علينا ان نتبين في الدون كيشوت المبدأ النبيل الذي يتجلى في حب التضحية ,فكثير منا يأخذ الجانب المضحك فيها دون التعمق في مغزاها وفحواها الحقيقي,في حين يتوجب علينا ترجمتها لخدمة الحقيقة الكامنة فيها.
وإن النموذجين "هلمت ودون كيشوت" يظهران طبيعتين إنسانيتين متعارضتين بصورة جذرية,وحقيقة بات من يشبهون ها ملت أكثر بكثير ممن يشبهون دون كيشوت ورغم هذا بات من يشبه دون كيشوت موجودا بقدر ما ولم ينقرض!!.
ماذا نعني؟
يعيش الناس عامة بوعي أو من دون وعي..واحيانا ينحرفون تحت تأثير العاطفة أو المصادفة العابرة لمناطق غير متوقعة,ولو سلمنا بأن المثل العليا للناس جميعا متشابهة بقدر ما,فهي موجودة إما خارجهم أو داخلهم,بحيث إما هم غيريين معطائين أو أنانيين شحيحين.
والاعتراف بالآخر هو سر العطاء والتطبيق الأمثل للمبادئ الحقيقية.دون كيشوت شخصية عاشت مبادئها آمنت بها بقوة ولم تتزحزح,مخلصة للمثل العليا ولكن كيف ترجمتها؟من هنا السؤال..
فلا يعني ثواب مبادئنا أننا نحمل سلوكيات صحيحة..بل السؤال الأخطر هنا:
-كيف ترجمناها واقعيا.ومن هنا تفشل الأمم أو تنجح...
يتبع