التاريخ السوري


ولد الراحل الكبير عبد الحميد محفوض في الدريكيش 1911 لعائلة ميسورة من آل شمسين. مثلت عائلته نموذجا راسخا للمقاومة ضد المستعمر العثماني في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر و في دعم ثورة الشيخ صالح العلي بالمال والرجال ضد المستعمر الفرنسي في مطلع القرن العشرين

كان مساهما فاعلا في الإصلاح المتمثل في بناء المساجد و المدارس. تلقى تعليمه في مدرسة الدريكيش ثم أنهى المرحلة الدراسية في مدينة اللاذقية. في ثلاثينات القرن الماضي تخرج من جامعة مونبيليه الفرنسية و عاد إلى الوطن حاملا إجازة في العلوم الإنسانية.انخرط عبد الحميد محفوض في تعليم أبناء الطبقة الفقيرة على نفقته الخاصة مقدما للكثير منهم التعليم و المأكل و الملبس و المسكن وذلك عندما حول منزله الخاص إلى مدرسة مجانية. كان المساهم الرئيسي في تأسيس متوسطة الدريكيش الأولى و استلم بعدها إدارة مدرسة التجهيز في مدينة جبلة (محمد سعيد يونس حاليا)و مدرسة التجهيز في مدينة اللاذقية( جول جمّال حاليا). بعد ذلك عمل عبد الحميد محفوض مفتشا في مديرية المعارف في اللاذقية ليصبح نائبا لمدير المعارف بعد فترة وجيزة.إبان الوحدة بين سوريا و مصر انتخب عبد الحميد محفوض ممثلا للشعب في مجلس الأمة و عمل على تمثيل مطالب الشعب بشكل واع و مسؤول . بعد الانفصال , رفض الراحل العمل مع الحكومة و طلب إحالته إلى المعاش و عمل مديرا لمستشفى دار الشفاء في دمشق.خلال هذه المسيرة الحافلة بالعطاء قام عبد الحميد محفوض بتشييد المدارس في قرى الجبال الساحلية من جنوبها إلى شمالها مشجعا الأهالي على تعليم أبنائهم و بناتهم مؤسسا أول مدرسة للبنات في الدريكيش و مقدما ما أمكنه من المساعدات المادية و المعنوية و الحكومية لتذليل الصعاب أمام إقامة هذه المدارس.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي