حوراني كركي
حديث التراث
بقلم ( محمد فتحي المقداد )*
بما أنني وفدت إلى الكرك من جديد بعد خروجي من مخيم الزعتري, وفترة انقطاع عن الكرك للفترة امتدت لحوالي 24 سنة, فقد لفت انتباهي طريقة الناس في نطق بعض الكلمات بخصوصية المجتمع الكركي القريب جداً بعاداته وتقاليده مع أهل حوران.
وقد توقفت على بعض الكلمات التي وجدت فيها مادة تراثية ممكن الكتابة فيها، وقد كان ذلك:
*أهل حوران عندما يريدون الاستفسار عن أمر ما، وكذلك للسؤال عن شيء ما، يقولون :
[ لإيشْ – لَويْش ] و يقصدون بها لأي شيء، بينما تلفظ بنفس المفهوم [ إِلْوِيهْ ] عند الكركية.
* أهل حوران إذا استهجنوا أمراً و أحيانا تطلق على الاعتراض على شيء ما , ويتعجبون منه يقولون :[ إيه ]، بينما الكركية يعبرون عن ذلك بقولهم[ يِهْ ] مع التعبير بملامح الوجه بحركات إيمائية في العيون والشفاه واليد أو كلتاهما.
* رغم تشابه اللهجتين بلفظ [ إت ش ج ] وهو ما يطبق على حرف الكاف [ كِنتْ – راكين ] إلا أن أهل حوران بمعظمهم ينطقونها كافاً.
* وفي معرض التودد من شخص ربما تلتقيه للمرة الأولى، يقول له أهل الكرك [ خالوه ] بينما ينطقها أهل حوران [ خال ].
* أهل حوران عندما يوافقونك على قول هم علموه من قبل يقولون : [ أيْ وَتْ ]، بينما الكركية ينطقون بمثل هذه الحالة: [أَيْ وَسْ ] .
* ومن قول الكركية للتحية [ قوّى ]، بمعنى أن الله أعطاك القوة والعافية، وتستخدم هذه الكلمة أيضاً في الخليج بنفس المعنى.
* وهناك لفظة كركية بامتياز، يستخدمونها للسؤال عن الوقت بالتحديد [ إكْتيْه ] .
* وكذلك إذا أرادوا الاستفسار عن حالك إذا لا سمح الله حدث لك أي شيء أو مُكْرَهٍ، يقولون:
[ عَنامِكْ ] والمقصود بها ( علامَكَ ] وذلك بقلب حرب الميم إلى نون. ومنهم من يلفظها بالميم.
*ومن طلب منك حاجة، أو أن تناوله شيئاً فيقول الكركية [ إِعْطيني ] بكسر الهمزة وهي تتوافق مع بعض اللهجات العربية الفصيحة، ومنهم من يلفظ الصاد بالترقيق لتقترب من السين كمثل كلمة [ صادق] الت تلفظ [ سادق ].
* للمذاق الطيب للطعام و جميع ما يؤكل يقول الكركية تعبيراً عن ذلك [ زاكي ] ويطلقونها كذلك على الوجه الحسن للمرأة الجميلة، ولكل شيء يرتاحون له يقولون : [ كايِفْ ].
* ومن المصطلحات التي يقولها الكركية [ وِدْنا إنروّح ع المدينة ] وهو من تمسكهم الشديد بمدينتهم التي كانوا بها جميعاً، حيث يتحصنون بها من هجمات الأعداء من البدو المحيطين بهم فقد كانوا يخرجون ليقوموا بأعمال الزراعة والحصاد ويعودون لمدينة الكرك، وهي دارهم التي تجمعهم و لا يزال هذا التعبير يتردد على ألسنتهم.
و كوني جئت جديداً إلى الكرك، فقد لفتت انتباهي تلك المفردات وقد أحببت تسليط الضوء عليها لكي ترسخ بذهني وأقدمها للقارئ العربي على شكل معلومة تراثية تستحق التوثيق.
الكرك \ الأردن
6\2\2013 م