الأخت ريما , وكما تفضلت بأنك لست ناقدة , وأنا كذلك لا أدعي النقد الشامل الكلي للقصيدة من جميع نواحيها , لأن ذلك يحتاج إلى عديد من التخصصات النحوية العميقة , وإلى الصرفية العميقة أيضاً , وإلى المعرفة بألألوان الأدبية وخصوصيتها , إلا أنني أستطيع السيرفي النقد العروضي الموسيقي , والوزن الشعري وزحافات التفاعيل بالاعتماد على ألقاب التفاعيل التي وضعها الخليل بن أحمد لخدمة الجانب الموسيقي بشكل خاص , وكما أستطيع إقحام نفسي على بعض العناوين التي ذكرت بمشاركتك مثل) نقد العنوان: لغة ومعنى وقدرمناسبته للنص وكم التشويق الديناميكي فيه.(

واستجابة لطلبك وإثراء لهذا الموضوع لفائدة الجميع نستطيع أن نفتح باب النقاش لمن لديه خبرة أوسع وأعمق , لنحصل سوية على ما نريده من فائدة نستطيع بعدها أن نلم بعملية النقد من معظم جوانبها ..

وأبدأ الآن الحديث عن نقد العنوان للقصيدة الشعرية , وأتمنى من النقاد زيادة التوضيح والتعليق .

@@@@@@@@@

1 ــ نقد عنوان القصيدة :

للعنوان دلالة بنيوية يشيرإلى اتجاهين متفارقين :

العنوان المطابق . ثم العنوان المفارق

أما العنوان المطابق فهوالذي يتطابق معناه لغة لنص القصيدة ومضمونها , أي يأخذ الشاعر العنوان من النص نفسه , ولا يحيد عن مضمون القصيدة بشيء ,فإن كانت القصيدة مثلاً ( غزلية ) فينبغي أن يؤخذ العنوان من مفردات القصيدة أو من معانيها , ليتطابق العنوان في الاتجاه المعنوي إلى معني القصيدة الإجمالي , حتى ولو كان العنوان والقصيدة كل منهما له دلالة رمزية .

وإن كانت القصيدة رثائية ,فينبغي أن يدل عنوان القصيدة على رثاء أو حزن أو نعي , أو ما شابه ذلك ,

فلكل قصيدة عنوانها المطابق معناه إلى معنى القصيدة الإجمالي .

وكما قال المثل ( تعرف الرسالة من عنوانها ).

أما العنوان المفارق : فالمعنى في النص يكون مخالفاً وباتجاه معاكس للمعنى العام في القصيدة , لكن لو تدبر الناقد في المعنى الإجمالي لوجد أن العنوان قد يلتقي في المعنى مع معنى القصيدة , كما لوكان العنوان ( جنة الحسناوات ) ثم تحدث الشاعر عن بؤس النساء وشقائهن وظلم المجتمع لهن , فالمعنى العام بؤس وشقاء , بينما العنوان جنة تلعب بها الحسان , وقد تصل الحسان إلى جنة الخلد في نهاية القصيدة.

ويعتبر وضع عنوان القصيدة من خواص الإبداع للشاعر , ويتفنن الشاعر باختيار عنوان قصيدته , ليخلق للمتلقي جاذبية مثيرة .