق الدنيوية
(من يحب ومن لا يحب) قال تعالى: {كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} الإسراء : 20.

(فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه) أي : سواء أعطاه الدنيا أم لا ، ولا يتوهم أن من جمع له بين الأرزاق الدنيوية ، والأخلاق الدينية أنه أفضل ممن اقتصر له على الدين مع قدر كفايته من الدنيا ، كما يتبادر إلى فهم أرباب العقول الناقصة.
قال الطيبي ، قوله : إن الله تعالى يعطي الدنيا كالنشر لما لف قبله ، وأشار بالدنيا إلى الأرزاق ، وبالدين إلى الأخلاق ليشعر بأن الرزق الذي يقابل الخلق هو الدنيا ، وليس من الدين في شيء ، وأن الأخلاق الحميدة ليست غير الدين.

يقول المفكر التركي محمد فتح الله كولن في كتابه أسئلة العصر المحيرة تعليقا على هذا الحديث: " ثم إن من الخطأ عد المال والجاه خيراً على الدوام. أجل! فالله سبحانه وتعالى قد يعطي المال والرفاه والسعادة الدنيوية لمن يطلبها وقد لا يعطي. وسواء أأعطى الله تعالى أم لم يعط فهو خير في كلتا الحالتين. ذلك إن كنت شخصاً جيداً واستعملت المال المعطى لك في أمور الخير، فالمال هنا يُعد خيراً. ولكن إن لم تكن شخصاً جيداً، بل كنت منحرفاً عن الصراط القويم فسواء أأعطى الله تعالى المال لك أو لم يعطه فالوضع يكون سيئاً بالنسبة لك.
أجل! إن كنت شخصاً غير مستقيم فالفقر يكون عندك وسيلة إلى الكفر، لأنه يحرضك على رفع راية العصيان تجاه ربك. كما إن كنت بعيداً عن الاستقامة فمعنى هذا أنك لا تملك حياة قلبية وروحية صحيحة، لذا فإن الغنى سيكون لك مصيبة وبلاء ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (الأنفال:28). لقد خسر الكثيرون هذا الامتحان حتى اليوم؛ فكم من غني مع أنه يملك ثروة كبيرة لا يملك في قلبه شرارة نور واحدة بسبب جحوده. لذا فإن إعطاء الله تعالى المال والجاه لهؤلاء يعد استدراجاً أي وسيلة لانحرافهم. ولكن هؤلاء استحقوا هذا لكونهم أماتوا حياتهم القلبية والروحية وقضوا على القابليات الفطرية التي وهبها الله تعالى لهم" انتهى الاقتباس

منقول للفائدة - أخوكم أبو رند
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء